تزايدت مؤخرا الهجمات "مجهولة المصدر" التي تستهدف القوات الأميركية الموجودة في حقل العمر النفطي، شرقي سورية، وهي هجمات من المرجح أن تكون المليشيات التي تدعمها إيران مسؤولة عنها، رداً على استهداف القوات الأميركية مواقع "الحشد الشعبي"، أو ضمن استراتيجية جديدة تستهدف مضايقة القوات الأميركية، وإجبارها على التفكير بمغادرة الأراضي السورية.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قاعدة التحالف الدولي في حقل العمر، الواقع جنوب غربي دير الزور، استُهدفت اليوم الأحد بعدد من القذائف الصاروخية، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من داخل الحقل، مع سماع دويّ صفارات الإنذار.
وأوضحت أن هذا الاستهداف، الذي يُعتبر الثاني خلال أقل من 12 ساعة، أدى إلى وقوع أضرار مادية تزامنا مع حالة استنفار قصوى في صفوف عناصر التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وأمس السبت، تعرّض حقل "كونيكو" للغاز الطبيعي، الذي يتخذه الجيش الأميركي قاعدة له في ريف دير الزور، لهجوم بقذائف الهاون. وقال مسؤول عسكري أميركي إن قوات بلاده الموجودة شرقي سورية تعرضت لـ"هجومٍ غير مباشر بالأسلحة النارية"، وفق تعبيره.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لـ"الجزيرة" إن هجوما ناريا غير مباشر استهدف قوات أميركية في شرق سورية، من غير إحداث أضرار مادية أو بشرية، وذلك في سلسلة هجمات على أميركيين بالعراق وسورية في الأيام الأخيرة.
وتعد هذه الهجمات الأحدث في سلسلة هجمات على أميركيين في العراق وسورية في الأيام الأخيرة، حيث تشير معلومات إلى أن "حزب الله" العراقي أنشأ مقار عسكرية جديدة بالقرب من البوكمال السورية بمحافظة دير الزور، التي باتت تضم نحو 13 نقطة وجود أو قاعدة عسكرية إيرانية في منطقة دير الزور وحدها.
كما أشارت مصادر إعلامية إلى أن "الحرس الثوري" استقدم في الأشهر الماضية أسلحة متطورة إلى قواعده في شرق سورية، وخاصة إلى قاعدة "الإمام علي" التي تعرضت لهجمات جوية إسرائيلية أكثر من مرة.
ويلاحظ أن أغلب الاستهدافات للقوات الأميركية شرقي سورية تتركز على القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي، الذي يعد أكبر حقول النفط في سورية، وحولته القوات الأميركية إلى قاعدة لها، بعد أن استولت عليه "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من تنظيم "داعش عام 2017.
تحركات جديدة للمليشيات
من جانب آخر، كشفت مصادر عراقية مقربة من فصائل مسلحة حليفة لطهران تنتشر في بلدة القائم العراقية على الحدود مع سورية، لـ"العربي الجديد"، عن عبور قافلة إلى داخل الأراضي السورية قادمة من العراق، تقلّ مسؤولا بالحرس الثوري الإيراني، في ساعة متأخرة من ليلة السبت الماضي، وذلك بالتزامن مع استمرار عملية إخلاء الفصائل المسلحة لمواقع جديدة لها في منطقتي (مكر الذيب) و(حصيبة الغربية) العراقيتين، إضافة إلى منطقة الهري السورية الواقعة على الحدود المشتركة بين البلدين، والدخول إلى مناطق سكنية والاستقرار بمنازل فارغة.
وأكدت المصادر ذاتها عودة القيادي في "الحشد الشعبي" وزعيم مليشيا "الطفوف" قاسم مصلح إلى المنطقة الحدودية العراقية السورية، بعد عدة أسابيع من أزمة اعتقاله من قبل القوات العراقية بتهمة قتل ناشطين واستهداف القواعد التي تضم قواعد أميركية.
وذكرت أن عمليات التغيير في المقرات، التي أخلي كثير منها، ومنع وجود أكثر من 5 إلى 10 أشخاص في الثكنة الواحدة، متواصلة في المنطقة الحدودية، مع استمرار تحليق الطائرات المسيرة، التي يعتقد أنها أميركية، في المنطقة.
وتعليقا على الهجمات في مناطق شرق الفرات، قال المتحدث باسم "كتائب سيد الشهداء" العراقية كاظم الفرطوسي، لـ"العربي الجديد"، إن "رد المقاومة على العدوان الأميركي لن يكون مقتصرا على العراق فقط".
وأضاف الفرطوسي أن "وجود فصائل عراقية في سورية هو لقتال "داعش" وحماية الحدود العراقية، وقد تعرضت لعدوان داخل هذه المناطق من قبل الطيران الأميركي، لذا الرد سيكون أيضا في تلك المناطق مشروعا".