أعلن التحالف الذي تقوده السعودية، مساء اليوم الثلاثاء، انطلاق عملية "حرية اليمن السعيد" في كافة المحاور والجبهات، وذلك بالتزامن مع توغل قوات "ألوية العمالقة" المدعومة إماراتياً في مديرية حريب جنوبي مأرب.
وقال المتحدث باسم التحالف، تركي المالكي، في مؤتمر صحافي عقده بمحافظة شبوة التي وصل إليها غداة الإعلان عن دحر جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) من كامل أراضيها، إنّ ما سماها بـ"عملية حرية اليمن السعيد" هدفها "الوصول إلى نماء وازدهار اليمن".
وذكر المالكي، أنّ التحالف يقوم بعمليات عسكرية "من أجل تطهير اليمن"، كما اتهم مليشيات الحوثي برفض أي حوار وتعطيل العملية السياسية.
وعلى الرغم من الغموض حول ما إذا كانت العملية عسكرية خالصة ضد الحوثيين أم أنها ستمتد إلى الجانب التنموي والإنساني، أشاد نائب الرئيس اليمني، علي محسن الأحمر بخطوة إعلان العملية، وذكر أنّ هدفها "مؤازرة الشعب اليمني وقواته المسلحة ومقاومته الشعبية في تحرير محافظات الجمهورية من مليشيا الانقلاب الحوثية الإيرانية"، وفقاً لبيان صحافي.
نائب رئيس الجمهورية نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يشيد بخطوة إعلان تحالف دعم الشرعية اليوم انطلاق عملية "حرية اليمن السعيد" الهادفة لمؤازرة الشعب اليمني وقواته المسلحة ومقاومته الشعبية في تحرير محافظات الجمهورية من ميليشيا الانقلاب الطائفية الحوثية الإيرانية.
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) January 11, 2022
ودعا الأحمر، وبصفته نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان إلى "رفع مستوى اليقظة والجاهزية العسكرية لمواكبة الأعمال والمهام العسكرية المرتبطة بالعملية".
وتزامن ظهور متحدث التحالف في محافظة شبوة، مع ظهور قائد قوات التحالف في الأراضي اليمنية، الجنرال السعودي يوسف الشهراني، وهو يتفقد جبهات القتال الجنوبية بمحافظة مأرب، اليوم الثلاثاء، برفقة رئيس هيئة أركان الجيش اليمني، صُغير بن عزيز.
في الأثناء، بدأت وحدات من "ألوية العمالقة"، التي تتألف من 15 لواء غالبيتهم من المقاتلين السلفيين، اليوم الثلاثاء، تجاوز المناطق الجغرافية الواقعة ضمن جنوب اليمن، وذلك بالتوغل في مديرية حريب، جنوبي مأرب، في عملية من شأنها تضييق الخناق على جماعة الحوثيين التي خسرت في وقت سابق 3 مديريات استراتيجية في الأطراف الغربية لمحافظة شبوة.
ومنذ مطلع العام الجاري، انهارت دفاعات الحوثيين بشكل لافت، حيث تمكنت قوات "ألوية العمالقة" التي دفع بها التحالف السعودي الإماراتي إلى الخطوط الأمامية، من السيطرة على مديريات عسيلان وبيحان وعين غربي شبوة في وقت قياسي، قبل أن ينتقل القتال اليوم الثلاثاء إلى مديرية حريب جنوبي مأرب.
وأكدت مصادر عسكرية حكومية، لـ"العربي الجديد"، أنّ "ألوية العمالقة" والجيش الوطني والمقاومة الشعبية، توغلت في مديرية حريب وسيطرت على مواقع استراتيجية، وسط تقهقر كبير للحوثيين.
عاجل
— المركز الإعلامي ل ألوية العمالقة الجنوبية (@alamalikah) January 11, 2022
ألوية العمالقة الجنوبية تسيطر على مناطق واسعة في مديرية حريب بمحافظة مأرب وتكبد مليشيات الحوثي خسائر فادحة
وأشارت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، إلى أنّ المكاسب الجديدة تحققت بعد التفاف شنته "ألوية العمالقة من محاور مختلفة في جبهات لصّاد والقانع وجبل الحشفا، شمالي مديرية حريب، بإسناد مكثف من مقاتلات" التحالف الذي تقوده السعودية.
وأعلن الجيش اليمني، في بيان صحافي، أنّ قواته مسنودة بـ"ألوية العمالقة"، سيطرت على مناطق واسعة في مديرية حريب بما فيها مركز المديرية، وذلك بعد هجوم من عدة محاور.
وأشار البيان، إلى أنّ قوات الجيش الوطني والمقاومة المرابطة داخل مأرب، شنت هي الأخرى هجوماً متزامناً على مناطق تمركز الحوثيين في الجبهة الجنوبية، وتمكّنت من استعادة مواقع قرب معسكر أم ريش التدريبي.
ونقل البيان، عن قائد "اللواء 107 مشاة"، العميد الركن خالد يسلم، قوله إنّ قوات الجيش "أصبحت على مشارف معسكر أم ريش التدريبي"، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وحظيت المعارك بإسناد كبير من مقاتلات التحالف، التي شنت 59 غارة جوية خلال الساعات الماضية، فيما أعلنت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان جماعة الحوثيين، تعرض مناطق مختلفة خاضعة لهم في حريب والجوبة جنوبي مأرب، لغارات مكثفة، قالت إنّ بعضها دمّرت منازل مواطنين، دون الكشف عن أي خسائر بشرية.