أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، اليوم الاثنين، مقتل أحد المشاركين في مليونية "19 ديسمبر" الرافضة الانقلاب العسكري، أمس الأحد.
وذكرت اللجنة، في بيان لها نشرته عبر حسابها الرسمي على "تويتر"، أن روح محمد مجذوب محمد أحمد ارتقت، يوم أمس، بعد إصابته برصاص حي في الصدر جراء القمع الوحشي الذي تعرضت له مليونية 19 ديسمبر/كانون الأول في منطقة شرق النيل، شرق الخرطوم، مشيرة إلى أنها تأخرت عن الإعلان عن الوفاة بسبب معاييرها في التقصي والتأكد من التفاصيل والبيانات.
وبسبب انتهاكات قوات الانقلابيين للمرافق الصحية والاعتداء على الأطباء والأتيام العاملة، يظل فقد الأرواح مؤلماً وليس هيناً، فهي ليست أرقاماً نحصيها ونعدها فقط.
— لجنة أطباء السودان المركزية-CCSD (@SD_DOCTORS) December 20, 2021
بهذا يرتفع عدد شهداء شعبنا إلى 46 شهيداً خالداً في ذاكرة أمتنا
العديد من الانتهاكات ارتكبتها السلطة الانقلابية
وبهذا الإعلان، يرتفع عدد القتلى أثناء الاحتجاجات المناوئة للانقلاب العسكري إلى 46 منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تاريخ الانقلاب، إضافة لمئات المصابين.
وخرج مئات الآلاف من السودانيين، أمس الأحد، في مليونية بالعاصمة وأكثر من 20 مدينة، توالياً لعملية الرفض الشعبي لانقلاب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان قبل نحو شهرين، ولاتفاقه مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قبل شهر.
وتمكن موكب الخرطوم، بعد كر وفر مع الشرطة، من الوصول إلى محيط القصر الرئاسي والاعتصام فيه عدة ساعات، قبل أن تعود الشرطة وقوات الأمن وتتمكن من إبعاد المعتصمين، كما سيطر المشاركون في موكب مدينة بورتسودان على مقر الحكومة الولائية، وهو ما حدث أيضاً لفترة محدودة بمدينة ود مدني، وسط السودان.
واتهمت لجنة الأطباء المركزية السلطة الانقلابية بممارسة أبشع الانتهاكات بحق الشعب في فض الاعتصام، باستخدام الرصاص الحي وإطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة على جموع المعتصمين، ومطاردتهم حتى مداخل المستشفيات وضربهم ونهب ممتلكاتهم الخاصة.
حزب "المؤتمر": لمواصلة التصعيد المقاوم للانقلاب
ومن جانبه، قال حزب "المؤتمر" السوداني إن ممارسات السلطة الانقلابية الديكتاتورية تعيد ذات سيناريو الجرائم والقمع الذي انتهجه النظام البائد، لكنها ستلقى ذات المصير البائس بالإسقاط الكامل لا محالة، محمّلاً السلطة الانقلابية كامل المسؤولية عن كل الجرائم والانتهاكات التي وقعت اليوم ومنذ الانقلاب المشؤوم.
ودعا الحزب الجماهير إلى مواصلة التصعيد السلمي المقاوم للانقلاب، مؤكداً المضي في طريق الخلاص والمقاومة السلمية، برفقة كل قوى الثورة الحية وكامل قطاعات الشعب السوداني.
وكان المستشار الإعلامي لقائد الجيش العميد الطاهر أبوهاجة قد قال، في تصريح صحافي، إن تظاهرات الأمس رفعت شعارات مختلفة، ما يؤكد اختلاف الأجندة والرؤى، مشيراً إلى أن النبرة الخلافية والعدائية الصارخة يمكن أن تعيق التحول الديمقراطي السلس.
وأضاف العميد أبوهاجة أن اتفاق 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بين البرهان وحمدوك، هو الأساس الذي يجب أن تبنى عليه الرؤى السياسية الانتقالية، ومن الأفضل والأكثر إفادة للقوى المختلفة أن توحّد برامجها واستراتيجيتها لإنجاح الفترة الانتقالية وتحقيق التحول الديمقراطي.
وذكر مستشار البرهان أن القوات المسلحة والقوات الأمنية لم ولن تفرط في أمن البلاد القومي، "فجهات كثيرة حلمها أن ترى السودان ممزقاً، ليس إلى دويلات، وإنما ممسوحاً من الخريطة"، مؤكداً أن القوات المسلحة دائماً منحازة لخيار الشعب وتطلعاته نحو الديمقراطية عبر انتخابات حرة ونزيهة.