بين عشية وضحاها، بدت ساحات المسجد الأقصى، اليوم الأحد، شبه خالية من المستوطنين المتطرفين في اقتحامهم الأول بعد معركة "طوفان الأقصى"، حيث بدا لافتا انخفاض في أعداد المقتحمين مقارنة بالأسبوع الماضي.
واقتحم عشرات المستوطنين فقط، اليوم الأحد، المسجد الأقصى، خلافا للاقتحامات التي جرت على مدى سبعة أيام من الأعياد اليهودية، التي شهدت اقتحامات كانت الأوسع والأكبر نطاقا منذ سنوات، حيث شارك في هذه الاقتحامات ما يقرب من 5800 مستوطن مقتحم، وهو عدد يفوق بكثير أعداد من اقتحموا الأقصى في الأعياد العام الماضي.
وفي اليوم الأول الذي استأنف فيه المستوطنون اقتحاماتهم، بالتزامن مع استمرار معركة "طوفان الاقصى"، لم تتجاوز أعداد المقتحمين في جولتي الاقتحام الأولى والثانية سوى 72 مقتحما، شارك في جولتها الأولى 33 مقتحما، وفي الجولة الثانية 39 مقتحما، بينما سجلت في كل يوم من أيام أعياد اليهود السبعة ما يتراوح ما بين 800 إلى 1100 مقتحم، وفق مسؤول بدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، فضّل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد".
وأكد المسؤول ذاته أن: "(طوفان الأقصى) طغى على كل شيء هنا في القدس المحتلة، وتحديدا في المسجد الأقصى، والذي بدا خاليا أيضا من المصلين، إما بفعل القيود المشددة التي فرضت على دخولهم، أو بسبب انشغالهم في متابعة التغطية الإخبارية للطوفان".
ولفت المسؤول إلى أن إجراءات الاحتلال طاولت، اليوم، حراس وسدنة المسجد الأقصى، الذين مُنعت غالبيتهم في ساعات الصباح الأولى من الالتحاق بأماكن عملهم داخل ساحات الأقصى، وطُلبت منهم العودة إلى منازلهم، بينما لم يتمكن حتى عدد من مسؤولي الأوقاف من الدخول إلى مكاتب الدائرة في منطقة باب الناظر، أحد أبواب الأقصى.
ويأتي ذلك فيما بدت البلدة القديمة من القدس مدينة أشباح، حيث عمّ الإضراب الشامل استجابة لنداء القوى الوطنية والإسلامية، دعما للمقاومة في قطاع غزة، وحدادا على أرواح الشهداء.
وتخلل إجراءات اليوم الأحد تسجيل المزيد من تنكيل قوات الاحتلال بشبان لأتفه الأسباب ولمجرد ظهور ملامح البهجة على وجوههم احتفاء بما أنجزته المقاومة الفلسطينية.