بايدن: سياسة واشنطن حيال تايوان القائمة على "الغموض الاستراتيجي" لم تتغيّر

24 مايو 2022
كان بايدن قد أكد استعداد بلاده للدفاع عن تايوان في وجه أي غزو صيني (Getty)
+ الخط -

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الثلاثاء، أنّ سياسة واشنطن حيال تايوان، القائمة على "الغموض الاستراتيجي"، لم تتغير، بعدما أدلى بتصريحات بشأن استعداد بلاده للدفاع عن الجزيرة في مواجهة أي غزو صيني، اعتُبرت مؤشراً على وجود تغيّر.

ولدى سؤاله عمّا إذا كانت هذه السياسة قد انتهت، ردّ بايدن بـ"لا". وقال: "لم تتغيّر السياسة قَطّ. أعلنت ذلك عندما أدليت بتصريحاتي أمس".

وكان بايدن قد حذر، أمس الاثنين في طوكيو، من أنّ الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان عسكرياً إذا غزت بكين الجزيرة ذات الحكم الذاتي، مؤكداً أنّ الصين "تلعب بالنار".

ويأتي تصريح بايدن الأخير بعدما أصر كبار المسؤولين الأميركيين على أن نهج الولايات المتحدة المتّبع منذ عقود حيال تايوان ما زال على حاله. ويشمل ذلك تسليح الجزيرة التي تتمتع بحكم ديمقراطي لتتمكن من الدفاع عن نفسها مع الاعتراف بسيادة الصين القانونية وإظهار "غموض استراتيجي" حيال إمكانية تدخل القوات الأميركية.

وتأتي التطمينات بعدما رد الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي في طوكيو الاثنين بـ"نعم" على سؤال بشأن إن كان لدى واشنطن رغبة في التدخل عسكرياً للدفاع عن تايوان.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إنه لا يوجد تغيير في السياسة الأميركية تجاه تايوان. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "كما قال الرئيس، سياستنا لم تتغير. أكد مجدداً على سياسة صين واحدة والتزامنا بالسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان. كما أكد مجدداً التزامنا بموجب قانون العلاقات مع تايوان بتزويد تايوان بالوسائل العسكرية للدفاع عن نفسها".

وكان بايدن قال في رده على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل عسكرياً إن حاولت الصين السيطرة على الجزيرة بالقوة: "هذا هو التعهد الذي قطعناه على أنفسنا"، مضيفاً: "كنا موافقين على سياسة صين واحدة (...) ولكن فكرة أن تؤخذ (تايوان) بالقوة هي بكل بساطة غير ملائمة".

ورداً على تصريحات بايدن، قالت وزارة الخارجية الصينية، الاثنين، إنه يتعين على الولايات المتحدة عدم الدفاع عن استقلال تايوان، مضيفة أنه لا مجال للتهاون أو تقديم تنازلات في أمور تتعلق بسيادة الصين ووحدة أراضيها.

وقال بايدن لقادة مجموعة الرباعية للمحيطين الهندي والهادئ خلال قمة مجموعة "كواد" الرباعية في طوكيو، اليوم الثلاثاء: "نمر بساعة مظلمة في تاريخنا المشترك" بسبب الحرب الروسية الوحشية على أوكرانيا.

وخلال اجتماع مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، ورئيس الوزراء الأسترالي المنتخب حديثاً أنتوني ألبانيزي، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، حثّ بايدن قادة المجموعة على بذل المزيد من الجهود لوقف عدوان فلاديمير بوتين.

وقال بايدن مع انطلاق القمة الرباعية مع قادة اليابان وأستراليا والهند: "هذه أكثر من مجرد قضية أوروبية، إنها قضية عالمية".

وفيما لم يشر الرئيس الى أي دولة مباشرةً، بدا أنّ رسالته كانت موجهة، جزئياً على الأقل، إلى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي لا تزال هناك خلافات قائمة معه في كيفية التعامل مع الغزو الروسي.

وخلافاً لدول مجموعة الرباعية الأخرى، وجميعها من حلفاء الولايات المتحدة، لم تفرض الهند عقوبات على روسيا ولم تندد بما فعلته.

يذكر أنّ موسكو أكبر موردي المعدات العسكرية إلى نيودلهي.

وأوضح بايدن أنّ العالم يتحمل مسؤولية مشتركة للقيام باي شيء من أجل مساعدة المقاومة الأوكرانية ضد العدوان الروسي.

وقال: "نمر بساعة مظلمة في تاريخنا المشترك. الحرب الروسية الوحشية وغير المبررة ضد أوكرانيا سبّبت كارثة إنسانية، وقتل مدنيين أبرياء في الشوارع، ونزوح ملايين اللاجئين داخلياً، وفي المنفى".

وأضاف: "ينبغي للعالم التعامل مع هذه الحرب".

أشاد البيت الأبيض بدول بالمحيط الهادئ، من بينها اليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية، لفرضها عقوبات صارمة على روسيا، وحظر التصدير إلى موسكو، مع تقديم مساعدات إنسانية وعسكرية لكييف.

وأصيب البيت الأبيض بخيبة أمل من الصمت النسبي للهند، أكبر ديمقراطية في العالم من حيث عدد السكان.

طالب بايدن مودي بعدم شراء النفط الروسي، حيث تتطلع الولايات المتحدة وحلفاء آخرون إلى تقليص دخل موسكو من قطاع الطاقة.

لم يقدم مودي أي التزام علني بالتوقف عن شراء النفط الروسي، وأشار بايدن إلى أن الهند "مهتزة إلى حد ما" في ردها على الغزو.

من جهته، قال رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا، اليوم الثلاثاء، إنّ زعماء المجموعة الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة وأستراليا والهند إلى جانب اليابان، عبروا عن مخاوفهم إزاء الوضع في أوكرانيا خلال اجتماعهم في طوكيو.

وأضاف كيشيدا: "أجرى القادة الأربعة نقاشاً صريحاً في تأثير الوضع في أوكرانيا على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وعبّرنا، ومعنا الهند، عن قلقنا إزاء الحرب المأساوية في أوكرانيا، وأكدنا أنه يتعين الحفاظ على مبادئ مثل حكم القانون وسيادة الدول وسلامة الأراضي في أي منطقة".

وأعلن رئيس الوزراء الياباني أنّ بلاده والولايات المتحدة والهند وأستراليا تنوي استثمار 50 مليار دولار على الأقل في مشاريع مرتبطة بالبنى التحتية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وقال: "في قطاع البنى التحتية، نعلن أننا نهدف إلى استثمار أكثر من 50 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة لدعم مشاريع في منطقة المحيطين الهندي الهادئ".

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون