الهاجس الأمني يؤرق مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو

18 اغسطس 2024
جدارية لكامالا هاريس قبل مؤتمر الحزب الديمقراطي / شيكاغو 17 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تستعد شيكاغو لاستضافة مؤتمر الحزب الديمقراطي وسط تحديات أمنية كبيرة، مع توقع وصول أكثر من خمسين ألف ناشط للاحتفال بترشيح كامالا هاريس للرئاسة.
- تثير محاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب مخاوف من أعمال انتقامية، حيث سيتم تأمين الحدث بواسطة نحو 2500 عنصر من الشرطة المحلية.
- من المتوقع تنظيم تظاهرات حاشدة احتجاجًا على الحرب في غزة، بدعم من إدارة بايدن، مع استعدادات لتشكيل محكمة مؤقتة تحسبًا لأي اضطرابات.

بين تظاهرات حاشدة محتملة تأييدا للفلسطينيين وخطر وقوع اعتداء، تكثر التحديات الأمنية التي تحوط مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي تستعد شيكاغو لاستضافته، فيما تنشط الأجهزة الأمنية لاحتواء أي تهديد يعكّر الحدث.

وينتظر وصول أكثر من خمسين ألف ناشط إلى شيكاغو بين الاثنين والخميس للاحتفال بكامالا هاريس مرشحةً رسميةً للديمقراطيين في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الرئاسية. ويتوقع أن تشهد النسخة السادسة والعشرون للمؤتمر مواكبة أمنية كثيفة لم يسبق أن شهدتها ثالث أكبر مدينة في الولايات المتحدة، رغم أنها تعودت استضافة أحداث سياسية كبرى.

وأمضى مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) ووحدة النخبة في جهاز الخدمة السرية والشرطة المحلية عاما كاملا في إعداد المنظومة الأمنية الكبيرة التي ستؤمن المركز الرياضي المترامي الذي يستضيف الحدث، في حضور أبرز شخصيات الحزب الديمقراطي يتقدمهم الرئيس جو بايدن، إضافة إلى العديد من نجوم هوليوود. وأوضح لوكاس روثار، مسؤول مكتب التحقيقات الفيدرالي في شيكاغو، أن لا سبب محددا للقلق، لكن الحدث سيتم وسط "أجواء من التهديدات المتزايدة".

وقال روثار خلال مؤتمر صحافي: "ندرك التهديدات الواسعة التي ترخي بثقلها على بلادنا، سواء (كان مصدرها) الجريمة العنيفة أو الإرهاب الدولي أو الإرهاب الداخلي (...) إضافة الى تهديدات أخرى متعددة". وسيتولى ضمان أمن الحدث نحو 2500 عنصر من الشرطة المحلية، يدعمهم مئات من العناصر استقدموا من خارج الولاية.

وأثارت محاولة الاغتيال التي استهدفت المرشح الجمهوري دونالد ترامب في 13 يوليو/تموز، خلال تجمع انتخابي، انتقادات شديدة طاولت الإجراءات المتخذة لضمان سلامة الشخصيات السياسية، وسط مناخ من الاستقطاب الحاد.

ماثل في الأذهان

وإذا كانت دوافع مطلق النار الذي قتل بيد عناصر الخدمة السرية لا تزال غير واضحة، فان الاستخبارات الأميركية تخشى "أعمالا انتقامية" عنيفة خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي، بحسب ما ذكر تقرير اطلعت عليه وسائل إعلام أميركية عدة. وأفاد التقرير بأن أحد أخطر التهديدات قد يتجلى في "أفراد معزولين" مدفوعين بأفكار مناهضة للحكومة أو بشعور بمظلومية سياسية أو بمواقف أيديولوجية. وفي حسابات المنظومة الأمنية أيضا، خطر أعمال عنف أكثر اتساعا، على صلة خصوصا بتنظيم تظاهرات تلقائية أو مقررة أصلا.

وسبق أن أعلن ناشطون أنهم سينظمون تظاهرات عدة احتجاجا على الحرب في غزة بدعم من إدارة بايدن. ولا يزال مشهد قمع الشرطة الدامي لتظاهرات نظمها مناهضون لحرب فيتنام على هامش مؤتمر الحزب الديمقراطي العام 1968، وفي شيكاغو أيضا، ماثلا في الأذهان.

منظمات تتوعد بالاحتجاج تزامناً مع مؤتمر الحزب الديمقراطي

صحيح أن كامالا هاريس تبنت لهجة حازمة حيال إسرائيل ووعدت بألا تظل "صامتة" عن معاناة المدنيين في غزة، لكن نائبة الرئيس لا تزال تواجه انتقادات على هذا الصعيد. وعمد متظاهرون مؤيدون للفلسطينيون إلى تعكير العديد من تجمعاتها الانتخابية. ونبهت حملة "تخلوا عن بايدن"، التي تطالب بمعاقبة الرئيس الديمقراطي في صناديق الاقتراع على دعمه إسرائيل، إلى أنها ستعقد "مؤتمرها الخاص" في شيكاغو يومي الأحد والاثنين، واعدة بالتحرك "ضد إدارة بايدن-هاريس ردا على عجزها عن حماية الفلسطينيين الأبرياء".

كذلك، تعتزم منظمات محلية الدعوة إلى تجمعات يمكن أن يشارك فيها ما يصل إلى 25 ألف شخص، وفق وسائل إعلام محلية. وتحسبا لأي اضطرابات قد تفضي إلى اعتقالات بالجملة، طلب من عشرات القضاة تشكيل محكمة مؤقتة تكون على أهبة الاستعداد لأي طارئ. أما القيادة الديمقراطية فأعلنت أنها على تواصل مع منظمات مؤيدة للفلسطينيين لتفادي مواجهات محتملة.

من جانبها، أكدت بلدية شيكاغو أنها ستحرص على تنظيم التظاهرات في نقاط مجاورة للمركز الرياضي حيث يلتئم المؤتمر، تسهيلا لكيفية التعامل معها. وقال أحد مسؤولي شرطة المدينة لاري سنيلينغ إن حماية حرية التعبير هاجس أساسي لدى قوات الأمن. لكنه شدد على "أننا لن نقبل بتخريب مدينتنا ولن نرضى بالعنف (...) وسنعمل على إنهائه سريعا".

(فرانس برس)