الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية يزور لبنان أواخر الأسبوع المقبل

04 سبتمبر 2022
تأخرت زيارة الوسيط الأميركي إلى بيروت عن الموعد المحدد (حسين بيضون)
+ الخط -

أعلنت الرئاسة اللبنانية، اليوم الأحد، أن الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين سيزور لبنان أواخر الأسبوع المقبل، لمتابعة بحث ملف ترسيم الحدود البحرية، وذلك وسط تعويلٍ لبناني على تقدّم إيجابي يمهد لـ"اتفاق عادل ونهائي" في أقرب وقتٍ ممكنٍ، خصوصاً بعد دخول الرئيس الأميركي جو بايدن مباشرة على الخط.

وذكر موقع "والاه" العبري، الأربعاء الماضي، أن بايدن أبلغ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يئير لبيد، خلال اتصال هاتفي بينهما، بوجوب التوصل إلى حل لترسيم الحدود البحرية مع لبنان في غضون أسابيع.

وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان، اليوم الأحد، إن "الرئيس ميشال عون تلقى بعد الظهر اتصالاً من نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب أعلمه فيه أنه تواصل مع الوسيط الأميركي في إطار المهمة المكلف بها من الرئيس عون، وأنه تبلّغ أن هوكشتاين سيزور لبنان أواخر الأسبوع المقبل، لمتابعة البحث مع الجانب اللبناني في ملف الترسيم".

وأوضح بو صعب للرئيس عون أن "معظم التقارير الإعلامية التي نشرت، أخيراً، حول مهمة هوكشتاين مبنية على تكهنات وليست دقيقة"، مؤكداً أنه "سمع من الجانب الأميركي أن الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق عادل هي أولوية قصوى بالنسبة إلى الجانب الأميركي".

وقال مصدرٌ في قصر بعبدا، شرط عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد": "إننا لا نعلم ما سيحمل الوسيط الأميركي بيده، وما إذا كان سيأتي والجواب الإسرائيلي النهائي معه، أو اقتراح جديد كمسعى لحل النقاط الخلافية، يشمل كل النقاط المفترض التوافق عليها منها المتعلق بالسماح للبنان ببدء الحفر في المناطق غير المتنازع عليها، وهو حقّ تتمسّك به الدولة اللبنانية وتعتبر أنه مفترض أن يحصل منذ سنوات".

وأشار المصدر إلى أن "هناك تكتماً لبنانياً على الكثير من التفاصيل من بوابة محاولة إنجاز الملف سريعاً قبل أن يبدأ العدو نشاطه النفطي في حقل كاريش، والذي يبدو أنه أرجئ لما بعد شهر سبتمبر/أيلول، بعكس ما كان منتظراً"، مؤكداً أن "لبنان طبعاً لا يحبّذ أي تصعيد عسكري، ولكنه لن يتنازل عن حقوقه"، وذلك في ظل معادلة الحرب التي أرساها "حزب الله"، بأن "لا غاز لإسرائيل إذا مُنِع لبنان من استخراج غازه".

ويعوّل الرئيس اللبناني على تحقيق ما يعتبره "إنجازاً" قبل انتهاء ولايته في 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وذلك في حال التوصل إلى خواتيم سعيدة في ملف ترسيم الحدود البحرية. وكان قد لوّح في تصريح سابق بأن هناك رغبة لدى البعض في لبنان، من دون أن يسمّيهم، بعدم إنجاز الملف إلا بعد انتهاء ولايته، في مشهدية دائماً ما يضعها عون ويغمز بها إلى أفرقاء سياسيين، ضمنهم رئيس البرلمان نبيه بري، للإشارة إلى إفشال متعمّد لعهده والملفات "الإصلاحية" التي يعمل عليها، لينأى بنفسه عن الأزمات الخطيرة التي سجلت خلال توليه سدة الرئاسة، ولا سيما بعد عام 2019.

من جهته، قال مصدر دبلوماسي أميركي، شرط عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "الولايات المتحدة الأميركية تضع ضمن أولوياتها هذا الملف، وتريد أن يصل إلى خواتيم الحل قريباً، لما في ذلك من مصلحة للطرفين، خصوصاً الجانب اللبناني الذي يرزح حالياً تحت وطأة أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه"، في حين فضّل عدم التطرق إلى ما يحمله هوكشتاين في جعبته، مع الإشارة إلى أن الوسيط الأميركي الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية وخدم في جيش الاحتلال، يُتهم من قبل أطراف لبنانية، لا سيما حزب الله، بأنه غير نزيه وليس بوسيط، بل منحاز بشكل واضح للإسرائيليين.

وتأخرت زيارة الوسيط الأميركي إلى بيروت عن الموعد الذي كان مُحدداً، حيث إنه كان من المنتظر أن يأتي بعد أسبوعين من زيارته الأخيرة مطلع أغسطس/آب الماضي، لأسباب لم يُعلن عنها، ولكن رُبطت بعوامل عدّة، منها التطورات التي حصلت في غزة إبان العدوان الإسرائيلي، وعدم حصول هوكشتاين على الجواب الإسرائيلي الذي يفترض أن يردَّ فيه على المقترح اللبناني الذي يتمثل بشكل أساسي في الحصول على حقل قانا كاملاً، مع المطالبة بكامل الحقول النفطية ورفض تقاسم الإنتاج النفطي مع العدو.

وضمن مواقف أطلقها الرئيس عون اليوم الأحد، توجيهه التحية إلى شباب لبنانيين مشاركين بمسيرة بحرية من طرابلس شمالاً باتجاه الناقورة جنوباً، وتأكيده تمسك لبنان بحقه كاملاً بمياهه وحدوده وثرواته، مشدداً على أن "وحدة موقفنا ضمانة حقوقنا، وثرواتنا لأجيالنا المتطلعة بثبات لتجسيد طموحاتها بوطن تصنعه على قدر أحلامها بظل علم البلاد".

وفي أحدث تصريحات لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري قبل أيام، وتناغم فيها مع كلام الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، اعتبر أن الكرة اليوم في ملعب الأطراف الراعية للتفاوض، أي الملعب الأميركي، متوقفاً عند تأخر مجيء الوسيط هوكشتاين، ليقول: "نحن مستعدون للمفاوضات غير المباشرة، لكن ليس إلى الأبد، اللقاء الأخير كان في منتهى الصراحة، هوكشتاين قال إنه سيغيب فقط أسبوعين، صاروا شهرا، أين الجواب في هذا الموضوع إلا إذا كان هناك اعتبارات إسرائيلية؟".

وسأل بري: "ما الذي يمنع شركة توتال الفرنسية وإيني الإيطالية البدء في الحفر في المناطق غير المتنازع عليها".

ولوّح رئيس البرلمان بدوره بالتصعيد العسكري، قائلاً "نحن لسنا هواة حرب، لكن إذا ما هُدّدت سيادتنا وأرضنا وبحرنا سنكون في الموقع القادر على الدفاع عن حقوقنا وحدودنا وثرواتنا وحمايتها كعادتنا في كل مواقع التحرير".

المساهمون