انطلاق التصويت في انتخابات مجلس الدوما الروسي

17 سبتمبر 2021
تستمر عملية التصويت ثلاثة أيام (Getty)
+ الخط -

يواصل الناخبون الروس، منذ صباح اليوم الجمعة، الإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس الدوما (النواب) الروسي، في عملية تصويت تستغرق ثلاثة أيام للحد من تكدس الناخبين بمراكز الاقتراع لمنع انتشار فيروس كورونا، خاصة مع اعتماد آلية التصويت الإلكتروني.

ويشارك في الانتخابات 14 حزبا بنظام القوائم النسبية التي تضم ما مجموعه نحو 3800 مرشح، بالإضافة إلى حوالي ألفي مرشح بالدوائر الفردية في ظل العودة إلى النظام المختلط للانتخابات منذ عام 2016.  

وبحسب آخر استطلاعات الرأي، فإن حزب "روسيا الموحدة" البالغ نسبة تأييده بين من يعتزمون التصويت نحو 35 في المائة، يتفوق بفارق كبير على غيره من الأحزاب المتمثلة في البرلمان الحالي (الحزب الشيوعي والحزب الليبرالي الديمقراطي وحزب روسيا العادلة - الوطنيون - من أجل الحقيقة)، بينما لم يتم السماح لأنصار المعارض المعتقل مؤسس "صندوق مكافحة الفساد" أليكسي نافالني، بخوض سباق الانتخابات، بعد تصنيف منظماته كـ"متطرفة".

حزب "روسيا الموحدة" البالغ نسبة تأييده بين من يعتزمون التصويت نحو 35 في المائة، يتفوق بفارق كبير على غيره من الأحزاب المتمثلة في البرلمان الحالي

وشهدت إحدى لجان الانتخابات في موسكو التي تفقدها "العربي الجديد"، إقبالا ملحوظا من الناخبين، بينما أكد موظف استطلاع رأي لدى الخروج من مراكز الاقتراع أن أغلبية المصوتين منحوا أصواتهم لحزب السلطة. 

وقال الموظف، الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد": "تصوت الأغلبية الساحقة من الناخبين لصالح "روسيا الموحدة"، باستثناء أعداد قليلة من الشباب قالوا إنهم صوتوا لحزب "يابلوكو" (تفاحة) الليبرالي المعارض".

ورصد المراقبون بعض الانتهاكات المحدودة أثناء عملية التصويت، مثل تعليق كاميرا مراقبة فوق موقع للتصويت في جمهورية ساخا (ياقوتيا)، بينما اعتبرت أوكرانيا التصويت في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، وتنظيم التصويت لسكان منطقة دونباس الواقعة شرق أوكرانيا، بمثابة انتهاك للقانون الدولي.

وتختلف الانتخابات الحالية عن سابقتها، كونها أول انتخابات يخوضها حزب "روسيا الموحدة" منذ بدء تراجع شعبيته على خلفية الإعلان عن الإصلاح القاضي بالرفع التدريجي لسن التقاعد في منتصف عام 2018، مما زاد من تساؤلات حول قدرته على الحفاظ على الأغلبية الدستورية (أي أكثر من ثلثي المقاعد) بالدوما بتشكيلته الجديدة.  

واعتبرت الباحثة الزائرة بمركز "كارنيغي" في موسكو تاتيانا ستانوفايا، أن انتخابات الدوما الحالية هي أقرب إلى استفتاء العام الماضي على التعديلات الدستورية و"تصفير" عدد ولايات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بقمع وتشتيت المعارضة.

وفي مقال بعنوان "حزب العثرة. كيف سيكون مصير (روسيا الموحدة) بعد الانتخابات؟"، الذي نشرته ستانوفيا في موقع المركز، وقالت فيه "إن بوتين يحتاج إلى الانتخابات الحالية، إذا إن شأنها في ذلك شأن الاستفتاء على (تصفير) عدد ولاياته، لإثبات أهلية النظام أمام النخب وفاعلية الهيكل الحالي، وعدم وجود بديل له".

المساهمون