استمع إلى الملخص
- أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي أن موقف مصر لم يتغير، مشيراً إلى أن الاتصال كان لفتح قناة دبلوماسية دون تغيير في المواقف الأساسية، مع التأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض الإرهاب.
- اعتبر السفير عبد الله الأشعل أن خطوة عبد العاطي مهمة لكنها لا تعني الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة، داعياً إلى وقفة عربية ضد إسرائيل بسبب تدمير الجيش السوري.
تأجلت زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى دمشق التي كانت مقررة خلال الأيام المقبلة. وتصاعدت تساؤلات المصريين حول موقف مصر من سورية بعد اتصال وزير الخارجية المصري بنظيره في حكومة هيئة تحرير الشام أسعد الشيباني الثلاثاء الماضي، على ضوء حملة إعلامية شرسة استمرت أكثر من شهر ونصف شهر، وصفت أبو محمد الجولاني (لقب أحمد الشرع القديم) وتنظيمه بـ"الإرهابيين"، وأكدت أن مصر لا تتعامل مع الإرهاب والتنظيمات المسلحة.
ومنذ أسابيع، سخّرت الدولة المصرية إمكانات وسائل الإعلام التابعة لشركة المتحدة لتنظيم حملة استهدفت تشويه صورة الجولاني وهيئة تحرير الشام. استخدم الإعلام لهجة صارمة، شملت اتهامات مباشرة بالإرهاب وتحذيرات متكررة من أي انخراط مع هذه الأطراف. الرسالة كانت واضحة: مصر دولة كبرى لا تتفاوض مع الإرهابيين. لكن الموقف الرسمي، الذي ظهر فجأة عبر اتصال وزير الخارجية المصري مع نظيره في الهيئة، أثار تساؤلات حول مصداقية الخطاب الإعلامي الذي تبنته الدولة.
موقف مصر من سورية لم يتغير
محمد سيد أحمد: الاتصال بين عبد العاطي والشيباني لم يكن في محله
بموازاة ذلك، أعلنت سلطة الطيران المدني المصري أنه يمنع دخول السوريين الوافدين من جميع الدول إلى مصر، باستثناء "حاملي الإقامة المؤقتة لغير السياحة". وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي محمد سيد أحمد إن موقف مصر من سورية "لم يتغير، والاتصال الذي جرى بين وزير الخارجية المصري ونظيره المزعوم لحكومة الإرهاب في سورية جاء لفتح قناة اتصال، لكن جوهر الموقف المصري ظل ثابتًا". وأضاف أن "ما صدر عن هذا الاتصال أكد ثوابت مهمة، مثل وحدة الأراضي السورية، ووحدة الدولة والشعب السوري، وحق الشعب السوري في اختيار حكومته وقادته. ورغم ذلك، ندرك أن تحقق هذه الأمور على أرض الواقع يبدو مستحيلاً حالياً بسبب الانقسام الذي تعيشه سورية".
وأوضح سيد أحمد، لـ"العربي الجديد"، أنه "على المستوى الشعبي، نرى أن الاتصال لم يكن في محله، لكن إذا اختارت الحكومة اتخاذ هذا القرار، فمن المهم أن يُفهم ضمن إطار دبلوماسي، من دون تغيير في المواقف الأساسية". وأضاف: "إذا حدث تغيير في موقف مصر من سورية مستقبلاً بما لا يخدم مصلحة الشعب المصري، فسيكون لنا موقف واضح بالرفض. لا يمكن أن نقبل بمواقف تتعارض مع مصالحنا الوطنية أو مع رفضنا الإرهاب". وأكد أن "مصر سبق أن أطاحت جماعة إرهابية من الحكم ووصفتها بالإرهابية، لذلك من غير المقبول أن نعتبر نفس الفصيل الإرهابي شرعياً في سورية ونتعامل معه".
الأشعل: خطوة عبد العاطي مهمة
عبد الله الأشعل: الخطوة لا تعني الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة
وفي السياق، صرح المساعد السابق لوزير الخارجية المصري السفير عبد الله الأشعل، لـ"العربي الجديد"، بأن الخطوة التي قام بها عبد العاطي تعد مهمة للغاية، لكنها لا تعني بأي حال الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة، موضحاً أن هذه الخطوة تأتي في إطار التعامل مع الوضع القائم في سورية، من دون أن تعكس تغييراً في الموقف المصري من الأزمة السورية.
من ناحيته، قال نائب مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية مختار الغباشي، لـ"العربي الجديد"، إن موقف مصر من سورية لم يتغير، مشيراً إلى أن "العالم العربي بأكمله اتجه نحو سورية، سواء عبر وفود أو اتصالات، باستثناء مصر وتونس". وأوضح أن دولاً خليجية أساسية أبدت استعدادها لمد يد العون لسورية، مشدداً على أنه "من دون سورية والعراق، تعاني هذه المنظومة من خلل كبير". ودعا إلى وقفة عربية قوية ضد إسرائيل بسبب ما وصفه بـ"تدمير الجيش السوري ومقدراته العسكرية، واحتلالها جزءاً كبيراً من الأراضي السورية"، معتبراً أن هذه ليست مسؤولية سورية وحدها، بل مسؤولية عربية وإسلامية مشتركة تتطلب تضافر الجهود من مختلف الأطراف.