انتقادات إسرائيلية لنتنياهو بعد تقديمه طلب الحصانة: "مظهر من مظاهر الفساد"

02 يناير 2020
إسرائيل تحولت إلى "رهينة مشاكل نتنياهو الشخصية" (Getty)
+ الخط -

هاجمت أحزاب المعارضة ونخب إسرائيلية، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في أعقاب إعلانه، مساء أمس الأربعاء، تقديم طلب حصانة، إثر قضايا الفساد وقرار المستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت تقديم لوائح ضده.

وأعلن نتنياهو، مساء أمس الأربعاء، أنه يعتزم مطالبة الكنيست (البرلمان) بتوفير حصانة له ضد الملاحقة القضائية، في ظل دعاوى الفساد بحقه بتهم تلقي الرشوة وخيانة الأمانة العامة والاحتيال.

وقال نتنياهو، في مؤتمر صحافي بثته قناة "كان" الرسمية: "سأطلب الحصانة كجزء من ممارسة حقي القانوني، وضمن واجبي ومهمتي من أجل الاستمرار في قيادة البلاد"، مضيفاً، وفق ما أوردته "الأناضول": "أرغب في قيادة إسرائيل لسنوات عديدة لتحقيق إنجازات تاريخية، خصومي ليس لديهم سوى التحريض ضدي. الحصانة ليست إلى الأبد بل هي مؤقتة". 

وقال زعيم تحالف "كاحول لفان" (أزرق أبيض) بني غانتس، إنّ طلب نتنياهو الحصانة "يدمر ركائز الديمقراطية الإسرائيلية".

وفي مؤتمر صحافي عقده في أعقاب إعلان نتنياهو تقديم طلب الحصانة، أوضح غانتس أنّ طلب الحصانة "يكون مبرراً في ظروف خاصة وعندما يقدم لمواجهة استهداف جهات ذات نفوذ وهو ما لا ينطبق على نتنياهو"، واصفاً طلب الحصانة بأنه "مظهر من مظاهر الفساد، فالبرلمان لا يمكن أن يكون ملجأ لمرتكبي الجرائم الجنائية".

وتعهد غانتس بأن يعمل حزبه في أعقاب الانتخابات المرتقبة في 2 مارس/آذار المقبل، على تعديل القانون الذي يمنح الحصانة للنواب بحيث لا يتم توظيفها في الإفلات من القانون والعدالة، مؤكداً أنّ نتنياهو "ليس حاكماً للشعب، بحيث يجوز له ما لا يجوز لغيره"، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة "وقف هذا المسار ووضع إسرائيل على مسار جديد".

بدوره، هاجم أفيغدور ليبرمان زعيم حزب "يسرائيل بيتنا" اليميني المعارض نتنياهو، مشيراً إلى أنّ حزبه سيصوت ضد أي مشروع لمنح نتنياهو الحصانة.

وكتب على صفحته في "فيسبوك": "لقد بات واضحاً أن كل ما يعني نتنياهو ويوجه خطواته هو الحصول على الحصانة من المحاكمة"، متابعاً أن رئيس الحكومة ينهمك في جهود لتأمين الحصانة "منذ أن يستيقظ وحتى يخلد للنوم"، على حد تعبيره.

وأضاف أن إسرائيل تحولت إلى "رهينة مشاكل نتنياهو الشخصية، فهو لا يعنيه أن تكون يسارياً أو يمينياً، متديناً أو علمانياً، كل ما يعنيه أن يشكل تحالفاً يمنحه الحصانة من المحاكمة".

وشدد ليبرمان على أن حزبه يؤيد دعوة تحالف "كاحول لفان" لتشكيل لجنة برلمانية تحقق في طلب الحصانة لمنع تأجيل بحث الحصانة إلى ما بعد الانتخابات المقبلة.

من جهتها، قالت "الحركة للحفاظ على جودة الحكم" في إسرائيل، إنه "يتوجب عدم السماح بتحول البرلمان إلى ملجأ للجناة"، معتبرة أن سلوك نتنياهو "أهان الحكم والقانون ومواطني إسرائيل".


وقال الخبير القانوني مردخاي كريمنتسر، إنّ نتنياهو من خلال إعلان طلبه الحصانة، يتبع استراتيجية تهدف إلى "دفن" لوائح الاتهام ضده، من خلال إطالة الإجراءات القانونية المتعلقة بها.

وفي تعليق نشرته، اليوم الخميس، صحيفة "هآرتس"، لفت كريمنتسر إلى أنّ "نتنياهو يبرر تقديمه الحصانة بالقول إن تقديم لوائح الاتهام ضده تم بشكل غير موضوعي وبهدف المس به، وليس من أجل تحقيق العدالة".

أما يوسي فيرتر معلق الشؤون الحزبية في "هآرتس"، فقد وصف نتنياهو بـ"المجرم المتمرس"، مشيراً إلى أن كل ما يعنيه هو الإفلات من قبضة العدالة.

وفي تعليق نشرته الصحيفة، اليوم، قال فيرتر إن الخيار الوحيد الذي يضمن إفلاته من المحاكمة هو الدفع نحو إجراء جولة انتخابات رابعة.