تنطلق اليوم الجولة السابعة لاجتماعات اللجنة الدستورية السورية وتستمر لمدة أسبوع برعاية الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية، بعد يوم من جولة اجتماعات عقدها المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون، مع الوفود الثلاثة؛ النظام والمعارضة والمجتمع المدني، جرى خلالها إطْلاعه على المبادئ التي ستتم مناقشتها في الجولة.
وقال الموقع الرسمي لوفد المعارضة السورية، إن بيدرسن برفقة نائبته خولة مطر، زار هادي البحرة، الرئيس المشارك للجنة الدستورية، وأعضاء وفد هيئة التفاوض السورية في الهيئة المصغرة للجنة الدستورية في مقر إقامتهم في جنيف، وبحثا الخطوات التحضيرية للدورة السابعة لاجتماعات اللجنة الدستورية.
من جانبها، قالت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام السوري إن اجتماعاً عقد أمس بين بيدرسون وأحمد الكزبري، الرئيس المشارك للجنة الدستورية، والبحرة مع وفد المجتمع المدني، تم خلاله إطْلاع بيدرسون على عناوين المبادئ الأساسية التي تم الاتفاق على مناقشتها خلال الجولة.
وذكرت الصحيفة أن وفد النظام سيطرح بعد غد الأربعاء مبدأ "رموز الدولة السورية"، في حين سيطرح وفد المجتمع المدني "هوية الدولة"، بينما سيطرح وفد المعارضة خلال الجولة مبدأي "تنظيم عمل السلطات، وأساس الحكم".
وكان بيدرسن قد جال أخيراً على عدد من العواصم المعنية بالأزمة السورية، فضلاً عن زيارته العاصمة السورية دمشق، في محاولة لإحياء العملية السياسية المرتبطة بسورية، خصوصاً لجهة مسار التفاوض حول الدستور، المتوقف منذ أواخر العام الماضي.
وانتهت الجولة السادسة من المفاوضات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بلا نتائج، وتعد اللجنة الدستورية إحدى نتائج مؤتمر سوتشي الذي عقدته روسيا، مطلع عام 2018، وينتظر منها وضع دستور جديد للبلاد، وتحظى بدعم من الأمم المتحدة ورعايتها، والتي تراها "الطريق الوحيد للوصول إلى تحقيق الحل السياسي".
يحيى العريضي: عمل اللجنة الدستورية وهمي وخيانة للشعب السوري
بدوره، انتقد المتحدث الرسمي لهيئة التفاوض السورية وعضو اللجنة الدستورية، يحيى العريضي، عقد الجولة الجديدة، مؤكداً أن عمل اللجنة الدستورية هو عمل "وهمي" ومسرحية "فاشلة" و"خيانة" بنظر الشعب السوري.
وقال العريضي في بيان خاص، أرسله إلى "العربي الجديد" إنه رفض مع زملاء له مقاربة المبعوث الدولي التي سماها "الخطوة مقابل خطوة"، وخروجه الفاضح عن بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالحل السياسي.
وذكر أن سبب الرفض يعود إلى أن هذه المبادرة جاءت "بغرض إضاعة مزيد من الوقت على حساب دماء السوريين، ومنح النظام من خلالها فرصة جديدة لتعزيز عنجهيته ومماطلته في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، وفي عملية دستورية وهمية لم تقدّم شيئاً للشعب السوري خلال أكثر من سنتين ونصف، عبر مسار طويل من الفشل الذريع لم تستطع إحراز أي تقدم".
وأضاف العريضي أنه "بدلاً من مصارحة السوريين والعالم بما يجري في قاعة المهاترات في جنيف؛ لم يكن من المبعوث الدولي إلا أن ضرب عرض الحائط بكل هذه الثوابت، مصراً على الدعوة لحضور فصلٍ جديد من فصول مسرحية اللجنة الدستورية الفاشلة".
وأشار العريضي إلى أنه "رغم كل تلك المخاطر والتطورات الكارثية التي تحيط بالحق السوري؛ دأب البعض في مؤسسات المعارضة السورية على التفرد والإقصاء وتسيير المؤسسات بالاتجاه الذي يريدونه عبر لقاءات "سرية" وتفاهمات وأوراق وصياغات لا نعلم عنها شيئاً".
وأكد العريضي أنه من واجبه شرح ذلك كله لأهله وشعبه صاحب التضحيات الكبرى، مشدداً على عدة نقاط؛ أولاها "الرفض الكامل لمقاربة الخطوة مقابل خطوة التي يحاول المبعوث الدولي فرضها على السوريين، فهي في نظر هذا الشعب السوري خيانة صريحة تمسح تضحياته وتتنكر لحقوقه وتعيد تعويم منظومة الاستبداد".
وثانيها، "عدم المتابعة في طريق اللجنة الدستورية البائس ومسارها العبثي، والالتفات إلى العمل مع الأمم المتحدة وأمينها العام ودول العالم، للعودة إلى القرارات الدولية وتطبيقها وفق تسلسل البنود الواردة فيها".
وثالثها، "ضرورة إيلاء الشأن الإنساني وقضية المعتقلين خصوصاً، الأهمية القصوى، والبدء بها كبند أخلاقي قيمي قانوني غير تفاوضي، واعتبار أن الوقت حان لانطلاق "زمن المحاسبة" بدءاً من "شهر المحاسبة".