انسحاب غامض لوحدات عسكرية يمنية من تخوم مدينة الحديدة

11 نوفمبر 2021
لم يصدر أي تعليق رسمي من القوات المشتركة أو قوات التحالف العربي حول الانسحابات (Getty)
+ الخط -

نفذ عدد من الوحدات العسكرية المدعومة إماراتيا، اليوم الخميس، انسحابات غامضة من تخوم مدينة الحديدة المشمولة باتفاق استوكهولم الهش، وذلك غداة لقاء جمع المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ مع القائد العسكري لقوات "المقاومة الوطنية" طارق صالح في مدينة المخا، غربي اليمن

وقالت مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، إن وحدات سلفية من ألوية العمالقة الجنوبية الموالية للحكومة الشرعية هي من نفذت الانسحابات من خطوط التماس على تخوم مدينة الحديدة، بناء على توجيهات يُعتقد أنها صدرت من قوات التحالف الذي تقوده السعودية. 

وأشارت المصادر إلى أن القوات المشتركة في الساحل الغربي أخلت مواقعها في الخطوط الأمامية، وتراجعت نحو 3 كيلومترات من مجمع إخوان ثابت وعدد من مناطق التماس الفاصلة عن مناطق تمركز الحوثيين منذ توقيع اتفاق استوكهولم الهش أواخر العام 2018. 

وتداول ناشطون يمنيون لقطات مصورة، يظهر فيها جنود من ألوية العمالقة السلفية وهم يتحدثون عن صدور أوامر بالانسحاب من مواقعهم، حيث أعربوا عن أسفهم للخطوة التي تم اتخاذها، واعتبروا ذلك خيانة للدماء التي سقطت في تلك الجبهة. 

ونفت قيادات إعلامية في القوات المشتركة أن تكون هناك انسحابات صريحة، وقالت إن ما جرى هو مجرد إعادة تموضع للقوات، فضلا عن اتفاق مع الجانب الأممي على ضرورة وجود مساحات خضراء في مناطق التماس بالحديدة، بهدف إزالة التوتر وبناء الثقة، وكذلك إزالة الألغام الأرضية وفتح طريق كيلو 16. 

ويبدو أن الاتفاق غير المعلن على ضرورة وجود مساحات خضراء قد انهار على الفور، حيث أكدت مصادر متطابقة في الحديدة تقدم الحوثيين في المساحات التي أخلتها القوات المشتركة في منطقة منظر وكيلو 16. 

وقال الصحافي المتخصص في شؤون الحديدة والساحل الغربي، بسيم الجناني، إن مسلحين حوثيين دخلوا مجمع إخوان ثابت الصناعي بعد ساعات من انسحاب القوات المشتركة، معتبرا ذلك أنه أول خرق للاتفاق المبهم. 

وأشار الجناني، في تغريدة على "تويتر"، إلى أن هناك حديثاً يدور عن إيقاف الانسحابات وعودة القوات المشتركة إلى مواقعها جراء عدم التزام الحوثيين بتنفيذ الاتفاق. 

ولن تكون عودة القوات المشتركة بالأمر السهل، نظرا لوجود مئات العمال في المنشأة الصناعية، ووفقا للصحافي الجناني، فإن أي قرار بالعودة "سيتسبب بمجزرة في المجمع كما حدث في 2018". 

ولم يصدر أي تعليق رسمي من القوات المشتركة أو قوات التحالف العربي حول الانسحابات الغامضة من مناطق التماس في مدينة الحديدة، فيما رجحت مصادر أن الخطوة تمت من دون إبلاغ قيادة وزارة الدفاع في الحكومة الشرعية، نظرا لكون قوات الساحل الغربي تُدار من قبل قوات إماراتية.

وبعيدا عن الحديدة، تواصلت المعارك بين الجيش اليمني وجماعة الحوثيين في الأطراف الجنوبية الغربية لمحافظة مأرب النفطية، وسط غارات جوية مكثفة لمقاتلات التحالف. 

وأعلن الجيش اليمني أن قواته تمكنت، اليوم الخميس، من تطهير عدد من الجيوب التابعة للحوثيين في منطقة ملعاء بجبهة حريب، وذلك بعد معارك عنيفة سقط فيها قتلى وجرحى.

كما أعلن التحالف، الذي تقوده السعودية، تنفيذ 22 عملية جوية استهدفت آليات وتجمعات للمليشيات الحوثية في جبهات مأرب، وقال إنها أسفرت عن مقتل 125 عنصراً من الحوثيين وتدمير 14 آلية عسكرية، من دون أن يتسنى لـ"العربي الجديد" التحقق من دقة تلك الأرقام. 

المساهمون