وصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى العاصمة الأوكرانية كييف، اليوم الاثنين، في زيارة مفاجئة لم يُعلَن عنها مسبقاً، قبل أيام من الذكرى الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط من العام الماضي.
وأظهرت لقطات نشرتها وسائل الإعلام، بايدن برفقة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خارج دير القديس ميخائيل ذي القبة الذهبية في العاصمة كييف، التي كانت عرضة في الفترة الأخيرة لتهديدات بهجمات صاروخية.
Biden’s here — on walkabout in central Kyiv. pic.twitter.com/l9uus74Dke
— Oliver Carroll (@olliecarroll) February 20, 2023
وأحيطت زيارة بايدن بسرّية تامة، إذ كان من المقرّر أن يغادر واشنطن مساء الاثنين في زيارة معلنة لبولندا.
وأعلن بايدن بعيد وصوله أن أوكرانيا ستحصل على حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 500 مليون دولار، سيجري الإعلان عنها يوم الثلاثاء، وستتضمن ذخيرة "هيمارس".
وقال: "سأعلن تسليم أوكرانيا معدات مهمة تشمل ذخيرة المدفعية، والأنظمة المضادة للدروع، ورادارات المراقبة".
وقال بايدن: "مع اقترابنا من الذكرى السنوية للغزو الروسي الوحشي لأوكرانيا، أنا في كييف اليوم للقاء الرئيس زيلينسكي، وإعادة تأكيد التزامنا الراسخ بديمقراطية أوكرانيا، وسيادتها، وسلامة أراضيها".
ولفت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ظنّ، عندما بدأ غزوه لأوكرانيا قبل عام تقريباً، أن كييف ضعيفة، والغرب منقسم، وأنه يمكن أن يصمد أمامنا، لكنه كان مخطئاً، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أنشأت، على مدار العام الماضي، تحالفاً من الدول من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ للمساعدة في الدفاع عن أوكرانيا بدعم عسكري، واقتصادي، وإنساني غير مسبوق، مؤكداً أن هذا الدعم سيستمر.
When Putin launched his invasion nearly one year ago, he thought Ukraine was weak and the West was divided. He thought he could outlast us. But he was dead wrong.
— President Biden (@POTUS) February 20, 2023
وتحدثت "رويترز" عن انطلاق صفارات الإنذار في أنحاء العاصمة الأوكرانية أثناء زيارة بايدن لكييف، لكن لم ترد تقارير عن ضربات صاروخية أو جوية من روسيا.
واستذكر بايدن المخاوف قبل نحو عام بأن قوات الغزو الروسية قد تستولي بسرعة على العاصمة الأوكرانية، لافتاً إلى أن "كييف لا تزال صامدة بعد عام واحد من اندلاع الحرب"، مشيراً إلى أن الديمقراطية صامدة، وأن الأميركيين والعالم يقفون إلى جانب أوكرانيا.
من جهته، اعتبر زيلينسكي أن زيارة بايدن تكتسب أهمية قصوى، وإشارة قوية إلى دعم جميع الأوكرانيين.
وقال زيلينسكي على "تليغرام" باللغة الإنكليزية: "جوزف بايدن، أهلاً بك في كييف! زيارتك هي علامة دعم مهمة للغاية لجميع الأوكرانيين".
ولاحقاً، نشر زيلينسكي تغريدة عبر حسابه في "تويتر"، وصف فيها زيارة بايدن بـ"التاريخية، والشجاعة"، قائلاً إنها تأتي في الوقت المناسب. وأضاف: "رحبت بالرئيس الأميركي جو بايدن في كييف مع اقتراب العدوان الروسي واسع النطاق من عامه الأول. أنا ممتنّ للولايات المتحدة لوقوفها مع أوكرانيا، ولشراكتنا القوية. نحن مصمّمون على العمل معاً لضمان انتصار أوكرانيا".
Historic. Timely. Brave. I welcomed @POTUS in Kyiv as Russian full-scale aggression approaches its one-year mark. I am thankful to the U.S. for standing with Ukraine and for our strong partnership. We are determined to work together to ensure Ukraine’s victory. pic.twitter.com/EPtH3fLWWD
— Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) February 20, 2023
وأكد البيت الأبيض أن زيارة بايدن إلى كييف "تأكيد على التزامنا الثابت بديمقراطية أوكرانيا، وسيادتها، وسلامة أراضيها".
البيت الأبيض أخطر الروس بزيارة بايدن قبل ساعات
وبعيد انتهاء الزيارة، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أن البيت الأبيض أخطر الروس بزيارة بايدن إلى كييف، "قبل ساعات من مغادرته".
وقال، وفق ما نقلته "رويترز"، إن بايدن عقد جلسة محادثات مطوّلة مع زيلينسكي للحديث عن الحرب القائمة، لافتاً إلى أن بايدن شعر بأنه من المهمّ إجراء هذه الزيارة، وأراد من خلالها توجيه رسالة "واضحة لا لبس فيها" بشأن الدعم الأميركي المستمرّ لأوكرانيا.
وتأتي زيارة أوكرانيا في لحظة حاسمة من الحرب، حيث يتطلع بايدن إلى إبقاء الحلفاء موحدين في دعمهم لأوكرانيا، فمن المتوقع أن تشتد الحرب مع استعداد الجانبين لهجمات الربيع.
ويضغط زيلينسكي على الحلفاء لتسريع تسليم أنظمة الأسلحة التي جرى التعهد بها، ويدعو الغرب إلى تسليم طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، وهو أمر رفض بايدن فعله حتى الآن.
وقال زيلينسكي إنه تحدث مع بايدن عن "أسلحة بعيدة المدى، والأسلحة التي قد يجري توفيرها لأوكرانيا، على الرغم من أنها لم تُورّد من قبل". لكنه لم يذكر بالتفصيل أي التزامات جديدة.
وتتمثل مهمة بايدن بزيارته كييف ثم وارسو، وفق "أسوشييتد برس"، في تأكيد أن الولايات المتحدة مستعدة للبقاء إلى جانب أوكرانيا "طالما أن الأمر يتطلب"، لصد القوات الروسية، حتى في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي العام إلى أن دعم الولايات المتحدة وحلفائها لتوفير الأسلحة والمساعدات الاقتصادية المباشرة بدأ في التراجع.
وبالنسبة لزيلينسكي، فإن رمزية وقوف الرئيس الأميركي جنباً إلى جنب معه على الأراضي الأوكرانية مع اقتراب الذكرى السنوية، ليست بالأمر الهيّن، لأنه يحث الحلفاء الأميركيين والأوروبيين على توفير أسلحة أكثر تقدماً، وتسريع وتيرة التسليم.