انتخابات الكونغرس: حملات مكثفة وتعويل ديمقراطي على التصويت المبكر

06 نوفمبر 2022
صوّت أكثر من مليوني ناخب مبكراً في ولاية جورجيا (آنا مانيمايكر/Getty)
+ الخط -

كثّف الديمقراطيون والجمهوريون، أمس السبت وأول من أمس الجمعة، حملاتهم، مع بدء العد العكسي للانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي، المقررة بعد غد الثلاثاء، والتي شهدت حتى الآن كثافة اقتراع في التصويت المبكر، تدلّ على حدّة الاستقطاب السياسي التي تظلّل هذه الانتخابات.

وواصل الديمقراطيون حملاتهم، بشعار حماية الديمقراطية من خطر وصول المرشحين المدعومين من الرئيس السابق دونالد ترامب إلى السلطة، فيما تمسّك الحزب المحافظ بـ3 محاور انتخابية، تدور في فلك الاقتصاد، وارتفاع معدل الجريمة في بعض الولايات، وأزمة الهجرة على الحدود البرّية الجنوبية. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المرشحين الديمقراطيين يكافحون للتغلب على تراجع شعبية الرئيس جو بايدن، وبحسب بعض المتابعين، فإنهم يبلون بلاء حسناً لجهة الأرقام، حتى مع تقدم منافسيهم الجمهوريين، مقارنة بالشعبية المتدنية جداً للرئيس الديمقراطي.

دور حاسم لتراجع شعبية بايدن

ومن المبكر التكهن بطبيعة المشهد السياسي الذي سيتكون في واشنطن بعد انتهاء عملية الاقتراع، إلا أن شعبية بايدن المتراجعة جداً منذ انتخابه في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 ستكون قد أدت دوراً حاسماً إذا ما فقد الحزب الديمقراطي سيطرته على مجلسي الشيوخ والنواب، ما قد يوجه ضربة قاصمة لأجندة الرئيس المتبقية من ولايته. ويعني ذلك أن على حزب الرئيس البحث جدياً، منذ الآن، بالمرشح المقبل للرئاسة.

بايدن: إذا خسرنا فسيكون أمامنا عامان مروّعان

وتواصل معظم الولايات الأميركية عملية التصويت المبكر. وبحسب بيانات صادرة عن مسؤولين انتخابيين، ومركز "إديسون للأبحاث" ومركز "كاتاليست"، كما ذكرت شبكة "سي أن أن" أمس في تقرير على موقعها، فإن 34 مليون شخص صوّتوا حتى يوم الجمعة في 47 ولاية. وبحسب موقع "يو أس نيوز" فقد صوّت أكثر من 35.5 مليون ناخب أميركي. وبحسب معهد "غالوب"، فإن نسبة التصويت المبكر، ستتخطى من دون شكّ نسبة التصويت المبكر في الانتخابات النصفية عام 2018 (بلغت 34 في المائة يومها)، ولكنها لن تتخطى نسبة التصويت المبكر في الرئاسيات الماضية (تخطت الـ65 في المائة).

نسبة إقبال ديمقراطية في التصويت المبكر

لكن بعض أرقام التصويت المبكر تؤشر إلى مدى انخراط الديمقراطيين لحماية مرشحيهم في الولايات المصيرية، وأبرزها بنسلفانيا ونيفادا وجورجيا وميشيغن. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أمس إن المؤشرات في نيفادا حتى الآن تشير إلى تقدم بسيط للديمقراطيين. غير ذلك، فإن القليل من النتائج قد برزت حتى يوم أمس. لكن الواضح نسبة الإقبال على التصويت في أريزونا وجورجيا وميشيغن وبنسلفانيا، حيث صوّت في كل من هذه الولايات الأربع أكثر من مليون ناخب حتى يوم الجمعة، بحسب موقع "يو أس نيوز"، وأكثر من مليونين في جورجيا، بارتفاع 25 في المائة في هذه الولاية مقارنة بمثل هذا الوقت قبل الانتخابات النصفية في 2018.

وبينما تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم شبه محسوم للجمهوريين في مجلس النواب، تدور المعركة الأساسية بين الحزبين على "الشيوخ"، الذي لا يزال يأمل الديمقراطيون بعدم خسارتهم تقدمهم فيه بصوت واحد، هو صوت نائبة الرئيس كامالا هاريس (50 سيناتوراً لكل من الحزبين حالياً).

ويتنافس في بنسلفانيا، التي يشير إليها جميع المحللون على أنها أساسية لحسم معركة "الشيوخ"، كل من الطبيب محمد أوز المدعوم من ترامب، والديمقراطي جون فيترمان، الذي حظي أخيراً بدعم من مقدمة البرامج الشهيرة أوبرا وينفري، لكنه أصيب بجلطة قبل مدة، ما أثّر على حملته الانتخابية، فيما أكد تقريره الطبي أنه قادر على أداء مهماته إذا ما فاز بعضوية الشيوخ. من جهته، يحاول أوز أخيراً الخروج للناخبين بمواقف "معتدلة" رغم ارتباطه بترامب.

وفي تأكيد على أهمية المعركة في بنسلفانيا، شارك كل من بايدن، والرئيس الأسبق باراك أوباما، والرئيس السابق دونالد ترامب، في تجمعات انتخابية في الولاية أمس السبت. وانضم أوباما إلى فيترمان في بيتسبورغ، التي زارها أمس أيضاً ترامب لدعم أوز، والمرشح لحاكمية الولاية دوغ ماستريانو.

وكان بايدن قد جدّد الجمعة التحذير من "صعوبة العامين المقبلين"، إذا ما فاز الجمهوريون بـ"الشيوخ"، معرباً عن اعتقاده بأن حزبه سيفوز بانتخابات التجديد النصفي. وأعرب الرئيس الديمقراطي، الذي بدأ الثلاثاء الماضي جولة انتخابية قادته إلى عدد من الولايات المتأرجحة، عن تفاؤله بأن حزبه يمكن أن ينتصر، مضيفاً من شيكاغو أنه لا يعتقد أبداً أن حزبه "في ورطة". غير أن بايدن رسم صورة قاتمة في حال انتصر الجمهوريون، محذراً من أنه "إذا خسرنا مجلسي النواب والشيوخ، فسيكون أمامنا عامان مروّعان". ورأى أن "النبأ السار هو أنني سأمتلك حق الفيتو" الذي يتيح للرئيس عرقلة أي تشريعات جمهورية مستقبلية، مشدّداً على أن "الديمقراطية على المحك حقاً".

ودافع الرئيس الديمقراطي أخيراً عن إنجازاته الاقتصادية، في محاولة لتجنيب الديمقراطيين هزيمة مرجّحة. وقال بايدن خلال جولة له في سان دييغو في كاليفورنيا: "أحرزنا تقدماً كبيراً خلال الأشهر الـ20 الماضية لتقوية الاقتصاد، وبرأيي علينا فقط أن نُواصل ذلك".
وتشهد الولايات المتحدة حالياً أسوأ تضخم منذ 40 عاماً، ووعد بايدن بـ"خفض" نسبة التضخم، مشدداً خصوصاً على الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها إدارته، ولا سيما في أشباه الموصلات والمناخ. وأصّر بايدن على أن الولايات المتحدة تحتفظ بـ"نقاط قوة": ففي سوق العمل على سبيل المثال، تمّ توفير 261 ألف فرصة عمل في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، رغم ارتفاع أسعار الفائدة الذي يثير مخاوف من حدوث ركود.

من جهته، انتقل الرئيس الجمهوري السابق دونالد، إلى مرحلة الهجوم. ولم يبق ترامب، خلال تجمع في ولاية أيوا الخميس الماضي، الكثير من الشكوك في ما يتعلق بخططه السياسية. وقال لمؤيديه: "سأترشح على الأرجح" لانتخابات الرئاسة في 2024. وأضاف "استعدوا، هذا كل ما يمكنني قوله. سوف نستعيد أميركا، والأهم من ذلك، في 2024 سوف نستعيد بيتنا الأبيض الرائع". وأكد ثلاثة مستشارين لترامب، الخميس، لوكالة "رويترز"، إنه يستعد لإطلاق سعية للعودة إلى البيت الأبيض، هذا الشهر. وقال المستشارون إن ترامب يسّرع التواصل مع المقربين منه لبحث السيناريوهات الممكنة، في وقت يريد الاستفادة سريعاً من أي فوز محتمل للجمهوريين في الانتخابات النصفية.

(العربي الجديد، فرانس برس، رويترز)

المساهمون