الوفد العماني يغادر صنعاء دون إحراز تقدم بشأن وقف إطلاق النار في اليمن

11 يونيو 2021
غادر الوفد العماني دون الإدلاء بتصريحات ودون أن تصدر السلطنة تعليقاً (تويتر)
+ الخط -

غادر وفد عماني اليوم الجمعة، العاصمة اليمنية صنعاء، بعد نحو أسبوع من المباحثات مع الحوثيين، دون إحراز تقدم لوقف إطلاق النار في اليمن.

ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر ملاحي بمطار صنعاء الدولي، أنّ الوفد العماني غادر صنعاء متوجهاً إلى مسقط، دون الإدلاء بأي تصريحات للصحافيين الذين تواجدوا في المطار.

وقال مصدر سياسي مقرب من الحوثيين فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ"الأناضول"، إنّ المباحثات المكثفة التي أجراها الوفد لم تحرز تقدماً ملحوظاً في سياق وقف إطلاق النار أو ملف افتتاح مطار صنعاء، مضيفًا أنّ الحكومة التابعة للحوثيين في صنعاء، غير المعترف بها دولياً، "شددت على ضرورة وقف العدوان والحصار أولاً قبل أي اتفاق لوقف النار".

ولفت إلى أنّ "السلطات في صنعاء أكدت أن إعادة فتح مطار صنعاء ينبغي أن يتم دون أي مساومات كونه حقا سياديا مشروعا"، دون تفاصيل أخرى.

وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الأنباء "سبأ" التابعة للحوثيين، عن رئيس فريق المفاوضات بجماعة الحوثي محمد عبد السلام، قوله إنّ الوفد العماني "أجرى سلسلة لقاءات ناقشت الأوضاع المختلفة في اليمن، وسادتها الجدية والمسؤولية"، مضيفًا أنه جرى تقديم تصور ممكن للوفد العماني لإنهاء العدوان ورفض الحصار المفروض على اليمن بدءًا من العملية الإنسانية.

وأوضح عبد السلام الذي رافق الوفد في عودته لمسقط، أنّ التصور ركز على العملية الإنسانية وما يتطلبه من خطوات لاحقة تؤدي للأمن والاستقرار في اليمن ودول الجوار، مؤكدًا أن التصور المقدم في الملف الإنساني والسياسي والعسكري جاد ومسؤول ومباشر، بحسب قوله.

بينما لم يصدر تعليق من قبل السلطات العمانية حتى الآن.

والخميس، أعلنت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان لها، رفض جماعة الحوثي فتح مطار صنعاء "إلا بشروط"، دون الإشارة لهذه الشروط. وأوضح البيان أنّ "جماعة الحوثي ترفض فتح مطار صنعاء إلا بشروطها، وأن الحكومة قدمت تنازلات كافية وضامنة للسفر الآمن لكافة المواطنين، وليس لتحويل المطار إلى منفذ خاص لتقديم الخدمات الأمنية والعسكرية واستقدام الخبراء".

ووصل الوفد العماني للمرة الأولى إلى صنعاء، السبت، لعقد مباحثات مع الحوثيين، وأجرى مشاورات مع عبد الملك الحوثي ومسؤولين آخرين بالجماعة.

وتقوم سلطنة عمان بجهود دبلوماسية مستمرة لتقريب وجهات النظر بين الحكومة اليمنية والحوثيين، حيث تحظى مسقط بعلاقة جيدة مع الطرفين المتصارعين.

وزير الخارجية اليمني: الحوثيون يقوضون جهود السلام

من جهته، حذر وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، اليوم الجمعة، من أنّ الحوثيين قد يقوضون الجهود الدبلوماسية الجديدة للتوصل إلى سلام مع مواصلة محاولاتهم للسيطرة على مدينة مأرب قبل مناقشتهم لأي وقف لإطلاق النار.

وقال بن مبارك، في مقابلة مع "فرانس برس"، إنّ الوسطاء العمانيين حققوا تقدماً في الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، داعيًا أوروبا لإبقاء ضغوطها على الحوثيين.

واعتبر أنّ طهران تريد استخدام اليمن كورقة مساومة في المفاوضات النووية مع القوى الكبرى في فيينا، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الأمل والتحديات في اليمن.

وقال بن مبارك "العمانيون يلعبون دوراً حيوياً (...) ولهذا السبب أعتقد أنهم أرسلوا وفدهم إلى صنعاء للتباحث مع القيادة السياسية للحوثيين (...) لكن لم يصلنا أي رد منهم، الرد الوحيد الذي تلقيناه كان مجرد هجومين داميين وقعا أمس واليوم الذي سبقه".

ورأى بن مبارك في استمرار الهجمات الحوثية إشارة إلى رغبة الفصائل الحوثية في استمرار النزاع العسكري حتى سيطرتهم على مدينة مأرب الشمالية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تغيير حاسم في موازين القوى.

قلق أممي

إلى ذلك، أعربت الأمم المتحدة، الجمعة، عن "القلق البالغ" إزاء الهجوم بالصواريخ والطائرات دون طيار الذي استهدف مدينة مأرب وسط اليمن ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين.

وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، للصحافيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك: "هذا الهجوم وقع بالقرب من مجمعات مدينة مأرب حيث يقيم عمال الإغاثة". وأضاف: "يأتي هذا الحادث في أعقاب هجوم على محطة وقود نهاية الأسبوع في مدينة مأرب أيضاً، مما أدى إلى سقوط ضحايا".

وتابع حق: "هجوم الأمس يعزز مرة أخرى كيف يتحمل المدنيون في اليمن العبء الأكبر في هذا الصراع ولذلك تحث الأمم المتحدة أطراف النزاع على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي بما في ذلك ضمان حماية المدنيين وعمال الإغاثة والبنية التحتية المدنية".

ولم يحدد حق الجهة المنفذة للهجوم، لكن وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" التابعة للحكومة نقلت، مساء الخميس، عن المصادر (لم تسمها) قولها إنّ "المليشيات الحوثية الإرهابية شنت قصفاً متتالياً على مأرب بصاروخين بالستيين وطائرتين مفخختين، مستهدفة مسجداً في حي سكني وسط المدينة أثناء أداء صلاة المغرب".

وأضافت أن" الحصيلة الأولية لضحايا القصف، 8 قتلى وأكثر من 27 جريحاً، والعدد مرشح للزيادة"، فيما لم يصدر تعليق فوري من قبل الحوثيين حول الأمر.

ويشهد اليمن حرباً منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 235 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

وقتل 8 جنود تابعين لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيًا في محافظة أبين جنوبي اليمن، الجمعة، وأصيب 25 آخرون، وفق مصدر طبي وشهود عيان.
وأفاد الشهود بأن انتحاريًا فجر نفسه في حافلة نقل جنود من اللواء الثالث دعم وإسناد (تابع للمجلس الانتقالي)، في أحد شوارع مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين.
وأضافوا أن الانتحاري كان على متن دراجة نارية وفجر نفسه في الحافلة (تطايرت أشلاؤه على قارعة الطريق) بينما كانت متوقفة أمام سوق بيع القات في المدينة.
فيما قال مصدر طبي في مستشفى الرازي العام (حكومية) بأبين، يعمل في قسم الطوارئ، إن "جثث 8 من جنود اللواء الثالث دعم وإسناد وصلت إلى قسم الطوارئ، فيما أصيب 25 آخرين".
وأضاف المصدر الطبي لـ"الأناضول"، أن عدداً من الجرحى حالتهم خطيرة، تم نقلهم إلى مستشفيات محافظة عدن (جنوب).
وحتى الساعة 20:30 (ت.غ)، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، كما لم يعقب "الانتقالي الجنوبي" على الهجوم.
 

(الأناضول، فرانس برس)

المساهمون