اليوم الـ1000 للحرب.. أوكرانيا تطلق صواريخ أتاكمس ولافروف يحذر

مع دخول الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية يومه الـ1000 تستمر المعارك بين الطرفين دون ظهور بوادر للحل، وتزامن هذا اليوم مع اتهام وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الغرب بأنه يسعى لتصعيد الصراع، بعد قيام كييف باستهداف منطقة بريانسك الروسية بصواريخ من نوع "أتاكمس/ATACMS" الأميركية للمرة الأولى، بعد منح الولايات المتحدة موافقتها قبل أيام على استخدام هذا النوع من الصواريخ لضرب أهداف في الأراضي الروسية، ويأتي اليوم الألف للحرب كذلك بالتزامن مع قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتعديل العقيدة النووية لروسيا.

وقال لافروف للصحافيين في ريو دي جانيرو، اليوم الثلاثاء، إن "الهجوم الذي شنته أوكرانيا على منطقة بريانسك الروسية باستخدام صواريخ أتاكمس، التي زودتها بها الولايات المتحدة، كان إشارة واضحة إلى أن الغرب يريد تصعيد الصراع في أوكرانيا"، وأشار إلى أن "حقيقة استخدام صواريخ أتاكمس مراراً وتكراراً في منطقة بريانسك خلال الليل هي بالطبع إشارة إلى أنهم يريدون التصعيد". وأكد لافروف أنه "بدون الأميركيين، من المستحيل استخدام هذه الصواريخ عالية التقنية، كما قال بوتين مراراً وتكراراً"، وتابع لافروف محذراً بأنه يأمل أن تُقرأ العقيدة النووية الجديدة لموسكو التي خفض فيها بوتين الحد الأقصى لتوجيه ضربة نووية بـ"اهتمام".

وجاء كلام لافروف بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، أن أوكرانيا أطلقت ستة صواريخ "أتاكمس" على منطقة بريانسك الروسية خلال الليل. وقالت الوزارة، في بيان أوردته وكالات الأنباء الروسية، إن الجيش أسقط خمسة من هذه الصواريخ وألحق أضراراً بالسادس، وأضافت الوزارة أن الشظايا سقطت في أراضي منشأة عسكرية، لم تحددها، مشيرة إلى أن الحطام المتساقط أسفر عن اندلاع حريق، لكنه لم يتسبب في أضرار أو إصابات.

ويأتي هذه الإعلان بعد وقت قصير من رفع واشنطن القيود المفروضة على أوكرانيا لاستخدام الصواريخ الأميركية طويلة المدى لضرب العمق الروسي. ولم تؤكد أوكرانيا على الفور استخدام صواريخ "أتاكمس" في هجوم على منطقة بريانسك الروسية، وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في وقت سابق اليوم الثلاثاء، إن الجيش الأوكراني شن هجوماً على ترسانة مركز الدعم اللوجستي رقم 1046 في منطقة كاراتشيف بمقاطعة بريانسك الروسية. وأضافت هيئة الأركان العامة، في بيان، أنه سُمع دوي عدة انفجارات في المنطقة المستهدفة، مؤكدة أن "عملية تدمير مستودعات الذخيرة لقوات الاحتلال الروسية ستستمر، بهدف إنهاء العدوان المسلح الروسي على أوكرانيا".

وكان بوتين قد وقع، الثلاثاء، مرسوماً يسمح لموسكو باستخدام السلاح النووي ضد دولة لا تملك هذا النوع من السلاح إذا كانت مدعومة من قوى نووية بالتزامن مع مرور ألف يوم على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وكان بوتين قد حذر الغرب في وقت سابق من أن روسيا سيكون بمقدورها بموجب التعديلات المقترحة استخدام السلاح النووي إذا تعرضت لضربة بصواريخ تقليدية، ووسع المرسوم قائمة الأطراف التي يمكن تفعيل الردع النووي بحقها لتشمل "دولاً بعينها والأحلاف العسكرية التي تعتبر روسيا الاتحادية عدواً محتملاً" في حال كانت تمتلك أسلحة نووية أو "قدرات قتالية مهمة"، بالإضافة لـ"دول توفر أراضي تحت سيطرتها ومجاليها الجوي و/أو البحري لشن عدوان على روسيا الاتحادية"، في تلميح صريح إلى الهجوم الأوكراني على مقاطعة كورسك الحدودية الروسية، وفق البند التاسع من العقيدة.

أخبار

التحديثات الحية

بوتين يوقع مرسوماً يتيح استخدام السلاح النووي ضد دول لا تملكه

مقتل 12 شخصاً في أوكرانيا

وفي أوكرانيا، قال مسؤولون محليون، اليوم الثلاثاء، إن 12 شخصاً بينهم طفل قُتلوا في هجوم روسي خلال الليل بطائرتين مسيرتين على منطقة سومي بشمال شرق أوكرانيا. وقالت الإدارة العسكرية للمنطقة الواقعة على الحدود مع روسيا عبر تطبيق تليغرام إن 13 شخصاً أصيبوا جراء الهجوم على مبنى سكني في بلدة هلوخيف الصغيرة، وأضافت أن مبنيين شاهقين ومستشفى تضرروا وربما لا يزال هناك المزيد من الأشخاص تحت الأنقاض، مشيرة إلى أن القوات الروسية استخدمت طائرتين مسيرتين في الهجوم.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في حسابه على منصة إكس: "كل ضربة روسية جديدة تؤكد النوايا الحقيقية (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين. إنه يريد استمرار الحرب وغير مهتم بالحديث عن السلام"، ونشر زيلينسكي مقطعاً مصوراً يظهر العاملين بالإنقاذ وهم يبحثون في المبنى المدمر جزئياً بينما استمرت عمليات البحث والإنقاذ حتى الصباح.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 51 طائرة مسيرة، وفقدت أثر 30 طائرة أخرى، بعد أن أطلقت روسيا 87 طائرة مسيرة خلال الليل. وقصفت القوات الروسية منطقة سومي الشمالية الشرقية في الأشهر القليلة الماضية، مما أدى إلى تدمير بنيتها التحتية الحيوية والمدنية، وأسفر هجوم صاروخي على المنطقة، يوم الأحد الماضي، عن مقتل 11 شخصاً، وإصابة 89، وانقطاع التيار الكهربائي عن مدينة سومي.

(رويترز، أسوشييتد برس)