أكد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الثلاثاء، أن الوكالة تجري مناقشات مع إيران حول منشأ جزيئات يورانيوم مخصب إلى درجة نقاء تصل إلى 83.7 بالمائة في منشأة فوردو، وهي نسبة قريبة جداً من درجة النقاء المطلوبة لصنع الأسلحة النووية، في حين قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، اليوم الأربعاء، إن بلاده لا تقوم بالتخصيب بهذه الدرجة المئوية.
وقال التقرير "أبلغت إيران الوكالة بأن التقلبات غير المقصودة في مستويات التخصيب ربما حدثت خلال الفترة الانتقالية وقت بدء عملية التخصيب لدرجة نقاء 60 بالمائة في (نوفمبر/تشرين الثاني 2022) أو في أثناء استبدال أسطوانة التغذية".
وأفاد التقرير السري للوكالة بأن المباحثات جارية بين الوكالة وإيران لتحديد مصدر هذه الجزيئات، مؤكدة بذلك معلومات أدلت بها مصادر دبلوماسية.
إلى ذلك، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، اليوم الأربعاء، أن عملية التخصيب في إيران لا تتعدى نسبة 60 في المائة المعلنة، حسب قوله.
وأضاف، لوسائل إعلام إيرانية على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية، أن ما تتحدث عنه الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جزيئات اليورانيوم بدرجة نقاء 83.7% "هي جزئية صغيرة جداً ولا تشاهد حتى بالمجهر".
وتابع "المهم هو حجم المواد (المخصبة) التي يتم تخزينها بعد الإنتاج"، مؤكدا أن مفتشي الوكالة الدولية شاهدوا المواد المنتجة وأن "نقاءها لا يتخطى 60 في المائة".
وأشار المسؤول الإيراني إلى زيارة وفود من "الذرية الدولية" إلى إيران خلال الأسبوعين الأخيرين.
ومن المقرر أن يزور المدير العام للوكالة الدولية، رافاييل غروسي خلال الأيام المقبلة، إيران لبحث القضايا العالقة بين الطرفين. وقال مصدر إيراني لـ"العربي الجديد"، إن غروسي سيصل إلى طهران الجمعة وسيجري مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين المعنيين يوم السبت قبل أن يغادر طهران متجها إلى فيينا للمشاركة في اجتماعات مجلس المحافظين مطلع الأسبوع المقبل.
وأشار المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه إلى أن غروسي سيبحث خلال الزيارة القضايا العالقة بين الوكالة وإيران وتقريرها الأخير بشأن العثور على جزيئات اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 83.7%.
وتُعدّ قضية التحقيقات التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول ثلاثة مواقع إيرانية أعلنت الوكالة سابقاً أنها عثرت فيها على جزيئات اليورانيوم المخصب، إحدى أهم العقبات أمام الاتفاق بالمفاوضات النووية الحالية المتعثرة منذ سبتمبر/أيلول الماضي، والرامية إلى إحياء الاتفاق النووي.
وعلى خلفية العثور على جزيئات اليورانيوم المخصب بنسبة 83.7 % وكذلك استمرار الخلافات بين الوكالة وإيران بشأن المواقع الثلاثة، لا يستبعد البعض استصدار قرار ضد إيران خلال الاجتماع المرتقب لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الشهر الحالي، وهو ما دفع وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان إلى إطلاق تحذير للوكالة، أمس الثلاثاء من جنيف، من مغبة "أي تحرك سلبي" تجاه بلاده خلال هذا الاجتماع.
قنبلة نووية.. في غضون 12 يوماً
وفي نفس السياق، قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الثلاثاء، إن إيران يمكن أن تنتج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية واحدة "في غضون 12 يوماً"، بانخفاض عن مدة العام الذي كان من المقدر أن تستغرقه الجمهورية الإسلامية لتحقيق ذلك عندما كان الاتفاق النووي لعام 2015 سارياً.
وبحسب "رويترز" فقد أدلى كولن كال، وكيل وزير الدفاع الأميركي للشؤون السياسية، بهذا التعليق في جلسة بمجلس النواب، بعد أن ألح عليه نائب جمهوري لمعرفة السبب وراء سعي إدارة الرئيس جو بايدن لإحياء الاتفاق، الذي يعرف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.
وقال كال، وهو ثالث أكبر مسؤول في البنتاغون، للنواب: "لأن التقدم النووي الإيراني منذ أن انسحبنا من خطة العمل الشاملة المشتركة كان ملحوظاً. وبالعودة إلى عام 2018، عندما قررت الإدارة السابقة الانسحاب من الاتفاق، كان من المفترض أن تستغرق إيران نحو 12 شهراً لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لقنبلة واحدة. والآن سيستغرق الأمر نحو 12 يوماً".
وأضاف: "لذلك أعتقد أنه لا يزال هناك رأي مفاده أنه إذا كان بإمكانك حل هذه المشكلة دبلوماسياً وإعادة القيود على برنامجهم النووي، فهذا أفضل من الخيارات الأخرى. لكن في الوقت الحالي، فإن خطة العمل الشاملة المشتركة مجمدة".