انفتاح مصري على الغرب الليبي: دورات تدريبية ورحلات جوية

01 يناير 2021
ستصل مجموعة من القيادات الشرطية الليبية إلى القاهرة (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر مصرية خاصة لـ"العربي الجديد" عن تقديم مصر منحة تدريبية لعدد من القيادات والعناصر الشرطية في وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية. ونوّهت إلى أن "مجموعة من القيادات الشرطية الليبية في حكومة الوفاق، ستصل في الفترة المقبلة إلى القاهرة، ومن المقرر أن تتلقى دورات تدريبية متقدمة، بشأن مكافحة الجريمة المنظمة والجرائم الإلكترونية، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، ومكافحة عمليات التهريب". وأوضحت المصادر أن المنحة المصرية تم تقديمها من قِبل الوفد المصري الذي زار طرابلس أخيراً، وعلى رأسه وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية، مسؤول اللجنة المصرية المعنية بالشأن الليبي، اللواء أيمن بديع.


ارتياح داخل أوساط غرب ليبيا من حالة عدم التوافق بين مصر والإمارات

كما تحدثت المصادر عن منحة مماثلة مقدمة من الجانب المصري للعسكريين في غرب ليبيا، إلا أن الخلافات الداخلية بين قادة المناطق العسكرية في الغرب الليبي بشأنها، جمّدتها. ولفتت إلى أن بعض القادة البارزين يصرّون على ضرورة التمهل في التجاوب مع الرغبات المصرية في إعادة بناء الثقة مجدداً. وذكرت "أن هناك مخاوف لدى قيادات عسكرية في غرب ليبيا، وعلى رأسهم وزير الدفاع صلاح الدين النمروش، من إمكانية استغلال القاهرة تلك الدورات في اختراق معسكرهم، وصناعة قيادات تابعة لها".

وقالت المصادر إن هناك حالة من الارتياح داخل أوساط غرب ليبيا من حالة عدم التوافق بين مصر والإمارات. وأضافت أنه "كانت هناك رسائل إيجابية خلال زيارة الوفد المصري إلى طرابلس بشأن موقف القاهرة الأخير، الرافض لمحاولات أبوظبي تحريك حليفها اللواء المتقاعد خليفة حفتر عسكرياً نحو مصراتة، ودفعها بمراقبين عسكريين لشرق ليبيا، لضمان عدم خرق اتفاق وقف إطلاق النار".

كما كشفت المصادر عن سماح السلطات المصرية بوصول شحنات تجارية من السلع والبضائع المصرية إلى مناطق غرب ليبيا، عبر ميناء مصراتة. وأكدت في الوقت ذاته أن إطلاق الرحلات الجوية، وبالتحديد خطوط القاهرة - معيتيقة وبرج العرب ـ معيتيقة والقاهرة - مصراتة، بات في مراحله الأخيرة، في ظل حالة الثقة المتبادلة بين المسؤولين في القاهرة واثنين من المسؤولين الفاعلين في غرب ليبيا، في إشارة لوزير الداخلية فتحي باشاغا، ونائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق.

في المقابل، نوّهت المصادر إلى أن تركيا تمكنت أخيراً من تحييد الموقف السعودي من الأزمة الليبية، عبر تفاهمات ثنائية غير معلنة بين الجانبين، لافتة إلى أن تلك الخطوة كانت من بين دوافع القرار المصري للانفتاح على معسكر غرب ليبيا.


الإمارات سعت لتطبيع جزئي مع شرق ليبيا عبر حفتر

كما كشفت المصادر عن محاولات متعلقة بشأن مساعٍ إسرائيلية، لفتح قنوات اتصال مع المكونات الليبية. وتحدثت عن أن الإمارات سعت لتطبيع جزئي مع شرق ليبيا عبر حفتر، مقابل إقرار موقف أميركي داعم له، للتواجد في مستقبل ليبيا خلال الفترة المقبلة. ونوّهت إلى بروز محاولات أميركية من قبل إدارة الرئيس الأميركي الخاسر دونالد ترامب، للضغط على أطراف في غرب ليبيا للقبول بالتطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي وليبيا، في مقابل منحها امتيازات على غرار ما حدث مع الشرق. وأوضحت المصادر أن "المقصود بالتطبيع بين ليبيا والاحتلال الإسرائيلي، هو التوصل لاتفاق بشأن تعاون تمهيدي يكسر القطيعة، تمهيداً لتطبيع رسمي للعلاقات في أعقاب التوصل لاتفاق نهائي بشأن تسوية الأزمة الليبية".

من جهته، رأى وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو أن "ما وصلنا إليه في ليبيا من وقف إطلاق النار هو نتيجة للدور التركي الروسي"، مضيفاً أن "البلدين يسعيان لوقف إطلاق النار وتحقيق السلام في ليبيا". وأضاف جاووش أوغلو أن الاتفاقية الشرعية بين ليبيا وتركيا ستظل سارية المفعول حتى لو تغيرت السلطة في الحكومة التركية. وشدّد على أن حفتر لا يميل أبداً لمبدأ السلام، مؤكداً أنهم لن يتخلوا عن مواقفهم نحو الجهات غير شرعية في ليبيا. وجاء كلام جاووش أوغلو خلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف في سوتشي، منذ أيام.