دافع الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين عن قرار انسحاب الولايات المتّحدة من أفغانستان، مؤكّداً تمسّكه بهذه السياسة، ومشدّداً على أنّ الوقت حان للمغادرة من هذا البلد بعد 20 سنة من الحرب.
وفيما أكد بايدن أنه ليس نادماً على الانسحاب، قال إن ما نراه الآن يثبت أن ما من قوة عسكرية يمكنها تغيير مجرى الأحداث في أفغانستان المعروفة بأنها مقبرة الإمبراطوريات.
وقال بايدن في خطاب إلى الأمّة من البيت الأبيض: "أنا أقف بقوة وراء قراري. بعد 20 عاماً، تعلّمت بالطريقة الصعبة أنّه لن يكون هناك أبداً وقت جيّد لسحب القوات الأميركية" من أفغانستان.
وأضاف أنّ المصلحة القومية لبلاده في أفغانستان كانت بشكل أساسي تتمحور دوماً حول منع استهداف الولايات المتحدة بهجمات إرهابية انطلاقاً من البلد الغارق في الحرب، مشدّداً على أنّ "المهمة في أفغانستان لم تكن يوماً بناء دولة".
Our current military mission in Afghanistan will be short in time and focused in its objectives: Get our people and our allies to safety as quickly as possible. pic.twitter.com/eSESK5QR09
— President Biden (@POTUS) August 17, 2021
وأقرّ الرئيس الأميركي بأن الحكومة الأفغانية انهارت بشكل أسرع من المتوقّع، مؤكداً أن واشنطن وفّرت الدعم للقوات الأفغانية لمواجهة "طالبان".
ومضى الرئيس الأميركي قائلاً: "تعهّدت دائماً للشعب الأميركي أن أكون صريحاً معه. الحقيقة أنّ هذا حدث أسرع بكثير من تقديراتنا"، في إشارة إلى انهيار الحكومة الأفغانية.
وأضاف: "أعطيناهم كلّ فرصة لتقرير مستقبلهم. لا يمكننا إعطاؤهم الإرادة للقتال من أجل مستقبلهم".
وأقرّ الرئيس الأميركي بأنّ "مهمتنا في أفغانستان ارتكبت العديد من الأخطاء"، لكنه استدرك بأن روسيا والصين "ترغبان" في غرق الولايات المتحدة لأجل غير مسمى في المستنقع الأفغاني.
وتوعّد بايدن حركة طالبان بـ"ردّ مدمّر" إن هي عرقلت أو عرّضت للخطر عملية الإجلاء الحاصلة عبر مطار كابول لآلاف الدبلوماسيين الأميركيين والمترجمين الأفغان. وقال إنّه في حال وقوع أيّ هجوم، فإنّ ردّ الولايات المتّحدة سيكون "سريعاً وقويّاً"، مضيفاً: "سندافع عن أناسنا بقوة مدمّرة إذا لزم الأمر".
كذلك، فقد تعهّد الرئيس الأميركي بإعطاء الأولوية للطريقة التي ستعامَل بها النساء والفتيات الأفغانيات تحت حكم الحركة الإسلامية. وقال: "سنستمرّ برفع الصوت عالياً بشأن الحقوق الأساسية للشعب الأفغاني والنساء والفتيات".
وفي السياق، قالت الخارجية الأميركية إن تركيزها سيتحول من دعم مفاوضات السلام الأفغانية إلى تجنب العنف.
وأكدت الخارجية، الاثنين، أنّها لن تعترف بأي حكومة تقودها حركة "طالبان" في أفغانستان إلا إذا احترمت الحركة الإسلامية المتشدّدة حقوق النساء ونبذت الإرهاب.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحافيين إنّه "في ما يتعلّق بموقفنا من أيّ حكومة مقبلة في أفغانستان؛ فإنّه رهن بسلوك هذه الحكومة. إنّه رهن بسلوك طالبان".
(العربي الجديد، وكالات)