أنهى وفد روسي زيارته إلى محافظة السويداء جنوبي سورية، من دون التوصل إلى اتفاق محدّد مع وجهاء المدينة بشأن المتخلفين عن الخدمة العسكرية في جيش النظام السوري.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن الوفد التقى أمس الخميس بعض مشايخ الهيئات الدينية الدرزية بغية الاستماع إلى اقتراحاتهم ومطالبهم، وإبلاغهم أن روسيا تعمل على إعداد تسوية لأبناء المحافظة، مشيرة إلى أن الوفد زار منزل الشيخ حكمت الهجري في بلدة قنوات، ومنزل الشيخ يوسف جربوع، فيما اعتذر الشيخ حمود الحناوي المقيم في قرية سهوة البلاطة جنوب المحافظة، عن استقبالهم نتيجة ظرف صحي.
وأوضحت المصادر أن الوفد الروسي غادر السويداء من دون أن يعقد اجتماعاً في فرع أمن الدولة كما كان مقرراً، على أن يعود للمحافظة خلال الأيام المقبلة لمواصلة النقاش حول بنود التسوية المطروحة.
وحول ما تم نقاشه مع الشيخين الهجري وجربوع، أوضحت المصادر أن الوفد الروسي اكتفى بإطلاعهما على ما دار في اجتماع "دار عرى" الذي جرى قبل أيام، وذلك بعد امتعاض المشايخ والامتعاض المجتمعي من استبعاد المشايخ من ذلك الاجتماع.
وأكدت المصادر أن المحرك الأساسي لمبادرة الوفد الروسي هو فرع أمن الدولة في محافظة السويداء بقيادة العميد سالم الحوش، على الرغم من عدم حصول الاجتماع المقرَّر مع الوفد الروسي في الفرع المذكور، وهذا الاستفراد من جانب فرع أمن الدولة في ترتيب عملية التسوية، يثير امتعاضاً مجتمعياً، وحتى الجهات الأخرى المرتبطة بالنظام مثل فرع حزب "البعث"، وهذا الاستفراد أضعف المبادرة، ويقودها للفشل على الأغلب، وفق المصادر.
من جهتها، ذكرت شبكة "السويداء 24" المحلية، أن الوفد الروسي كرّر خلال اجتماعه مع المشايخ الطرح نفسه الذي قدمه في "دار عرى" قبل أيام، حيث قال إن روسيا تعمل على إنجاز تسوية للفارين والمتخلفين عن الخدمة والمطلوبين بقضايا أمنية، على غرار التسويات التي أشرفت عليها في درعا.
وأوضحت أن الوفد ادعى أنه يقوم بالزيارات لسماع مطالب ووجهات نظر زعماء الطائفة الدرزية ومشايخها، حتى ينقلها إلى قيادته، وأن روسيا تسعى لحفظ الاستقرار في المنطقة بالتنسيق مع القيادة السورية.
يذكر أن روسيا أشرفت على تسوية في محافظة درعا عام 2018، بين فصائل المعارضة المسلَّحة والنظام السوري، منحت الأخير فرصة السيطرة على محافظة درعا، التي تشهد منذ ذلك الحين فوضى أمنية كبيرة.