"نيويورك تايمز": الهجوم على قاعدة التنف في سورية كان رداً إيرانياً على الضربات الإسرائيلية

19 نوفمبر 2021
يعد استهداف القواعد الأميركية تصعيداً جديداً لحرب الظل الإيرانية مع إسرائيل (فرانس برس)
+ الخط -

نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، الخميس، عن ثمانية مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، قولهم إنّ غارة بطائرات مسيّرة نُفذت الشهر الماضي على قاعدة عسكرية أميركية في جنوبي سورية؛ كانت بمثابة رد إيراني على الغارات الإسرائيلية على سورية.

وبحسب "نيويورك تايمز" فإنّ هجوم الطائرات المسيّرة، الذي لم يسفر عن وقوع إصابات؛ كان المرة الأولى التي توجه فيها إيران ضربة عسكرية ضد الولايات المتحدة رداً على الضربات الإسرائيلية، وهو تصعيد جديد لحرب الظل الإيرانية مع إسرائيل.

وفي تفاصيل الهجوم، تقول الصحيفة، إنه تمت مهاجمة القاعدة الأميركية في التنف يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول بخمس طائرات مسيّرة مفخخة، في هجوم وصفته القيادة المركزية الأميركية بأنه هجوم "متعمّد ومنسق". وتنقل الصحيفة عن مسؤول عسكري أميركي كبير، أنّ طائرتين فقط انفجرتا، وكانتا محملتين بكريات حديدية وشظايا "بنية واضحة للقتل".

وتكشف الصحيفة أنّ معظم القوات الأميركية البالغ عددها 200، والمتمركزة في قاعدة التنف، كان قد تم إجلاؤها قبل ساعات من تنفيذ الهجوم، بعد تلقيها تحذيراً من الاستخبارات الإسرائيلية.

وبحسب معلومات حصلت عليها الصحيفة من مسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية؛ فإنّ الأدلة تشير إلى أنّ إيران كانت وراء العملية، نظراً لعدم انفجار ثلاث طائرات مسيّرة شاركت في الهجوم. وتمكّن المسؤولون الأميركيون من دراستها، واكتشفوا أنها استخدمت التكنولوجيا نفسها التي تمتلكها الطائرات المسيّرة التي تستخدمها المليشيات المدعومة من إيران في العراق.

ولم تعلن إيران مسؤوليتها عن الهجوم؛ رغم أن وسائل إعلام إيرانية أشادت به. وتذكر الصحيفة أنّ قناة "تلغرام" التي يديرها أعضاء تابعون للحرس الثوري الإيراني، أشارت إلى أنّ الضربة كانت رداً على سماح الولايات المتحدة بشن هجمات إسرائيلية على قوات "المقاومة" شرقي سورية. وجاء في بيان نشر على القناة أنّ قادة المليشيات خلصوا إلى أنهم "يجب أن يقطعوا رأس الأفعى"، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

وبحسب المسؤولين الأميركيين، فإنّ الإيرانيين كانوا مترددين في مهاجمة إسرائيل خوفاً من الانتقام، لذلك اتجهوا إلى الخيار الأفضل التالي، وهو ضرب الأميركيين. ووفق "نيويورك تايمز"؛ فإنّ إيران أرادت تجنّب المواجهة المباشرة مع الأميركيين، لكن مهاجمتها للتنف كانت مجازفة كبيرة، حيث كان من الممكن أن يُقتل جنود أميركيون، الأمر الذي من شأنه إجبار واشنطن على الرد العسكري.

ويرى المسؤولون الأميركيون أن قائد الحرس الثوري الإيراني في سورية، جواد غفاري، متحمس بشدة لاستخدام القوة العسكرية لطرد القوات الأميركية من العراق وسورية، ولكن من غير الواضح مدى دعم القيادة في طهران لهذا النهج.

ويشكك المسؤولون الأميركيون في الرد الأميركي الذي تمثل في فرض عقوبات جديدة على اثنين من كبار أعضاء الحرس الثوري، واثنين من الإيرانيين الآخرين، وشركتين تقول الولايات المتحدة إنهما مرتبطتان ببرنامج الطائرات المسيّرة الإيراني. وتنقل "نيويورك تايمز" عن المسؤولين قولهم إن "العقوبات الجديدة لن يكون لها ما يكفي من القوة لفعل الكثير".

المساهمون