استمع إلى الملخص
- غالبية المهاجرين من الفئات العمرية الشابة، حيث أن 47.8% تتراوح أعمارهم بين 20-45 عاماً و27% أقل من 19 عاماً، مما يعني أن ثلاثة من كل أربعة مهاجرين أعمارهم أقل من 45 عاماً.
- صحيفة هآرتس تربط ارتفاع الهجرة بالتدهور الأمني-السياسي، خاصة بعد الحرب مع لبنان، مع هجرة أقل من المستوطنات الشمالية و"غلاف غزة".
تكشف المعطيات التفصيليّة لدائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية حول أعداد المهاجرين الإسرائيليين في عام 2024 إثر الحرب، أنّ 11 ألف إسرائيلي من مجمل الذين هاجروا في العام الماضي هم من سكان تل أبيب، ونحو 6000 من حيفا، و5370 من نتانيا، ونحو 5000 من القدس. معطيات الدائرة التي نُشرت قبل نحو أسبوع وأوردتها صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الأحد، بشكل مفصّل، تُعد مؤشراً "مقلقاً" على مستوى أعداد المهاجرين من إسرائيل إلى الخارج، وعلى صعيد فئاتهم العمرية، إذ إن الغالبية منهم أعمارها أقل من 45 عاماً.
وتتناول المعطيات أعداد المهاجرين بين شهر يناير/ كانون الثاني من العام الماضي وصولاً إلى نوفمبر/ تشرين الثاني من العام ذاته. وفي هذه الشهور، هاجر من إسرائيل 78 ألف و600 إسرائيلي. وللمفارقة، فإنه لدى تحليل المعطيات تبيّن أن عدد الذين هاجروا في الشهر الأخير، أي ديسمبر/ كانون الأول، بلغ 82 ألفاً و700 إسرائيلي، أي أكثر بنحو بأربعة آلاف ومئة إسرائيلي. والرقم، وفق الصحيفة، هو الأعلى على الإطلاق منذ قيام إسرائيل عام 1948، إذ إن عدد المهاجرين الكُلي العام الماضي أكثر بثلاثة أضعاف من نظيره في عام 2023 (53 ألف إسرائيلي)، والذي اعتبر أساساً رقماً قياسياً.
المعطيات تظهر أنه في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي هاجر 14 ألفاً و816 إسرائيلياً، وأنه في أغسطس/ آب 11 ألفاً و394 آخرين قد هاجروا. كما سُجلت أرقام شبيهة في يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول، إذ هاجر 7 آلاف و917، و8 آلاف و568 إسرائيلياً على التوالي.
أمّا بالنسبة لأعمار المهاجرين، فيتضح من معطيات الدائرة أن 21 ألفاً و262 أعمارهم أقل من 19 عاماً، وهو ما يعني أن نسبة الأولاد واليافعين من عموم المهاجرين وصلت إلى حاجز الـ27%. كما تبيّن أن 37 ألفاً و567 من المُهاجرين في السنة السابقة أعمارهم بين 20-45 عاماً، وهو ما يُشكل نسبة 47.8% من عموم المهاجرين. تلخيصاً لما تقدّم، فإن ثلاثة من كل أربعة مهاجرين أعمارهم أقل من 45 عاماً، وأن غالبية المهاجرين هم عائلات مع أولادها.
وفي الأجيال الأكبر سناً، سُجل انخفاض تدريجي في عدد المهاجرين. ففي مجموعات جيل الـ45-49، هاجر 4 آلاف و662 إسرائيلياً، وفي مجموعات سن الـ50-54 عاماً هاجر ثلاثة آلاف و483 إسرائيلياً، وفي مجموعات سن الـ55-59 عاماً هاجر ألفان و693 إسرائيلياً. وعلى الرغم من أن معطيات الدائرة لفتت إلى أن 304 من المهاجرين تخطت أعمارهم المئة، شككت الصحيفة في المعطى السابق، وعزّت إيراد الرقم ضمن المعطيات على أنه لم يكن محسوباً ضمن بيانات السنوات السابقة.
وفي السياق، تكشف المعطيات أن عدد المهاجرين من المستوطنات الشمالية، والتي أُخليت عقب اندلاع الحرب مع لبنان، "لم يكن كبيراً"، قياساً بأعداد المهاجرين من مناطق أخرى. فمثلاً تبيّن أن 137 إسرائيلياً من "كريات شمونه"، و60 آخرين من مستوطنة "شلومي"، و32 من المطلة قد هاجروا. ولا يختلف الوضع كثيراً في مستوطنات "غلاف غزة"؛ إذ تبيّن أن 196 من مستوطني "سديروت" قد هاجروا، بالإضافة إلى 13 آخرين من كيبوتس "بئيري"، و8 من "كفار عزّة"، و2 من "ناحال عوز". ولئن لم تتطرق دائرة الإحصاء إلى سبب ارتفاع عدد المهاجرين، في العام الماضي، ربطت صحيفة هآرتس، في تقرير حول الموضوع أوردته اليوم أيضاً، هذه الهجرة بالوضع الأمني-السياسي؛ الذي تفاقم إلى الأسوأ على إثر الحرب.