اليمن: الحوثيون يهددون مجدداً بتصعيد عسكري ويحذرون من "فخ اللا حرب واللا سلم"

19 ديسمبر 2022
يطلق الحوثيون تهديدات لتنفيذ مطالبهم منذ انتهاء الهدنة (Getty)
+ الخط -

أطلقت جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، اليوم الاثنين، تهديدات جديدة بالتصعيد العسكري، وحذرت مما وصفته "فخ" استمرار حالة "اللا سلم واللا حرب". يأتي هذا بعد دخول الشهر الثالث على التوالي من انتهاء الهدنة الأممية، وحالة الجمود في مفاوضات تمديدها.

وحذر المجلس السياسي للحوثيين (مجلس حكم الجماعة بصنعاء) من مخاطر استمرار حالة اللا سلم واللا حرب، وقال "إنها لن تستمر بلا نهاية"، وأنهم "سيتخذون الإجراءات اللازمة عندما يحين الوقت المناسب لذلك وبما يمنع مخطط التحالف (الذي تقوده السعودية) لإيقاع اليمن في هذا الفخ".

وجاء ذلك خلال اجتماع المجلس الحوثي، لمناقشة الاتصالات القائمة بشأن المباحثات مع التحالف الذي تقوده السعودية المتعلقة بوقف الحرب ورفع الحصار وما تمخضت عنه من نتائج، وفق ما نقلت وكالة "سبأ" النسخة الحوثية بصنعاء.

وأوردت الوكالة: "اطلع الاجتماع على التقارير المرفوعة حول الجهوزية التامة للقوات (..) لمواجهة أي تهديد للسيادة اليمنية، ولمنع وردع الأطماع (...) في الثروات والجزر والممرات المائية اليمنية"، وأكد الاجتماع "أن أي إجراءات يمكن أن يقدم عليها التحالف (...) ستكون عواقبها وخيمة".

ومنذ انتهاء الهدنة الأممية في اليمن في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أطلقت جماعة الحوثيين سلسلة تهديدات من أجل تنفيذ المطالب التي وضعوها لتمديد الهدنة المنتهية، والتي استمرت ستة أشهر منذ مطلع إبريل/ نيسان الماضي، وتعثرت الجهود الدولية والأممية من أجل تمديدها خلال الشهرين الماضيين.

وأكد المجلس السياسي للحوثيين مطالبهم بالقول: "إن الحرص على تحقيق السلام في اليمن ينبغي أن يتجسد من خلال الاستجابة لحقوق المواطنين، وفي مقدمتها صرف المرتبات لكل موظفي الدولة، وفتح جميع المطارات والموانئ اليمنية، ورفع جميع القيود عن الواردات وعلى رأسها المشتقات والمواد الغذائية والدواء عبر جميع الموانئ والمطارات؛ وفي مقدمها ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي".

وقال: "منع نهب الثروات اليمنية قرار حتمي في كل الجغرافية اليمنية"، في إشارة إلى استمرار الحوثيين منع تصدير النفط الخام اليمني من الموانئ اليمنية في محافظتي حضرموت وشبوة (شرق اليمن)، عبر هجمات بالطائرات المُسيرة استهدفت تلك الموانئ خلال الأسابيع الماضية ومنعت السفن التي تصدر النفط اليمني، من الاقتراب من تلك الموانئ.

وأمس، أعلن متحدث شركة النفط في صنعاء، عن احتجاز خمس سفن مشتقات نفطية ومنعها من الدخول إلى ميناء الحديدة (غربي اليمن)، محملًا التحالف الذي تقوده السعودية والأمم المتحدة المسؤولية. وقال: "أن احتجاز سفن الوقود يأتي استمراراً للقرصنة البحرية التي لم تتوقف حتى في ظل الهدنة" على حد تعبيره وفق ما نقلت وسائل إعلام الحوثيين.

وخلال الأسابيع الماضية، تصاعدت تهديدات جماعة الحوثي بما أسموها "معركة بحرية". وفي حين يتهمون التحالف الذي تقوده السعودية بالتحشيد العسكري في البحر الأحمر، قال قائد لواء الدفاع الساحلي للحوثيين محمد القادري، إن "تحركات القوات المعادية في البحر الأحمر مرصودة وبدقة وأصبحت تشكل خطورة"، لافتا إلى "أن حماية البحر الأحمر والجزر اليمنية ومضيق باب المندب مسؤولية"، بحسب ما نقلت وسائل إعلام الحوثيين.

وكان الجيش المصري قد أعلن الأسبوع الماضي، توليه قيادة قوة المهام المشتركة (153) في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، والتي تضم كلا من: السعودية ومصر والإمارات والأردن والولايات المتحدة. وأوضح في بيان له "أن هذه المهام تأتي بسبب الأنشطة الإرهابية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن".

وتشكلت تلك في إبريل/نيسان الماضي للقيام بدوريات في البحر الأحمر والعمل على مكافحة "الأنشطة الإرهابية والتهريب"، بحسب ما أعلنت البحرية الأميركية. في المقابل يرى الحوثيون أن تلك القوات تهديد لهم وتدخل ضمن الصراع والحرب الجارية في اليمن، عقب إعلانها ضبط أسلحة إيرانية مهربة خلال الأشهر الماضية، كانت في طريقها للحوثيين.

وقال وزير الدفاع في حكومة الحوثيين بصنعاء (غير معترف بها) محمد ناصر العاطفي، إن "الأمن البحري للمياه الإقليمية اليمنية ستكون له الأولوية في المرحلة المقبلة، ومضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي والامتداد الإقليمي لأرخبيل سقطرى والجزر اليمنية هي أرض يمنية سيادتنا عليها كاملة".

جاء ذلك خلال فعالية بجهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين بصنعاء الاسبوع الماضي 13 ديسمبر/ كانون الجاري، وقال: "اتخذتا كافة الإجراءات التي تضمن التعامل بقوة وحزم مع أي تطور يمثل تهديداً أو مساساً بالسيادة الوطنية أو الاقتراب من السيادة البحرية"، وأضاف مهدداً: "لدينا خيارات لا يلومنا عليها أحد إن لجأنا إليها (..) وقد أعذر من أنذر".

وللعام الثامن على التوالي، تستمر الحرب في اليمن، والتي تسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، في ظل غياب أي أفق للسلام وفشل الجهود الدبلوماسية الأممية في اقناع الأطراف اليمنية بالتفاوض السياسي لحل الأزمة وإنهاء الحرب.