باكستان: مسلحون يعدمون سبعة عمال في إقليم بلوشستان

باكستان: مسلحون يعدمون سبعة عمال في إقليم بلوشستان

10 مايو 2024
جنود من الجيش الباكستاني، مدينة كويتا ببلوشستان 24 مايو 2017 (باناراس خان/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مسلحون مجهولون أعدموا سبعة عمال من إقليم البنجاب في منزل بالقرب من ميناء غوادر في بلوشستان، باكستان، دون تبني أي جهة للمسؤولية، لكن يُشتبه بتورط جيش تحرير بلوشستان.
- جيش تحرير بلوشستان، الذي بدأ حركته الانفصالية في السبعينيات، يعارض وجود عمال من إقليم البنجاب ويستهدف المشاريع الاقتصادية، خاصةً الصينية-الباكستانية.
- الحكومة الباكستانية صنفت "جيش تحرير بلوشستان" كمنظمة محظورة في 2006، وتستمر الاشتباكات والهجمات ضد القوات الباكستانية والعمال من إقليم البنجاب، مما يعكس التوترات المستمرة في الإقليم.

أعدم مسلحون مجهولون سبعة من العمال قرب ميناء غوادر في إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان اليوم الجمعة، وفي حين لم تتبن أي جهة مسؤولية الحادث إلا أن معظم مثل هذه الأحداث يقوم بها جيش تحرير بلوشستان الانفصالي، كما تؤكد السلطات الأمنية.

وقالت شرطة إقليم بلوشستان، في بيان لها، إن مسلحين مجهولين قاموا بمداهمة منزل كان بداخله عمال من إقليم البنجاب، وأعدموا سبعة منهم رمياً بالرصاص، وأضاف البيان أن الضحايا كانوا يشتغلون في مركز حلاقة محلية في المنطقة وكانوا يعيشون في منزل استأجروه هناك، وكانوا جميعاً أبناء مقاطعة رحيم يار خان وسط إقليم البنجاب، موضحاً أن المسلحين قاموا أيضاً بإصابة أحد العاملين، ولكنه نجا منهم بأعجوبة.

ولم تتبن أي جهة مسؤولية الحادث حتى اللحظة غير أن مثل هذه الحوادث يقف خلفها عادة جيش تحرير بلوشستان الذي يعارض وجود عمال من إقليم البنجاب في الإقليم، ويعتبر أن إقليم البنجاب هو المسيطر على كل الموارد الطبية في الإقليم، ومن ثم هو يعارض وجود الإقليم بأي صورة كان، كما يعارض وجود قوات الجيش والأمن في إقليم بلوشستان.

جيش تحرير بلوشستان

وبدأت حركة الانفصال والعمليات المسلحة ضد الحكومة والجيش الباكستاني في بلوشستان في سبعينيات القرن الماضي، إبان حكم الرئيس الباكستاني الأسبق ذو الفقار علي بوتو، ودارت اشتباكات بين مقاتلي هذه الحركة والقوات المسلحة الباكستانية، لكن هذه الاشتباكات هدأت بعد الانقلاب العسكري على بوتو، على يد القائد العسكري الجنرال ضياء الحق، في الخامس من شهر يوليو/تموز 1977، وذلك نتيجة مفاوضات بين الحكومة وبين الانفصاليين نتج عنها القضاء على الحراك المسلح في بلوشستان بالكامل.

لكن في عهد الرئيس برويز مشرف، وتحديداً في عام 2002، عاد الحراك المسلح في بلوشستان ضد السلطة المركزية، وذلك إثر اعتقال الحكومة الباكستانية الزعيم القومي نواب خير بخش مري، في قضية قتل القاضي نواز مري. وبدأ البلوش رداً على ذلك بمهاجمة المنشآت الحكومية، وعلى نحو متواصل، وتبنى "جيش تحرير بلوشستان" معظم تلك الهجمات، التي غطّت مع الوقت معظم مناطق الإقليم.

في عام 2006، صنّفت الحكومة الباكستانية "جيش تحرير بلوشستان" منظمة محظورة، مؤكدة أن نجل الزعيم القومي خير بخش مري، ويدعى بالاج بخش مري، هو من يقود تلك الجماعة. وفي العام التالي، قالت إسلام آباد، إنها قتلت بالاج بخش مري، وهو ما أكدته الجماعة لاحقاً، متحدثة عن مقتل زعيمها في اشتباك مسلح مع القوات الباكستانية قرب الحدود مع أفغانستان. وإلى جانب استهدافها لقوات الأمن والجيش الباكستاني، والعمال المتحدرين من إقليم البنجاب، والذين يأتون إلى بلوشستان للعمل أو تسلم وظائف، تركز منظمة "جيش تحرير بلوشستان" على ضرب المشاريع الاقتصادية في المنطقة، ولا سيما الصينية - الباكستانية، وتحديداً المرتبطة بالممر التجاري الصيني – الباكستاني. 

المساهمون