الهجمات المضادة تبطئ التقدم الروسي شرقي أوكرانيا

23 ابريل 2022
روسيا تحاول السيطرة على دونيتسك ولوغانسك بالكامل (ماكسيميليان كلارك/ Getty)
+ الخط -

قال مسؤولون أوكرانيون وبريطانيون، اليوم السبت، إن القوات الروسية تمضي قدماً في هجومها بمنطقة دونباس الشرقية في محاولة للسيطرة الكاملة على المنطقة الصناعية في أوكرانيا، لكنها لم تحرز تقدماً يذكر، إذ أدت الهجمات المضادة الأوكرانية العنيفة إلى إبطاء جهودها.

وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تحديثها الصباحي أن روسيا تواصل القتال من أجل السيطرة الكاملة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك التي تشكل دونباس وتسعى إلى تأمين "طريق بري بين هذه الأراضي وشبه جزيرة القرم المحتلة"، بما في ذلك القضاء على آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة.

وأوضحت هيئة الأركان أن القوات الأوكرانية صدت ثماني هجمات روسية في المنطقتين خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث دمرت تسع دبابات و18 وحدة مدرعة و13 مركبة وناقلة وثلاثة أنظمة مدفعية.

وقالت هيئة الأركان العامة على صفحتها على "فيسبوك": "وحدات من المحتلين الروس تعيد تجميع صفوفها. يواصل العدو الروسي شن ضربات صاروخية وقصف البنى التحتية العسكرية والمدنية".

بدوره، قال حاكم لوغانسك، سيرهي هايداي، اليوم السبت، إن شخصين قتلا في قصف روسي على مدينة بوباسنا، مضيفاً أنه من المتوقع أن يغادر قطار إجلاء لسكان منطقتي دونيتسك ولوغانسك اليوم السبت من مدينة بوكروفسك الشرقية متجهاً إلى مدينة تشوب الغربية، بالقرب من الحدود الأوكرانية مع سلوفاكيا والمجر.

وكتب هايداي عبر تطبيق "إنستغرام": "بالإضافة إلى استمرار القتال في الشوارع في المدينة لعدة أسابيع، فإن الجيش الروسي يطلق النار باستمرار على المباني السكنية متعددة الطوابق والمنازل الخاصة... بالأمس فقط، صمد السكان المحليون أمام خمس هجمات مدفعية للعدو …. لم ينج الجميع".

من جهتها، قالت وزارة الدفاع البريطانية إنه على الرغم من زيادة نشاطها، فإن "القوات الروسية لم تحقق مكاسب كبيرة خلال الـ 24 ساعة الماضية حيث تواصل الهجمات المضادة الأوكرانية عرقلة جهودها".

وأضافت أن روسيا ما زالت لم تفرض سيطرة جوية أو بحرية بسبب المقاومة الأوكرانية، وعلى الرغم من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانتصار في ماريوبول، "يستمر القتال العنيف، مما يحبط المحاولات الروسية للاستيلاء على المدينة، مما يؤدي إلى زيادة إبطاء التقدم المنشود في دونباس".

جهود متواصلة لإجلاء المدنيين

حاول مسؤولون أوكرانيون مرة أخرى، اليوم السبت، إجلاء النساء والأطفال وكبار السن من ماريوبول بعد فشل العديد من المحاولات السابقة. وقالت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشوك عبر تطبيق "تيلغرام" للمراسلة إن الجهود كانت جارية في منتصف النهار "إذا سارت الأمور وفقًا للخطة".

مدنيين فارين من الحرب بماريوبول (ايد جونز/ فرانس برس)
فشلت محاولات عديدة لإجلاء المدنيين بماريوبول (ايد جونز/ فرانس برس)

إلى ذلك، قال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا سحبت عشرات الوحدات العسكرية من ماريوبول لتعزيز الهجوم في أماكن أخرى في دونباس، بينما تواصل قوات أخرى إبقاء القوات الأوكرانية المتبقية في المدينة محصورة في مصانع الصلب في آزوفستال، آخر معاقل المقاومة المتبقية.

يقال إن بوتين أمر قواته بعدم اقتحام المصنع للقضاء على المدافعين، ولكن لإغلاقه بدلاً من ذلك في محاولة واضحة لإجبارهم على الاستسلام.

وأفاد مكتب رئيس البلدية أمس الجمعة أن القوات الروسية قصفت 2000 مقاتل أوكراني لا يزالون مختبئين بالداخل.

قال مستشار عمدة ماريوبول بيترو أندريوشينكو: "كل يوم يلقون عدة قنابل على آزوفستال ... القتال والقصف لا يتوقفان".

وتحولت ماريوبول إلى أنقاض ينبعث منها الدخان إلى حد كبير بعد أسابيع من القصف، وعرض التلفزيون الرسمي الروسي علم الانفصاليين الموالين لموسكو في دونيتسك مرفوعاً فوق ما قال إنه أعلى نقطة في المدينة، برج التلفزيون. كما أظهرت نيران مشتعلة في المبنى الرئيسي في مصنع آزوفستال للصلب.

وقال سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، إن القوات الأوكرانية تمكنت تحت جنح الظلام من إيصال أسلحة إلى مصنع الصلب المحاصر عبر مروحية.

الكرملين يستقدم مرتزقة من سورية وليبيا

وأضاف دانيلوف أن الكرملين أرسل بشكل عام أكثر من 100 ألف جندي ومرتزقة من سورية وليبيا للقتال في أوكرانيا وينشر المزيد من القوات في البلاد كل يوم.

وقال: "لدينا وضع صعب، لكن جيشنا يدافع عن دولتنا".

اتخذت ماريوبول أهمية كبيرة في الحرب، إذ سيؤدي الاستيلاء عليها إلى حرمان الأوكرانيين من ميناء حيوي وإكمال ممر بري بين روسيا وشبه جزيرة القرم، التي استولى عليها بوتين من أوكرانيا في عام 2014.

كذلك سيسمح لبوتين بإلقاء المزيد من قواته في المعركة التي يحتمل أن تكون ذروتها في دونباس ومناجم الفحم والمصانع وغيرها من الصناعات، أو ما أعلن الكرملين الآن أنه هدفه الرئيسي.

كذلك كشفت أحدث صور بالأقمار الصناعية من شركة "ماكسار تكنولوجيز" عن موقع يبدو أنه مقبرة جماعية ثانية بالقرب من ماريوبول. قالت "ماكسار" في بيان إن الموقع الموجود في مقبرة في بلدة فينوهرادني فيه عدة خنادق متوازية تم حفرها حديثاً يبلغ طولها حوالي 40 متراً (131 قدماً).

وفي اليوم السابق، نشرت "ماكسار" صوراً لما بدا أنه صفوف وراء بعضها تضم أكثر من 200 مقبرة جماعية محفورة حديثاً بجوار مقبرة في بلدة مانوش خارج ماريوبول. دفع ذلك إلى صدور اتهامات أوكرانية للروس بمحاولة إخفاء ذبح المدنيين في المدينة.

قال أندريوشينكو عبر تطبيق "تليغرام" للمراسلة: "هذا يؤكد مرة أخرى أن المحتلين يرتبون عمليات جمع ودفن وحرق جثث الموتى من السكان في كل منطقة بالمدينة".

قدر الأوكرانيون أن القبور التي شوهدت في الصور التي نشرت يوم الخميس قد تحتوي على 9000 جثة، دون أن يرد الكرملين على صور الأقمار الصناعية.

يُعتقد أن أكثر من مائة ألف شخص - أقل من عدد سكان ما قبل الحرب البالغ حوالي 430 ألفاً - محاصرون في ماريوبول مع القليل من الطعام والماء والتدفئة، وقد قُتل أكثر من 20 ألف مدني في الحصار الذي استمر قرابة شهرين، وفقاً للسلطات الأوكرانية.

فشلت معظم محاولات إجلاء المدنيين من المدينة بسبب ما قال الأوكرانيون إنه استمرار القصف الروسي.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون