سادت اليابان أجواء من التوتر، لا الحزن، اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع الجنازة الرسمية لرئيس الوزراء السابق المغتال شينزو آبي، وهو أحد أكثر القادة اليابانيين إثارة للانقسام في تاريخ البلاد.
وخضعت طوكيو لحراسة مشددة، وتمركز عدد كبير من رجال الشرطة بالزي الرسمي حول قاعة بودوكان، مقر إقامة الجنازة، ومحطات القطار الرئيسية بالعاصمة. وأغلقت الطرق المؤدية إلى القاعة طوال اليوم، بالإضافة إلى غلق خزائن العملات في المحطات الرئيسية، في إجراء أمني.
وقبل ساعات من بدء المراسم، اصطف عشرات اليابانيين حاملين باقات من الزهور في أكشاك عامة لوضعها في متنزه كودانزاكا القريب.
ونظم معارضو التكريم، الذي ترعاه الدولة، تجمعات في أماكن أخرى بطوكيو وجميع أنحاء البلاد. ويقولون إن أموال دافعي الضرائب يجب إنفاقها على أمور أكثر جدوى، كمعالجة التفاوتات الاقتصادية الآخذة في الاتساع والناجمة عن سياسات آبي.
وتعرّض رئيس الوزراء فوميو كيشيدا لانتقادات بسبب دعمه للجنازة المكلفة. وقال كيشيدا إن القائد الأطول مكوثاً في السلطة في تاريخ اليابان "يستحق هذا التكريم". وأعلنت الحكومة أن الجنازة لا تهدف إلى إجبار أي شخص على تكريم آبي. لكن يتعين على معظم حكومات المحافظات، البالغ عددها 47 محافظة، تنكيس الأعلام، والوقوف دقيقة صمت حداداً.
ويعتبر المعارضون أن قرار كيشيدا أحادي الجانب و"غير ديمقراطي" دون موافقة البرلمان، ويذكر بكيفية استغلال الحكومة الإمبريالية قبل الحرب للجنازات الرسمية لإثارة النعرة القومية.
يذكر أن قانون الجنازات ألغي بعد الحرب العالمية الثانية، وواجهت الجنازة الرسمية الوحيدة بعد الحرب للزعيم السياسي شيجيرو يوشيدا عام 1967، انتقادات لافتقارها إلى أسس قانونية.
واغتيل آبي في يوليو/تموز الماضي خلال حدث انتخابي، وسط حالة من الجدل المتزايد حوله، وحول علاقات الحزب الحاكم الممتدة لعقود بـ"كنيسة التوحيد" المتطرفة، والمتهمة بجمع تبرعات ضخمة من أتباعها الذين خضعوا لـ"غسل دماغ".
(أسوشييتد برس)