حذّر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، يوم الأربعاء، حكام مالي العسكريين من التعاقد مع مجموعة فاغنر الروسية، قائلاً إن صفقة من هذا النوع قد تتسبب بخسارة البلاد لتمويل هي بأمس الحاجة إليه، إضافة إلى التسبب بمزيد من عدم الاستقرار في هذا البلد الأفريقي.
وبعد يومين على انضمام الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة في فرض عقوبات على مجموعة فاغنر، أعرب بلينكن عن خيبة أمله حيال رفض مالي زيادة عديد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتطلعها بدلاً من ذلك إلى التعاون مع شركة أمنية خاصة من المتطوعين.
وقال بلينكن في بيان "قوات فاغنر (...) المعروفة بنشاطها المزعزع للاستقرار وانتهاكات حقوق الإنسان لن تجلب السلام إلى مالي بل سوف تزعزع استقرار هذا البلد أكثر".
وأضاف "نحض الحكومة الانتقالية في مالي على عدم حرف موارد الميزانية الشحيحة بعيداً عن حرب القوات المسلحة المالية ضد الإرهاب".
وتابع "ثروات البلاد، وبينها امتيازات التعدين، يجب أن تعود بالفائدة على الشعب المالي وليس رهنها لقوات أجنبية غير خاضعة للمساءلة ولديها سجل من الإساءات الى السكان المحليين".
وأصدر بلينكن تحذيرا مماثلا بشأن تورط مجموعة فاغنر في مالي خلال زيارته الشهر الماضي إلى السنغال. لكن بيانه الأخير تضمن تفاصيل جديدة، خاصة فيما يتعلق بالكلفة المالية المترتبة على مالي للتعاقد مع فاغنر والتي ستبلغ 10 ملايين دولار شهرياً.
وتسعى مالي لإبرام صفقة مع فاغنر مع إنهاء فرنسا القوة الاستعمارية السابقة مشاركة عسكرية مع الحكومة المالية استمرت ثماني سنوات، وهدفت الى محاربة الجهاديين.
ومن المرجح أيضا أن يثير الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مخاوف بشأن نشر قوات فاغنر عند زيارته مالي الأسبوع المقبل، حيث سيلتقي للمرة الأولى مع الكولونيل أسيمي غويتا الذي تولى السلطة في يونيو/حزيران بعد الانقلاب العسكري الثاني في البلاد خلال أقل من عام.
وأثارت مجموعة فاغنر الجدل من خلال نشاطها في سوريا وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، واتهمها خبراء من الأمم المتحدة في تقرير صدر في أكتوبر/تشرين الأول، باستخدام العنف والترهيب وارتكاب الاعتداءات الجنسية خلال انتشارها لمساعدة جيش جمهورية أفريقيا الوسطى.
وتنفي روسيا أي صلات لها بمجموعة فاغنر، المرتبطة برجل الأعمال، يفغيني بريغوزين، المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين والخاضع لعقوبات أميركية في ملف منفصل متعلق بالتدخل في الانتخابات الأميركية عام 2016.
(فرانس برس)