بايدن الصهيوني وبلاهة "لمَ يكرهوننا؟"

20 أكتوبر 2023
بايدن في تل أبيب، الأربعاء (ميريام ألستر/فرانس برس)
+ الخط -

حين حضر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة أخبرنا أنه جاء كيهودي، بينما رئيسه جو بايدن عبّر عن صهيونيته بطريقة مقززة حيال انزعاجه من غياب البعض عن كراسي أحبّتهم وأُسرهم، وكأن أبناء الشعب الأصلي في فلسطين ليسوا مستحقين للحياة. فآلاف الضحايا الفلسطينيين لا يعنون شيئاً في التفكير الصهيوني العنصري (وهو بالضبط ما توصلت إليه الأمم المتحدة في سبعينيات القرن الماضي).

الجيل العربي الجديد، الذي يفاجئ واشنطن والغرب في استفتاء متجدد على مكانة فلسطين عنده، بات يعرف أكثر من أي وقت مضى حجم النفاق الممارس. فهو جيل قادر على تخيل ما ستكون عليه المواقف لو أن وزيراً أو زعيماً عربياً يفعل ما يفعله الصهيوني إيتمار بن غفير بتوزيع السلاح على مستوطنين إرهابيين مسنودين بشعار إبادة وتهجير "الوحوش البشرية".

بالفعل ماذا لو أن وزيراً، أو حتى زعيماً عربياً، يتحدث عن اليهود بمثل تلك اللغة الفاشية عند تلامذة المذابح الصهيونية الأولى في فلسطين؟ ما من شك في أن الجيل العربي الجديد يشاهد ازدواجية المعايير المفضوحة في السردية الغربية، وتقديم غطاء مستمر للإبادة والتطهير العرقيين.

في أوكرانيا جعلوا فلاديمير بوتين مجرم حرب بتهمة نقل أطفال أوكرانيين قسراً إلى روسيا، في مقابل غياب أي رد فعل حيال تلبّس الفاشية الصهيونية في طلب الترانسفير وانتهاك كل القواعد والقوانين الدولية في فلسطين، فهؤلاء مرة أخرى "يشبهوننا"، كما رددوا منذ العام الماضي.

نعم، صهيونية بايدن لم تجرّ فقط خسارة أخرى لواشنطن في الشارع العربي والإسلامي، بل تجرّ معها خسائر هائلة للغرب الذي ادعى أنه سينتهج سياسات براغماتية في علاقاته الخارجية. فالتطهير العرقي في عام نكبة 1948 قام على كذبة وأضاليل "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".

وتطبيقه تطلّب حرفياً ارتكاب سلسلة من المذابح التي باتت معروفة التفاصيل، بما فيها تفجير فندق الملك داود في القدس المحتلة، لتهجير شعب فلسطين. وهي مذابح توسعت لاحقاً إلى دول الجوار، كما في مصر ولبنان. مذبحة غزة ليست استثناء، وجهود واشنطن وبعض الغرب في حماية مجرمي الحرب ستستدعي في نهاية المطاف ذات السؤال الأبله السابق: "لمَ يكرهوننا؟".

المساهمون