انطلقت مفاوضات فيينا النووية بين طهران والمجموعة الدولية لإحياء الاتفاق النووي المترنّح والموقّع في عام 2015، في فندق "قصر كوبورغ" كما كان مقرّراً، اليوم الاثنين، بعد شدّ وجذب استمرّ نحو 5 أشهر.
ونشر المبعوث الروسي لمفاوضات فيينا ميخائيل أوليانوف، في تغريدة عبر "تويتر"، صوراً للاجتماع.
The meeting of the Joint Commission on #JCPOA with participation of the new Iranian team led by @Bagheri_Kani has just started. pic.twitter.com/HetjcqhbBS
— Mikhail Ulyanov (@Amb_Ulyanov) November 29, 2021
وفي السياق، كشفت مصادر إيرانية مطلعة، لـ"العربي الجديد"، عن أن الوفد الإيراني أجرى مباحثات تمهيدية تفصيلية، خلال اليومين الأخيرين، مع الوفدين الروسي والصيني ومنسق مفاوضات فيينا أنريكي مورا، وذلك بعد وصوله إلى فيينا يوم السبت الماضي.
وعن فحوى هذه المباحثات، أكدت المصادر أن الوفد الإيراني قدم "شروحاً مستفيضة" للموقف الإيراني ومطالب إيران ومتطلبات التوصل إلى اتفاق في فيينا لإحياء الاتفاق النووي، مشيرة إلى أنه أبلغ أطراف المفاوضات التي التقاها "أهمية وضرورة التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي، بما يمكّن إيران من جني منافعه الاقتصادية بالكامل".
وأضافت المصادر أن الوفد الإيراني أعرب عن خيبة أمله من تصريحات أميركية وأوروبية خلال الفترة الأخيرة، قائلاً إنها "لا تظهر أن هذه الوفود تشارك في المفاوضات بإرادة قوية"، لافتة إلى أنه "لم يتم الخوض في التفاصيل، والأمر متروك لاجتماع رؤساء الوفود واجتماعات الخبراء".
وعن طبيعة مباحثات اليوم الرسمية، قالت هذه المصادر إنه "لا يوجد حتى هذه اللحظة جدول أعمال محدد للجولة الجديدة"، مؤكدة أنه "ستجرى خلال مباحثات اليوم مراجعة نتائج الاجتماعات السابقة وتحديد أطر الجولة والإطار الزمني لها".
وأوضحت أن "لجان الخبراء المنبثقة عن مفاوضات فيينا ستباشر اجتماعاتها بعد اجتماع اليوم الرسمي لرؤساء الوفود، على أن يلتقي رؤساء الوفود خلال الأيام القادمة".
ولفتت المصادر الإيرانية إلى أن وفد إيران إلى مفاوضات فيينا "يشارك بطاقم كامل في جميع التخصصات المرتبطة بالمفاوضات والعقوبات"، مشيرة إلى أنه "يحمل أجندة واضحة انطلاقاً من السياسات الإيرانية القطعية التي رسمها المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي".
وتابعت أن الوفد الإيراني "سيتجنب إثارة موضوع استئناف المفاوضات من الصفر لحساسية الموقف بالنسبة لأطراف المفاوضات، وخصوصاً روسيا والصين، لكنه سيحاول عند بحث كل نقطة عالقة العودة إلى الوراء لمناقشة الموضوع من جديد وفق السياسات القطعية بشأن المفاوضات".
3 مطالب إيرانية أساسية
وأضافت أن هذه السياسات تختصر في ثلاثة مطالب أساسية، هي رفع جميع العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية السابقة، ووضع آلية واضحة ومحددة للتحقق من رفع العقوبات عملياً، وضرورة تقديم الولايات المتحدة "ضمانات كافية وجادة" لعدم الخروج مستقبلاً من أي اتفاق محتمل في فيينا.
وفي السياق، أشارت المصادر إلى أن إيران سترفض تجزئة العقوبات والمقترحات التي كانت قد تلقتها حول آلية التحقق من رفع العقوبات، لافتة إلى أن واشنطن كانت قد أكدت موافقتها على إعطاء مهلة يومين للتحقق من رفع العقوبات.
وأكدت المصادر أن "هذه المدة الزمنية غير كافية بتاتاً للتحقق من رفع العقوبات، وأن إيران ستطالب بفترة من 3 إلى 6 أشهر للتأكد من عودة علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع العالم إلى حالتها الطبيعية".
كذلك، سيؤكد الوفد الإيراني خلال المفاوضات على رفض طهران "القاطع إجراء أي مناقشة حول بنود الاتفاق النووي" المبرم عام 2015، وفق هذه المصادر، التي أشارت إلى أن الوفد "سيصوب على رفع العقوبات بالكامل والمؤثر كمدخل لعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي، وكذلك سيطرح مسألة تقديمها تعويضات لإيران بسبب الخسائر التي لحقت بها نتيجة فرض العقوبات" خلال السنوات الماضية.