رئيس الوزراء الباكستاني يدعو أنصاره للاحتجاج قبيل تصويت على حجب الثقة

02 ابريل 2022
عمران خان يتشبث بمنصبه (وكيل كوحصار/ فرانس برس)
+ الخط -

ألمح رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، اليوم السبت، إلى أنه قد يرفض نتيجة تصويت يهدف لإطاحته، زاعماً أنه إجراء يتم بتنسيق من الولايات المتحدة، من دون أن يفوّت الفرصة لدعوة أنصاره إلى النزول للشارع للاحتجاج.

وتقول أحزاب المعارضة إنّ خان فشل في إنعاش الاقتصاد المتضرر من جائحة فيروس كورونا، وفي الوفاء بوعوده بجعل حكومته أكثر شفافية وخضوعاً للمساءلة. وقدمت الأحزاب اقتراحاً بحجب الثقة عنه من المقرر التصويت عليه، غداً الأحد.

وقال خان، لمجموعة مختارة من الصحافيين الأجانب في مكتبه "كيف يمكنني قبول النتيجة في حين أنّ العملية برمتها فقدت مصداقيتها؟... الديمقراطية تعمل استناداً إلى قوة أخلاقية. ماذا تبقى من تلك القوة الأخلاقية بعد هذا التواطؤ؟".

وأضاف "التحرك لإطاحتي هو تدخل سافر من الولايات المتحدة في السياسة الداخلية"، واصفاً ذلك بأنه محاولة "لتغيير النظام".

وفقد خان بالفعل الغالبية البرلمانية التي يتمتع بها بعد أن انسحب حلفاء رئيسيون من حكومته الائتلافية وانضموا إلى المعارضة.

ولم تعد "حركة إنصاف" وحلفاء عمران خان يتمتعون بأغلبية في البرلمان الذي يضم 342 نائباً، بعد انشقاق حزب وإعلان نوابه السبعة نيتهم التصويت لصالح حجب الثقة. كما سيصوت أكثر من عشرة نواب من "حركة إنصاف" لصالح ذلك.

ودعا خان، اليوم السبت، أنصاره إلى النزول إلى الشوارع للاحتجاج السلمي على ما وصفه بـ"مؤامرة" دُبرت خارج باكستان لإطاحته.

وقال خلال برنامج بثه التلفزيون العام وأجاب فيه عن أسئلة مشاهدين تلقاها بالهاتف، "أريدكم جميعاً أن تتظاهروا من أجل باكستان مستقلة وحرة".

وقبل تلك التصريحات بساعات، قال قائد الجيش الباكستاني، الجنرال قمر جاويد باجوا، إنّ بلاده تسعى لتوسيع علاقاتها مع واشنطن.

ومنذ أن تولى منصبه، لم يتواصل الرئيس الأميركي جو بايدن مع خان، لكن البيت الأبيض نفى أنه يسعى لإطاحته.

وأضاف باجوا في مؤتمر أمني في إسلام أباد "نشترك في تاريخ طويل من العلاقات الممتازة والاستراتيجية مع الولايات المتحدة التي تظل أكبر سوق تصدير لنا".

وتابع باجوا، مشيراً إلى العلاقات الدبلوماسية والتجارية الوثيقة مع الصين الحليف القديم لباكستان، "نسعى لتوسيع علاقاتنا مع كلا البلدين من دون التأثير على علاقتنا مع الآخر".

في وقت سابق من هذا الأسبوع، اتهم عمران خان الولايات المتحدة بالتدخل في شؤون باكستان، وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تلقى رسالة إحاطة من سفير إسلام أباد في واشنطن قال له فيها إنّ مسؤولاً أميركياً كبيراً أخبره أنهم يشعرون بأنّ العلاقات ستكون أفضل إذا ترك منصب رئاسة الوزراء.

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين إنّ "لا صحة" لهذه المزاعم.

واتهم خان المعارضة بالتآمر مع واشنطن لعزله لأنه غير منحاز للغرب ضد روسيا والصين.

ووصف خصومه بأنهم "لصوص وجبناء ومخادعون".

هيمن حزبا المعارضة الرئيسيان "حزب الشعب الباكستاني" و"الرابطة الإسلامية الباكستانية" على السياسة لعقود تخللتها انقلابات عسكرية، إلى أن شكّل عمران خان تحالفاً تعهد خصوصاً باجتثاث الفساد.

إذا أطيح عمران خان، فمن المرجح أن يقود الحكومة الجديدة شهباز شريف من "حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية"، وهو شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي أطيح عام 2017 بتهم فساد مزعوم وسجن قبل إطلاق سراحه بكفالة في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 لدواعي طبية.

كما لا يستبعد أن يتولى المنصب بيلاوال بوتو زرداري من "حزب الشعب الباكستاني"، وهو نجل رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو والرئيس السابق آصف زرداري.

لكن نجم الكريكت الدولي السابق الذي قاد باكستان في عام 1992 لفوزها الوحيد بلقب كأس العالم، لمح إلى أنه لا يزال لديه هامش مناورة.

وقال "لدي خطة ليوم غد، لا تقلقوا بشأنها. سأهزمهم في المجلس".

وسبق أن لجأت أحزاب إلى إحباط تصويت مشرعين على مسائل حاسمة من طريق منع وصولهم إلى مقر البرلمان، ما أدى حتى إلى اتهامات بعمليات خطف.

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون