باكو ترفض اتهامات ماكرون وموسكو تبحث سحب قوة السلام مع يريفان

06 أكتوبر 2023
أسلحة ومعدات عسكرية سلمتها القوات الانفصالية في كاراباخ (عزيز كريموف/أسوشييتد برس)
+ الخط -

أعربت وزارة الخارجية الأذربيجانية، اليوم الجمعة، عن إدانتها ورفضها "الاتهامات الباطلة" من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تجاه أذربيجان، فيما نددت الخارجية التركية بقرار البرلمان الأوروبي حول إقليم كاراباخ.

"معلومات كاذبة"

وقالت الخارجية الأذربيجانية في بيان: "ندين ونرفض بشدة المزاعم التي لا أساس لها ضد أذربيجان، التي أطلقها ماكرون في المؤتمر الصحافي الذي عقد في إطار اجتماع المجموعة السياسية الأوروبية المنعقد في غرناطة"، بحسب الأناضول.

وشدد البيان على أن مزاعم ماكرون بشأن عدم حضور أذربيجان وتركيا اجتماع غرناطة هي "مثال على النفاق"، وأكد أن جميع المشاركين يعلمون جيداً أن فرنسا عارضت مشاركة تركيا في الاجتماع (الذي كان من المخطط أن تحضره أذربيجان وأرمينيا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا)، مضيفاً أن نشر ماكرون "معلومات كاذبة حول هذا الموضوع أسلوب لا يليق برئيس دولة".

ولفت البيان إلى أن فرنسا غضت الطرف عن احتلال أرمينيا 20 بالمائة من أراضي أذربيجان طوال 30 عاماً، وقال: "من السخافة أن تتهم فرنسا أذربيجان باحتلال 150 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأرمينية".

وشدد أن أذربيجان لم تحتل أراضي أي دولة، ومن غير المنطقي زعم تبعية الأراضي التي تنتشر فيها القوات الأذربيجانية على الحدود التي لم يتم تحديدها بعد إلى أرمينيا. ولفت البيان إلى أن ماكرون صرّح بضرورة ممارسة الضغوط على أذربيجان.

وأكد البيان أن "التحدث مع أذربيجان بلغة الضغط لا جدوى منه وغير مقبول" مضيفاً: "بدلاً من الإدلاء بمثل هذه التصريحات غير المسؤولة، سيكون من المفيد لفرنسا أن تنهي سياستها في دعم وتسليح أرمينيا العدوانية، التي تمنع السلام والاستقرار في المنطقة". 

وكانت مدينة غرناطة الإسبانية استضافت، أمس الخميس، اجتماع المجموعة السياسية الأوروبية، التي تضم 47 دولة، هو الثالث منذ انطلاقتها، بشأن التعددية والأمن، وبحث الأجندة الاستراتيجية 2024-2029 حول قضايا من بينها المتعلقة بتوسيع الاتحاد الأوروبي إضافة إلى قضية الهجرة وتعزيز التعاون الإقليمي في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وتأسست المجموعة عام 2022 في العاصمة التشيكية براغ، وعقدت أول اجتماع لها في أكتوبر/ تشرين الأول من نفس العام.

"قرار عنصري"

ومن جهتها، ندّدت وزارة الخارجية التركية، في بيان، مساء أمس الخميس، بقرار للبرلمان الأوروبي يدعو إلى فرض عقوبات على أذربيجان و"يدين" تورطها في النزاع في ناغورنو كاراباخ، معتبرة إياه "شعبوياً وعنصرياً ومعادياً للإسلام"، بحسب فرانس برس.

واتهم أعضاء البرلمان الأوروبي، في قرارهم، باكو بـ"التطهير العرقي"، وأدانوا "تورط تركيا في تسليح أذربيجان ودعمها الكامل لهجمات باكو في عامي 2020 و2023" في ناغورنو كاراباخ.

وقالت الخارجية التركية في بيانها أن القرار "مبني على خطاب يستهدف بلدنا من جانب مجموعة من البرلمانيين الشعبويين، على أساس اتهامات لا أساس لها"، مضيفة أن "الشعبوية والعنصرية ومعاداة الإسلام تكتسب أرضية في السياسة الأوروبية مثل ما يظهره التكوين الحالي للبرلمان".

واعتبر البيان أن القرار "غير مسؤول"، مشدّداً على أن "تركيا تبذل جهوداً كبيرة لتحقيق السلام الدائم والاستقرار والازدهار في جنوب القوقاز، عبر قيادة عملية تطبيع مع أرمينيا، ومن خلال تقديم مساهمات ملموسة في عملية السلام بين هذا البلد وأذربيجان وحشد جميع وسائلها لإحلال السلام".

وكان البرلمان الأوروبي أبدى، الخميس، تأييده فرض عقوبات "مستهدَفَة" ضد باكو، مندّداً في قراره الذي نال تأييد غالبية كبيرة بـ"تطهير عرقي" في ناغورنو كاراباخ بعد التدخل العسكري الأذربيجاني.

وفد روسي إلى أرمينيا

يقوم وفد من وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، بزيارة العاصمة الأرمينية يريفان لبحث توقيت سحب القوات الروسية من إقليم كاراباخ، وسيبحث الوفد الروسي مع المسؤولين الأرمينيين، بحسب وكالة "تاس" الروسية، توقيت سحب قوات حفظ السلام الروسية من كاراباخ.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أعلنت، في 4 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أنّ الجانبين الروسي والأرميني يبحثان معاً الجدول الزمني لسحب قوات حفظ السلام الروسية وغيرها من المسائل الميدانية، وفق الأناضول.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، أنها بدأت سحب قوات حفظ السلام من إقليم كاراباخ، وهي وحدة أُرسلت إلى المنطقة عقب صراع عام 2020 في جنوب القوقاز.

وقالت إن "قوات حفظ السلام الروسية قامت بتفكيك نقاط مراقبة مؤقتة على طول خط الاتصال السابق في مناطق أسكيران (أسجاران أو خوجالي)، وأغدارا (مارتاكيرت)، وشوشة في أذربيجان".

ويُذكر أن إقليم ناغورنو كاراباخ شهد في نهاية عام 2020 أعمال قتال نشطة انتهت بالتوقيع على بيان ثلاثي لقادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا، أتاح التوصل إلى الوقف الكامل لأعمال القتال في منطقة النزاع، بعد تقديم أرمينيا تنازلات مهدت للسيطرة الأذربيجانية الكاملة على الجيب الأرميني.

وكانت أذربيجان أطلقت عملية عسكرية في 19 سبتمبر/ أيلول الماضي في إقليم كاراباخ، انتهت بنزع سلاح المجموعات المسلحة التابعة للانفصاليين الأرمن.

المساهمون