سياسة/جو بايدن/(جوناثان نيوتن/Getty)
06 نوفمبر 2020
+ الخط -

صار المرشح الديمقراطي جو بايدن، الجمعة، على مشارف بلوغ البيت الابيض، إثر تقدّمه في ولاية بنسلفانيا الرئيسية، في وقت بدا أنّ منافسه دونالد ترامب عازم على الاعتراض على حكم الصناديق.

ووسط عدم إعلان أي من وسائل الإعلام الأميركية البارزة فوز مرشح منهما، بدأ الديمقراطيون بالإعلان عن النصر.

واعتبرت الرئيسة الديمقراطية لمجلس الشيوخ نانسي بيلوسي أنّه "من الواضح" أنّ جو بايدن يتجه "للفوز بالبيت الأبيض".

وتابعت أنّ "الرئيس المنتخب بايدن يتمتع بتفويض قوي ليحكم"، مستخدمة العبارة التي تطلق على الفائز في الانتخابات حتى توليه مهامه، في 20 يناير/ كانون الثاني.

ووسط تقدّم عمليات فرز الأصوات ببطء شديد، استفاق الأميركيون على انقلاب منحى التنافس بين الرجلين، وصار بايدن خلال النهار متقدّماً، للمرة الأولى منذ الثلاثاء، على ترامب في ولاية بنسلفانيا بنحو 6800 صوت.

وبالنظر إلى تقارب النتائج، لم تعلن أي وسيلة إعلام أميركية بارزة فوز أحد المرشحين في هذه الولاية الواقعة في الشمال الأميركي الصناعي، والتي تمنح 20 ناخباً كبيراً، وكان ترامب فاز فيها في 2016. وكان من المتوقع اتساع الفارق بين المرشحين مع تقدّم الفرز للأصوات المرسلة عبر البريد، إذ إنّها تأتي لصالح بايدن بنسبة 80%.

 

وفي حال فوز نائب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في بنسلفانيا، فإنّه سيكون الرئيس الـ46 للولايات المتحدة أياً تكن النتيجة في بقية الولايات.

كما أنّ نتائج فرز الأصوات في ولاية جورجيا، التي لم يفز فيها أي مرشح أو رئيس ديموقراطي منذ 1992، بدأت صباحاً تميل صوب جو بايدن، إلى أن ابتعد عن منافسه بأكثر من 1,500 صوت.

إلا أنّ الوزير في الولاية براد رافنسبرغر قال إنّه "في ظل هامش ضيق إلى هذا الحد، ستتم إعادة فرز الأصوات في جورجيا".

ويحتاج المرشح في السباق إلى البيت الأبيض إلى غالبية من 270 صوتاً في المجمع الانتخابي، فيما يحوز بايدن حالياً على ما بين 253 إلى 264 صوتاً إذا ما جرى احتساب ولاية إريزونا لصالحه، في مقابل 214 صوتاً لترامب.

في مؤشر على أنّ الديمقراطي صار قريبا من تحقيق الفوز الرئاسي، فإنّ الجهاز السري المكلّف حماية كبار المسؤولين سيعزز، بدءا من الجمعة، عديد عناصره حول جو بايدن في معقله في ديلاوير

 

وبعكس المسار في بنسلفانيا وجورجيا، كان دونالد ترامب يستفيد بشكل مباشر في ولاية إريزونا من تمديد عمليات الفرز، إذ كان يلاحق بايدن المتصدر فيها، بما يتهدد المرشح الديمقراطي بخسارة الـ11 ناخباً كبيراً الذين تتيحهم هذه الولاية.

ولكن في مؤشر على أنّ الديمقراطي صار قريباً من تحقيق الفوز الرئاسي، فإنّ الجهاز السري المكلّف حماية كبار المسؤولين سيعزز، بدءاً من الجمعة، عديد عناصره حول جو بايدن في معقله في ديلاوير.

وكان الرئيس الأميركي قد جدّد الاتهامات بحصول عمليات تزوير من دون أن يقدم أي دليل عليها.

وقال أمام الصحافيين في البيت الأبيض: "إذا أحصيت الأصوات القانونية أفوز بسهولة. إذا أحصيت الأصوات غير القانونية يمكنهم أن يحاولوا أن يسرقوا الانتخابات منا".

ترامب معزول أكثر

وأكد فريق حملة ترامب، الجمعة، أن الانتخابات الرئاسية "لم تنته بعد"، مشيراً إلى أن "التقديرات الخاطئة التي تعلن فوز جو بايدن تستند إلى نتائج بعيدة عن أن تكون نهائية في أربع ولايات".

وبدا الرئيس الـ45 للولايات المتحدة معزولاً ضمن حزبه الجمهوري، في ظل اتهاماته بأنه سيكون ضحية "سرقة" الانتخابات.

وقال حاكم نيوجيرزي السابق وحليف الرئيس كريس كريستي، عبر محطة "إيه بي سي": "لم نسمع الحديث عن أي دليل"، محذراً من خطر تأجيج التوتر من دون عناصر ملموسة.

 

إلا أنّ ترامب حظي بدعم سناتورين بارزين، هما ليندسي غراهام وتيد كروز. وقال الأخير عبر "فوكس نيوز": "يمكنني أن أقول لكم إنّ الرئيس غاضب، أنا كذلك، والناخبون أيضاً على ما أعتقد".

بدوره، دعا جو بادين مجدداً إلى الهدوء والصبر. وكتب في تغريدة: "لن يسلب أحد منا ديمقراطيتنا لا اليوم ولا مطلقاً".

وقبل ساعات من ذلك، أبدى المرشح الديمقراطي ثقته بفوزه القريب خلال كلمة اتسمت بلهجة رئاسية.

وقال بايدن للصحافيين في مسقط رأسه ويلمينغتون بولاية ديلاوير: "أطلب من الجميع التزام الهدوء. العملية تسير كما يجب، والفرز جارٍ، وسنعرف النتيجة قريباً جداً (..) ليس لدينا أدنى شك في أنّه مع انتهاء تعداد الأصوات، سيُعلن فوزنا".

 

شكاوى قضائية

وكان ترامب قد أعلن في ليلة الانتخابات أنه فاز بالانتخابات، وأنه سيحتكم إلى المحكمة الأميركية العليا، لكنه بقي مبهماً حول الدوافع.

وفي الواقع، باشر محاموه عدة إجراءات قضائية على مستوى الولايات، مطالبين مثلاً بإعادة احتساب الأصوات في ويسكونسن.

ويرى الديمقراطيون أن هذه الشكاوى لا أساس لها، إلا أنها قد تؤخر تأكيد النتائج أياماً عدة، لا بل أسابيع.

 

في الوقت نفسه، أوقفت شرطة فيلادلفيا رجلين بعدما علمت أنه كان يجرى الإعداد لهجوم مسلح على مركز لفرز الأصوات، ما يعكس التوتر الشديد في بلد منقسم للغاية.

(فرانس برس)