توالت الانتقادات في ألمانيا للانتخابات الرئاسية الصورية التي ينظمها النظام السوري، حيث من المتوقع أن تؤمّن لرئيسه بشار الأسد ولاية رابعة بعد عشر سنوات من الثورة السورية وجرائم النظام والتهجير لحوالى نصف الشعب السوري، فضلاً عن الفقر وتدهور الوضع الاقتصادي والدمار.
ومع إدانة أكثرية وزراء الخارجية الأوروبيين لانتخابات النظام السوري، لأنها "ليست حرة ولا نزيهة"، ووصفها، في بيان مشترك، بأنها "مزورة وتتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي، ولن تسهم في إعادة الوحدة في البلاد"، دعوا المجتمع الدولي إلى "عدم الاعتراف بها"، مؤكدين أنّ "الانتخابات يجب أن تكون بإشراف الأمم المتحدة، مع توفير أكبر قدر من الشفافية، وتمكين جميع المواطنين السوريين من الاقتراع".
وبيّنت التعليقات أنّ الانتخابات "محاولة من نظام بشار الأسد لاكتساب الشرعية دون وقف انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان، ودون إبداء الرغبة في إيجاد حل سياسي للأزمة".
وفي السياق، قال مدير مشروع لبنان وسورية في مؤسسة "فريدريش ناومان" كريستوف كليمان، في حديث مع صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية، الأربعاء، إنّ "الهدف من الانتخابات خداع السكان الذين أنهكتهم الحرب إلى حد ما، وأن يظهر الفوز في الانتخابات الرئاسية أنّ الأسد هو الوحيد القادر على توحيد البلد الممزق، وإخراج سورية من دوامة الانحدار الاقتصادي".
وإزاء ذلك، اعتبرت شبكة "إيه آر دي" الإخبارية أنّ انتخابات النظام السوري "مجرد عباءة ديمقراطية للحاكم الأسد"، وأنه "مستبد يلعب دور الديمقراطي، وهو الذي استخدم الأسلحة الكيميائية وبراميل متفجرة محشوة بالمعادن والمسامير صبّها على المدنيين في الأسواق والمستشفيات والمدارس والشوارع"، مبرزة أن "الأمم المتحدة توقفت عن إحصاء الجثث، وحتى عام 2016 تحدثت عن مقتل 400 ألف شخص".
وأكدت "إيه آر دي" أنّ نظام الأسد، فقط بمساعدة روسيا وإيران، يسيطر على ثلثي البلاد، وتمكن من أن يحتفظ بالسلطة ويستعيد بعضاً من المناطق التي فقدها جراء الحرب، منهية بأن "حقيقة فوزه أمر لا جدال فيه".
وفي الإطار، قالت المتحدثة باسم حزب "الخضر" النمساوي عن السياسة الخارجية وحقوق الإنسان، إيفا إرنست دزيدزيتش، في فيينا، الأربعاء: "الأسد سيفوز، لكن شعبه سيخسر مع هذه الانتخابات الوهمية. وبدون مشاركة حقيقية للمعارضة السورية في العملية السياسية لن يكون هناك حل قابل للتطبيق للبلد المنكوب بالحرب الأهلية، حيث يصف منتقدو الأسد الانتخابات بـ"المهزلة"، مثل الشرعية التي يعتقد الحاكم الاستبدادي أنه سيكسبها مع وجود الملايين من السوريين المشردين غير القادرين على الإدلاء بأصواتهم".
وأضافت أن إعادة انتخاب الأسد "لن تؤدي إلا إلى زيادة تقسيم البلاد وتفاقم الوضع الأمني على الأرض، وجعل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم أكثر صعوبة، إن لم تكن مستحيلة".
يشار إلى أن ألمانيا منعت تصويت السوريين في سفارة بلادهم في برلين، وعزت قرارها إلى أنها لا ترى أي علامات تفيد بأن الانتخابات ستكون حرة وعادلة، وبمشاركة "سوريي الشتات"، هذا الأمر دفع بعض المقيمين من المؤيدين للنظام إلى تنظيم وقفة أمام السفارة احتجاجاً على قرار السلطات الألمانية.