الهجوم الحوثي على الإمارات يثير مخاوف في إسرائيل

19 يناير 2022
قصف التحالف صنعاء رداً على الهجوم على الإمارات (محمد حمود/الأناضول)
+ الخط -

حذّرت تقديرات عدة في إسرائيل من أنّ هجوم الحوثيين على المرافق النفطية الإماراتية، يوم الإثنين الماضي، يمكن أن يمثّل نسخة لما يمكن أن تتعرض له الجبهة الداخلية الإسرائيلية في الحروب والمواجهات العسكرية المستقبلية.

وقال معلّق الشؤون العربية في قناة "12" يهود يعاري، إنها مسألة وقت قبل أن يتمكن الحوثيون من تأمين قدرات عسكرية قادرة على ضرب إسرائيل.

توقعات بطلب الإمارات المساعدة من إسرائيل بعد الهجوم الحوثي

وتوقع يعاري في تحليل نشره موقع القناة، اليوم الأربعاء، أن يتوجه المسؤولون الإماراتيون إلى إسرائيل ويطلبوا منها المساعدة في محاولة التصدي لمخاطر المسيّرات الهجومية التي يستخدمها الحوثيون في استهداف العمق الإماراتي.

من ناحيته دعا "المركز اليروشلمي لدراسة المجتمع والدولة" كلاً من إسرائيل والدول العربية التي وقّعت على اتفاقات سلام وتطبيع، إلى التعاون في تطبيق استراتيجية "المواجهة بين الحروب" ضد الحوثيين.

تسعى إيران لاستغلال نجاح الهجوم الحوثي لتعزيز وتقوية محورها

مع العلم أنّ إسرائيل تواظب على تطبيق هذه الاستراتيجية منذ عدة سنوات في سورية، من خلال شن هجمات بهدف المسّ بقدرة إيران على التمركز عسكرياً هناك.

وتوقع المركز، في تقدير نشره موقعه، أن تستغل إيران نجاح الهجوم الحوثي على الإمارات في تعزيز وتقوية المحور الإقليمي الذي تقوده، وتحسّن قدرته على العمل عسكرياً وسياسياً.

وبحسب المركز فإنّ ما يفاقم الأمور خطورة هو حقيقة أنّ قوة الردع الأميركية في مواجهة إيران قد تآكلت إلى حد كبير، ما يزيد من دافع طهران لمواصلة العمل ضد قوى في المنطقة.

درس إسرائيلي لتفاصيل الهجوم الحوثي

من ناحيته، كشف المراسل العسكري لقناة "13" أورن هيلر، أنّ المؤسسة العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية، تدرس تفاصيل الضربات الجوية التي شنها الحوثيون على الإمارات.

وفي تغريدة على حسابه على "تويتر"، نقل هيلر عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها، إنّ الحوثيين استخدموا في الهجوم نحو عشر مسيّرات بالإضافة إلى حوامات انتحارية وصواريخ، تم إطلاقها من اليمن "بشكل دقيق ومنسق".

وكان وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس قد ادّعى، قبل شهر، في كلمة له أمام مؤتمر نظمه "مركز سياسات مواجهة الإرهاب" التابع لجامعة "رايخمان"، أنّ الحرس الثوري الإيراني قد دشن قاعدة في مدينة كاشان وسط إيران لتدريب عناصر التنظيمات التابعة لطهران في المنطقة، ومن ضمنهم الحوثيون، على استخدام الطائرات المسيّرة.

وادّعى أن المسيّرات الهجومية الإيرانية التي يتم تدريب عناصر هذه التنظيمات على استخدامها، بإمكانها قطع آلاف الكيلومترات. وبحسب غانتس فإنّ إيران قد نشرت المئات من هذه الطائرات في كل من اليمن والعراق وسورية ولبنان.

ونظراً للخطورة التي تنظر بها إسرائيل إلى المسيّرات الهجومية الإيرانية وإمكانية استخدامها على نطاق واسع في المواجهات والحروب المقبلة، فقد ذكر موقع "والاه" أخيراً أنّ لجان التنسيق الاستراتيجي المشتركة لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، بحثت سبل مواجهة هذا الخطر.

ويشار إلى أن قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي ولجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، تؤكدان باستمرار عدم جاهزية العمق المدني الإسرائيلي لاحتواء هجمات مكثفة بالصواريخ والطائرات المسيّرة في مواجهة شاملة مستقبلاً.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإنّ "حزب الله" يملك 150 ألف صاروخ، بعضها ذو قدرة إصابة عالية، بإمكانها إصابة أي هدف في إسرائيل.

ويشار إلى أن تعبير رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت في رسالته، مساء أمس الثلاثاء، لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، بتقديم الدعم العسكري والأمني اللازم لبلاده في أعقاب الهجوم الحوثي، يتناقض مع طابع الردود الإسرائيلية على طلبات أبوظبي السابقة من تل أبيب بتزويدها بمنظومات عسكرية.

رفضت إسرائيل سابقاً تزويد الإمارات بمنظومتي دفاع جوي

وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أنّ إسرائيل تواظب على رفض طلب الإمارات تزويدها بمنظومتي الدفاع الجوي "القبة الحديدية" و"العصا السحرية"، خشية من وقوعهما في أيدي الإيرانيين، الذين يحافظون على وجود نشط ومكثف في الإمارات.

ولفتت الصحيفة في حينه إلى أنّ إسرائيل محبطة من استدارة الإمارات نحو إيران وحرصها على تعزيز العلاقات معها، فضلاً عن دور أبوظبي في تمكين طهران من تجاوز العقوبات الدولية المفروضة عليها.

وأشارت الصحيفة إلى أن التقديرات السائدة في تل أبيب والعواصم الغربية أنّ الإمارات أكثر طرف إقليمي ودولي يساعد طهران على تجاوز العقوبات، تحديداً العقوبات المفروضة على نظامها المصرفي.