انسحاب "داعش" بعد قتل وجرح العشرات من قوات النظام في البادية السورية

02 يناير 2024
قُتل في الهجوم 9 من عناصر النظام وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان (فرانس برس)
+ الخط -

انسحب تنظيم "داعش"، فجر اليوم الثلاثاء، من مواقع سيطر عليها في البادية السورية عقب هجوم مباغت أوقع خسائر بشرية ومادية في صفوف قوات النظام السوري بريف دير الزور الغربي شرقيّ البلاد، فيما قتل وجرح عناصر من مليشيات النظام بهجوم على حقلي نفط في ريف دير الزور الجنوبي.

وقال موقع "نهر ميديا" إن خلايا تنظيم "داعش" انسحبت من المواقع التي سيطرت عليها في بادية بلدتي التبني ومعدان في ريف دير الزور الغربي، بعد قتل وجرح عناصر من قوات النظام والاستيلاء على سيارة ومدفع وتدمير ثلاث سيارات عسكرية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن خسائر النظام السوري من جراء الهجوم بلغت 9 قتلى من مليشيات "الدفاع الوطني"، وأكثر من 20 مصاباً، مشيراً إلى أن الاشتباكات استمرت من مساء أمس حتى فجر اليوم الثلاثاء بعد نقل النظام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة عقب الهجوم.

وأفادت مصادر "العربي الجديد"، الاثنين، بأن خلايا التنظيم سيطرت على ثلاث نقاط عسكرية للفرقة 17 التابعة لقوات النظام السوري، إحداها مشتركة مع مليشيا "الدفاع الوطني" المدعومة من روسيا.

وكان الهجوم قد استهدف نقاطاً في منطقة الشيحا ضمن بادية التبني بريف محافظة دير الزور الغربي، وبادية معدان عند الحدود الإدارية بين محافظتي دير الزور والرقة، شمال شرقيّ سورية.

وقبل ذلك بساعات، تعرضت مواقع لمليشيا "قاطرجي" التابعة للنظام السوري لهجوم من خلايا التنظيم، في حقل الخراطة وحقل كصيبة للنفط في البادية الجنوبية بمحافظة دير الزور.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن الهجوم أوقع خسائر بشرية، موضحة أن المواقع المستهدفة نقاط مسؤولة عن حماية الحقوق والطرق المؤدية إليها.

وقالت المصادر إن الهجوم الأخير على التبني ومعدان سبقه إعلان استنفار كامل ورفع جاهزية تامة ضمن مليشيات "الدفاع الوطني"، ورغم ذلك لم تكن تلك النقاط مستعدة أو متوقعة لهذا الهجوم.

استعدادات للرد

من جهة أخرى، قالت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام بالاشتراك مع مليشيات مدعومة من روسيا، تستعد لتنفيذ عملية تمشيط واسعة ضد خلايا "داعش" في باديتي محافظتي دير الزور والرقة شرقيّ سورية.

وأوضحت المصادر أن الطائرات الحربية الروسية نفذت، اليوم الثلاثاء، ثماني غارات جوية استهدفت من خلالها كهوفاً ومغاور تتخللها خلايا تنظيم "داعش" أوكاراً لها في بادية الرصافة وعلى طريق بادية أثريا بريف محافظة الرقة الغربي الجنوبي، شمال شرقيّ البلاد، دون ورود أي معلومات عن وقوع خسائر في صفوف التنظيم.

وأشارت المصادر إلى أن حملة التمشيط ستشارك فيها "الفرقة 17" التابعة للنظام السوري، ومليشيا "الدفاع الوطني" ومليشيا "لواء القدس" (الفلسطينية) المدعومتين من روسيا، وستتركز عمليات التمشيط في بادية الرصافة وعلى طريق أثريا، جنوب غربيّ محافظة الرقة، وفي بادية التبني بريف محافظة دير الزور الغربي، وفي بوادي الشولا، وكباجب، وجبل البشري جنوب غربيّ محافظة دير الزور، شرقيّ البلاد.

وتشهد البادية الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والمليشيات بشكل متكرر هجمات مباغتة لتنظيم "داعش"، أدت إلى مقتل وجرح المئات. ولم تتوقف بالرغم من تنفيذ النظام عمليات تمشيط واسعة في البادية بدعم جوي روسي.

استهداف قواعد للتحالف

وفي سياق آخر، تبنت مليشيا عراقية مدعومة من إيران، اليوم الثلاثاء، استهداف ثلاث قواعد عسكرية لقوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، في ريف محافظة الحسكة.

وأعلنت ما تُسمى "المقاومة الإسلامية في العراق" استهداف قاعدتي "الرميلان" و"المالكية" في ريف محافظة الحسكة الشمالي الشرقي عبر طائرات مُسيرة، وقاعدة "الشدادي" بريف محافظة الحسكة الجنوبي برشقة صاروخية، مؤكدةً أن "المُسيرات والصواريخ أصابت الأهداف بدقة"، وفق البيان.

ولفت الناشط خالد الحسكاوي، وهو من أهالي ريف محافظة الحسكة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن بعض الصواريخ التي أطلقتها المليشيات سقط في أراضٍ زراعية قريبة من قاعدة "الشدادي"، ما سبّب أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين، دون وقوع إصابات بشرية.

المساهمون