"بارناس"... الحزب الليبرالي الذي قررت المحكمة العليا الروسية تصفيته

26 مايو 2023
نص قرار المحكمة العليا على تصفية "بارناس" وفروعه الإقليمية (Getty)
+ الخط -

عُرف "حزب الحرية الشعبية" (بارناس)، الذي قررت المحكمة العليا الروسية تصفيته أمس الخميس، باحتضانه في مراحل مختلفة من تاريخه أبرز وجوه المعارضة "غير النظامية" الروسية، بمن فيهم رئيسه الحالي ورئيس الوزراء الأسبق ميخائيل كاسيانوف، والحاكم السابق لمقاطعة نيجني نوفغورود، النائب الأول الأسبق لرئيس الوزراء، المعارض السياسي المغتال بوريس نيمتسوف.  

ونص قرار المحكمة العليا بحق الحزب بدعوى إدارية أقامتها وزارة العدل على تصفية الحزب نفسه وفروعه الإقليمية وغيرها من هيئاته الهيكلية. 

وتشير مواد المحكمة إلى أن الدعوى رُفعت بذريعة عدم امتلاك "بارناس" عدداً كافياً من الفروع في الأقاليم الروسية، وكذلك اعتراضات هيئة الضرائب ومديرية وزارة العدل على أداء الفروع القائمة. 

في المقابل، لم يعترف "بارناس" بمطالب الدعوى مطالباً المحكمة برفضها. وأوضح ممثلو الحزب أنهم لم يكونوا على علم بإغلاق قسم من فروعه من أساسه. 

ويوضح عضو المجلس الإقليمي لحزب "يابلوكو" (تفاحة) الليبرالي المعارض في موسكو، أليكسي كرابوخين، أن "بارناس" ظل حتى تصفيته من بين القوى السياسية المعدودة في الداخل الروسي الداعية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، لافتا إلى دور الحزب في استيعاب قطاع المواطنين الغاضبين.   

ويقول كرابوخين، في حديث لـ"العربي الجديد": "حتى تصفيته، ظل حزب "بارناس"، إلى جانب حزبنا، أحد الحزبين الليبراليين المسجلين في روسيا والداعيين صراحة إلى إنهاء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا والجلوس إلى طاولة المفاوضات، لكن على عكس "يابلوكو"، لم يعد له أي نشاط تقريبا منذ مغادرة كاسيانوف وغيره من الشخصيات المؤثرة الأراضي الروسية".  

ويلخص أبرز مواقف الحزب ودوره في الحياة السياسية الروسية، مضيفاً: "كان الطابع المسجل للحزب يتيح له خوض الانتخابات، ورغم عدم تمكنه من دخول البرلمان، إلا أنه كان يوفر نافذة للمواطنين المعارضين للتعبير عن مواقفهم عبر التصويت له والمشاركة في التظاهرات التي كان ينظمها. وعارض نيمتسوف التدخل الروسي في أوكرانيا منذ ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014". 

ويلفت كرابوخين إلى أن الحزب كان يتبنى مواقف ليبرالية يمينية في مجال الاقتصاد أشبه بالحزب الجمهوري الأميركي، لافتاً إلى أن "بارناس" كان "يعبر عن مواقف احتجاجية في حدود المسموح به في نظام سياسي سلطوي"، ولكن حتى ذلك لم يعد مقبولا لدى السلطة الروسية، على ما يبدو، منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية المفتوحة في بداية العام الماضي. 

هذا ويعرّف "بارناس" نفسه بأنه "حزب الخيار الأوروبي"، الذي يحدد مهمته الرئيسية بـ"الصراع من أجل الخيار الأوروبي لروسيا". 

وفي الوقت الذي لا يزال فيه كاسيانوف يترأس الحزب حتى الآن، ترأسه بالمشاركة في وقت سابق نيمتسوف، الذي اُغتيل على بعد أمتار من الكرملين في نهاية فبراير/شباط 2015، وكذلك النائب الأسبق لرئيس مجلس الدوما (النواب)، السياسي المعارض لاحقا فلاديمير ريجكوف. 

كما ارتبط تاريخ الحزب باسم نائب رئيسه سابقاً، النائب المحلي السابق إيليا ياشين، الذي يؤدي عقوبة السجن مدة ثماني سنوات ونصف السنة بتهمة نشر "أخبار كاذبة" حول الجيش الروسي. 

المساهمون