الولايات المتحدة تباشر المرحلة الأخيرة لانسحابها من أفغانستان

01 مايو 2021
يستكمل الانسحاب الأميركي بحلول 11 سبتمبر (Getty)
+ الخط -

بدأت الولايات المتحدة، رسمياً، السبت، سحب آخر ما تبقى لها من جنود في أفغانستان، في يوم يتخذ بعداً رمزياً، وشهد تعرض إحدى القواعد الأميركية لهجوم "غير فاعل" أكد الجيش الأميركي أنه رد عليه.

ويقول مسؤولون أميركيون في أفغانستان إنّ عملية الانسحاب جارية أصلاً، مشيرين إلى أن تاريخ الأول من مايو/ أيار رمزيّ قبل كل شيء. وكان هذا التاريخ يمثّل الموعد النهائي لانسحاب القوات الأميركية الذي حدّدته الإدارة الأميركية السابقة برئاسة دونالد ترامب طبقاً للاتفاق الموقع مع "طالبان" في فبراير/ شباط 2020 في الدوحة.

في الأيام الأخيرة، ضاقت أجواء كابول، وقاعدة "باغرام" الجوية المجاورة، بعدد من المروحيات الأميركية تجاوز المعتاد تحضيراً لهذا الرحيل الكبير الذي سيستكمل بحلول 11 سبتمبر/ أيلول، موعد الذكرى العشرين لهجمات سبتمبر/ أيلول 2001.

وكانت قوات الأمن الأفغانية بحالة تأهب، السبت، خشية حصول هجمات ضد القوات الأميركية أثناء انسحابها.

ضربة دقيقة

وأفاد الجيش الأميركي بأنه شن "ضربة دقيقة" في اليوم نفسه، بعدما تعرض مدرج طائرات في ولاية قندهار، حيث تقع إحدى القواعد الأميركية، لهجوم.

وقال متحدث باسم الجيش إنّ الضربة التي نفذت بعدما تعرضت القاعدة لـ"نيران غير مباشرة غير فاعلة" أسفرت عن "تدمير صواريخ أخرى استهدفت مدرج الطائرات".

وكان وزير الدفاع الأفغاني بالنيابة، ضياء ياسين، قد أوضح، في وقت سابق، أنّ القوات الأميركية، وتلك المتحالفة معها، ستنتقل من قواعد في جميع أنحاء البلاد للتجمع في باغرام، أكبر قاعدة أميركية في أفغانستان، ثم "سيتجهون إلى بلادهم".

وبدأ الحلفاء في حلف شمال الأطلسي، الخميس، سحب وحدات من مهمة "الدعم الحازم" الذي يُفترض أن يحصل بشكل منسّق مع الأميركيين.

وقال وزير الداخلية بالوكالة، حياة الله حياة، لقادة الشرطة، في وقت متأخر الجمعة، وفق تسجيل صوتي أُرسل إلى الصحافيين، إنّ "طالبان قد تكثّف العنف".

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن، منتصف إبريل/ نيسان، التطلع إلى سحب 2500 جندي لا يزالون في أفغانستان. وقال إنّ "الوقت قد حان لإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة"، معتبراً أنّ هدف التدخل الذي كان يدور حول منع أفغانستان من أن تُستخدم من جديد كقاعدة لمهاجمة بلاده، تحقق.

من جهتها، اعتبرت "طالبان" أنّ الانسحاب كان يجب أن ينتهي في الأول من مايو/ أيار، وأنّ إبقاء القوات بعد هذا الموعد هو "انتهاك واضح" للاتفاق مع واشنطن.

وقال متحدث باسم الحركة محمد نعيم، لوكالة "فرانس برس"، إنّ "ذلك يفسح المجال في المبدأ أمام مقاتلينا لاتخاذ الإجراءات المناسبة ضد قوات الغزو".

ومنذ توقيع اتفاق الدوحة، امتنعت عناصر "طالبان" عن مهاجمة القوات الأجنبية بشكل مباشر. إلا أنهم بدوا بلا رحمة مع القوات الحكومية ولم يتوقفوا عن مهاجمتها في الأرياف مع بثّ الرعب في المدن الكبيرة من خلال تنفيذ هجمات موجّهة.

 

الفوضى غير مستبعدة

لكن الرئيس الأفغاني أشرف غني يؤكد أنّ القوات الحكومية التي تحارب منذ أشهر عدة بمفردها على الأرض - وأحياناً بدعم جوي أميركي - "قادرة تماماً" على مقاومة عناصر "طالبان".

ويشير إلى أنّ "الانسحاب الأميركي يعني أن "طالبان" لم يعد لديها سبب لمواصلة القتال. وقال في خطاب هذا الأسبوع "من تقتلون؟ من تدمّرون؟ انتهت الآن ذريعتكم بأنكم تقتلون الأجانب".

إلا أن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، أقرّ الأربعاء بعدم تمكنه من استبعاد احتمال حصول فوضى كاملة. وقال "في أسوأ الحالات، ستنهار الحكومة الأفغانية والجيش الأفغاني، وتقع حرب أهلية وكارثة إنسانية مصاحبة لها، مع عودة محتملة للقاعدة".

وأكد عبد المالك، وهو شرطي في ولاية قندهار (جنوب)، أحد المعاقل التاريخية لـ"طالبان"، لـ"فرانس برس"، أن القوات المسلحة مستعدة. وقال "علينا الدفاع عن وطننا (...) سنفعل كل ما بوسعنا للدفاع عن أرضنا".

ويرى الخبير المستقل نيشانك متواني أن لا شيء يضمن أن عناصر "طالبان" لن يهاجموا القوات الأميركية أو قوات حلف شمال الأطلسي أثناء انسحابها. وقال إنّ أعمالاً مماثلة سيكون هدفها "تحقير العدو المهزوم وإهانته أكثر".

(فرانس برس)