أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، أن الصين ستدفع ثمناً جراء انتهاكاتها لحقوق الإنسان، مضيفاً أنه أثار القضية مع الرئيس شي جين بينغ خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما في الآونة الأخيرة.
وقال بايدن، خلال لقاء تلفزيوني على محطة "سي أن أن": "ستكون هناك تداعيات على الصين".
وتعرض الرئيس الصيني شي جين بينغ لانتقادات عالمية لاحتجازه أقلية الإيغور في معسكرات اعتقال، بالإضافة إلى انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان.
وقال بايدن بعد إلحاح عليه بشأن القضية خلال اللقاء الذي بثته محطة "سي أن أن": "حسناً، ستكون هناك تداعيات على الصين، وهو يعلم ذلك"، في إشارة إلى الرئيس الصيني.
وقال بايدن إنّ الولايات المتحدة ستؤكد مجدداً دورها العالمي في الدفاع عن حقوق الإنسان، مضيفاً أنه سيعمل مع المجتمع الدولي لحمل الصين على حماية تلك الحقوق.
وقال بايدن: "الصين تسعى جاهدة لأن تصبح زعيمة عالمية، ولكي تحصل على هذا اللقب وتكون قادرة على فعل ذلك، عليها أن تكسب ثقة الدول الأخرى". وأضاف: "ما داموا يمارسون نشاطاً يتعارض مع حقوق الإنسان الأساسية، فسيكون من الصعب عليهم القيام بذلك".
President of United States of America Joe Biden at CNN Townhall.
— News18 (@CNNnews18) February 17, 2021
Joe Biden warns China warning of the repercussions of Human Rights Violations during a 2-hour conversation with Xi Jinping.
Join the broadcast with @AnushaSoni23 pic.twitter.com/AkaSjydZqm
وأجرى بايدن ونظيره الصيني أول اتصال هاتفي بينهما وهما في السلطة، الأسبوع الماضي، وبدا أنهما على خلاف بشأن معظم القضايا، على الرغم من تحذير شي من أنّ المواجهة ستكون "كارثة" بالنسبة إلى البلدين.
ودعا الرئيس الصيني إلى تعاون يفيد الجانبين، بينما وصف بايدن الصين بأنها "أخطر منافس" لأميركا.
وفي اجتماع مع مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، الخميس الماضي، بشأن تطوير البنية التحتية الأميركية، قال بايدن إنه يجب على الولايات المتحدة تعزيز جهودها في مواجهة التحدي الصيني.
وقال البيت الأبيض إنّ بايدن أبلغ شي أنّ من أولويات الولايات المتحدة إبقاء منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومنفتحة، وهي منطقة تتنافس فيها الدولتان. وعبّر أيضاً عن مخاوف بشأن ممارسات بكين التجارية "غير العادلة"، فضلاً عن قضايا حقوق الإنسان، بما فيها حملة الصين في هونغ كونغ ومعاملتها للمسلمين في منطقة شينجيانغ.
وأشارت إدارة بايدن إلى أنها ستواصل الضغط على بكين، كذلك أيدت تأكيد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب أن الصين ارتكبت إبادة جماعية في شينجيانغ. وتعهدت في الوقت نفسه بتبني نهج أكثر تعددية، كذلك فإنها حريصة على التعاون مع الصين بخصوص قضايا مثل تغيّر المناخ وجهود إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن أسلحتها النووية.
كندا تدرس إمكانية اعتبار معاملة الصين للإيغور "إبادة"
وفي السياق، صرّح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الثلاثاء، بأنّ كندا ودولاً أخرى تدرس إمكانية اعتبار معاملة الصين لأقلية الإيغور "إبادة جماعية".
وقال ترودو، في مؤتمر صحافي، وفق ما أوردته "فرانس برس": "إنها كلمة محمَّلة بالمعاني، وهي أمر يجب بالتأكيد أن ننظر إليه في حالة الإيغور". وأضاف: "أعرف أنّ المجتمع الدولي ينظر باهتمام كبير في هذا الأمر، ونحن معه ولن نتردد في أن نكون جزءاً من القرارات حول هذا النزع من القضايا".
وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد ذكرت أن سجن بكين للأقليات المسلمة في منطقة شينجيانغ في أقصى غرب الصين يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
وقال ترودو إنه "لا شك" في أنّ انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان حدثت في شينجيانغ. وأضاف: "نحن نشعر بقلق بالغ حيال ذلك، وعبّرنا عن مخاوفنا مرات عدة. لكن عندما يتعلق الأمر بتطبيق كلمة محددة جداً هي (إبادة جماعية) فنحن ببساطة بحاجة إلى التأكد" من الوقائع "قبل اتخاذ قرار كهذا".
وكانت كندا قد كشفت، الاثنين، أنّ وزراء خارجية 58 دولة وقّعوا "إعلان ضدّ الاعتقال التعسفي في العلاقات بين الدول" يستهدف احتجاز رعايا أجانب بشكل تعسفي، تؤكد أوتاوا أنّ بكين استخدمته أخيراً ضدّ مواطنين كنديين.
ولم يتضمن الإعلان اسم أي دولة محددة، لكنّ أوتاوا تشير باستمرار إلى قضية كنديين تقول إنهما قيد "الاعتقال التعسّفي" في الصين. ولم توقّع بكين على الإعلان.