تحيي مدينة تعز وسط اليمن، منذ مساء أمس السبت، الذكرى الثالثة عشرة لثورة 11 فبراير بمظاهر احتفالية متعددة، تضمّنت مهرجانات كرنفالية واحتفالات شعبية، كما كسرت الصمت الملحوظ تجاه الثورة في المحافظات اليمنية الأخرى، باستثناء مأرب.
وأحيا عشرات المواطنين يوم أمس مهرجاناً فنياً وخطابياً في منتزه التعاون وسط المدينة، ورفعوا أعلام الجمهورية اليمنية وصور شهداء ثورة الحادي عشر من فبراير عام 2011، كما رفعوا أعلام فلسطين، تضامناً مع ما يتعرّض له الفلسطينيون في قطاع غزة من مجازر إسرائيلية وحشية.
وأوقدت جموع غفيرة الليلة الماضية شعلة الثورة، وأطلقت الألعاب النارية من شارع جمال والمرتفعات في مدينة تعز، كما خرج مئات المواطنين صباح اليوم الأحد من مختلف أنحاء المدينة المحاصرة من قبل جماعة أنصار الله الحوثيين إلى الوجهة ذاتها في مسيرة حاشدة لإحياء ذكرى ثورة الحادي عشر من فبراير.
وذكّرت الفعاليات الاحتفالية المقامة في مدينة تعز، وهي العاصمة الثقافية لليمن بمضامين ثورة 11 فبراير، التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، إلى جانب ما تعرضت له هذه الثورة في وقت من ثورة مضادة.
وأكد مشاركون أن "11 فبراير ثورة خالدة ومستمرة وتشكل امتداداً لثورة 26 سبتمبر المندلعة عام 1962 ضد الحكم الإمامي في شمال اليمن وثورة 14 أكتوبر التي اندلعت عام 1963 ضد الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن".
وأشاروا إلى أن "ما يتردد اليوم حول تسبب ثورة فبراير في إدخال اليمن في الوضع الذي تعيشه منذ انقلاب جماعة الحوثيين على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر 2014 يؤكد استمرار الحرب المضادة لثورة 11 فبراير".
ولفتوا إلى أن "ثورة 11 فبراير، ورغم التحديات وحملات التشويه المستمرة ضد أهدافها ومبادئها، لعبت الدور الأبرز في مواجهة محاولات التوريث التي قادها الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، إلى جانب تعزيز وعي المجتمع اليمني حول أهمية الانتفاض والوقوف ضدها".
وأكد مجلس شباب الثورة، الذي ولد من رحم ثورة 11 فبراير، في بيان اليوم الأحد، أن "النيل من ثورة فبراير السلمية يفتقد للإنصاف والنزاهة، ويمعن في الدفاع عن حقبة جرى فيها الاستهتار بمؤسسات الدولة وإدارة البلد بالأزمات"، لافتاً إلى أن "الانقلاب على ثورة فبراير ومضامينها المدنية أسهم في صعود المشاريع المتطرفة بدعم ورعاية بعض دول الإقليم".
هنا #تعز
— عبدالشافي النبهاني 𐩲𐩨𐩵𐩱𐩡𐩦𐩱𐩰𐩺𐩽𐩱𐩡𐩬𐩨𐩠 (@A_A_Nabhane) February 11, 2024
طوفان بشري احتفاءا بالذكرى ال 13 لفبراير #فبراير_ثورة_وجمهورية ومن قرح يقرح#ثورة_11_فبراير_مستمرة pic.twitter.com/qFx24QAqi2
وأكد "تمسّك ثوار فبراير بوحدة اليمن ونظامه الجمهوري، واعتبر أي كيانات أو مشاريع لا تؤمن باليمن الواحد الجمهوري الديمقراطي غير شرعية، وتعمل وفق إرادة خارجية معادية للدولة اليمنية"، كما لفت البيان إلى أن "الشعب اليمني الذي خرج في فبراير عام 2011 لن يفرط بحقه في الدولة التي أرادها، ولا بتضحيات الحركة الوطنية وتراكماتها".
وردد المشاركون في الفعاليات الاحتفالية التي شهدتها تعز هتافات تؤكد استمرار نضال أبناء المدينة حتى إسقاط الانقلاب الحوثي، والمضي في الانتصار لأهداف ثورة 11 فبراير، بما فيها بناء دولة مدنية حديثة متعددة الأقاليم، كما اعتبروا إحياء ذكراها بمثابة "ثورة جديدة" لاستعادة الدولة والتخلص من الانقلاب الحوثي.
وحضرت القضية الفلسطينية ومأساة سكان قطاع غزة في المظاهر الاحتفالية، والتي قال قائد مجلس المقاومة الشعبية في تعز مارش عبد الجليل، في كلمة، إنها "تأتي في ظل أجواء نضالية وجهادية رائدة لمقاومة العنجهية الحوثية السلالية ومناصرة الروح الجهادية الأسطورية التي تمثلها المقاومة الفلسطينية في مواجهة الغطرسة الصهيونية".
ولفت عبد الجليل إلى أن "ثورة 11 فبراير تعد محطة من نضالات الشعب اليمني، وامتداداً للثورات اليمنية، وحثّ على الوقوف خلف الحكومة الشرعية، والاصطفاف الوطني من أجل إسقاط المشروع الإمامي في نسخته الحوثية".
وتحدث لـ"العربي الجديد" المواطن نبيل عبد الحفيظ قائلاً: "جاءت هذه الثورة (ثورة 11 فبراير) باليمن الجديد، وعلى جميع اليمنيين أن يتذكروا في هذه المناسبة مخرجاتها كمؤتمر الحوار الوطني، وحكومة الدكتور محمد سالم باسندوة، وما حققته من تقدم ملموس، كما لا تنسوا من أوصلنا إلى هذا الوضع الذي نحن فيه من حرب ودمار وهم جماعة الحوثيين".
وقال المواطن أحمد القباطي لـ"العربي الجديد": "خرجنا اليوم لإحياء ذكرى ثورة 11 فبراير، ونقول للطغاة والمستبدين إن اليمن أكبر منكم، ومصيركم لن يكون أقل ممن سبقكم". ويضيف "خرجنا أيضاً لدعم إخواننا المرابطين في جبهات القتال ضد جماعة الحوثي، والتي هي سبب ما نحن فيه من بؤس وشقاء".