حركة النهضة التونسية: الانقلاب يرمي فشله على المعارضة في تعطيل عقد صندوق النقد

08 ابريل 2023
استنكرت النهضة ازدواجية الخطاب وتضارب الرؤى بين سعيّد وحكومته (Getty)
+ الخط -

دانت حركة النهضة التونسية، الجمعة، ما وصفته بـ"مواصلة سلطة الانقلاب استهداف كل الأصوات الحرة المعارضة لمسار 25 يوليو/ تموز الهدّام".

وقالت الحركة في بيان لها إنّ هذا يأتي "عبر توسيع دائرة المستهدفين بالتهم الكيدية والاتهامات الكاذبة بالعمالة والتآمر على أمن الدولة، وهو ما شهد ببطلانه بلاغ النّيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب الذي نشر في 1 أبريل/ نيسان من عام 2023، والذي برأت من خلاله جميع الدبلوماسيين الأجانب المعتمدين بتونس، ونزّهتهم عن كلّ تورّط في تهمة التآمر التي نسبتها للمعارضين المعتقلين".

وعبرت "النهضة" في البيان الذي نُشر عُقب اجتماع للمكتب التنفيذي الموسّع للحركة بإشراف رئيسها راشد الغنوشي، عن "عمق اعتزازها بنضالات المجاهدين في الحركة الوطنية خلال معركة التحرير والاستقلال"، وترحم البيان على "زعيم الحركة الوطنية الحبيب بورقيبة في ذكرى وفاته الثالثة والعشرين"، واستنكر "كل أشكال الوصاية التي يمارسها البعض ممن نصب نفسه وصيّاً يوزع صكوك الوطنية للموالين له ويُلحِق المعارضين له بركب العملاء والخونة بعد فشل كل محطات خريطة الطريق التي رسمها الانقلاب، وتعري مشروع التسلط والانفراد بالحكم".

وأكدت الحركة أنّ "مبدأ السيادة الوطنية لا يتعارض مع تبني القيم الكونية في الانفتاح والتشاركية في مبادئ الحرية والديمقراطية، بل والتعاون في إرسائها كثقافة شعبية والتصدي لمحاولات الانحراف بالسلطة، والانتكاس بها نحو الدكتاتورية وحكم الفرد وقهر الشعوب".

واستنكرت النهضة "ازدواجية الخطاب وتضارب الرؤى بين الرئيس (قيس سعيّد) وحكومته في ما يتعلق بالإصلاحات الكبرى والشروط المستوجبة للانتعاش الاقتصادي المنشود".

وأكدت أنّ "الانقلاب الذي تعطّل بسببه عقد الاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي كان مفترضاً إمضاؤه في سبتمبر/ أيلول من عام 2021، والذي فشل في تحسين الأوضاع التي جعلها ذريعة للانقلاب على الدستور وعلى الشرعية، باتت خطته مكشوفة في تعليق فشله الذريع على المعارضة والإيهام بالحرب الكاذبة على الفساد، ومحاولة تطويع أجهزة الدولة في صراعاته التي لا تنتهي، رغم حرص كل المؤسسات العليا للدولة على النأي بنفسها عن هذه التجاذبات بالرغم من تكرر الضغوطات".

وأكد البيان أنّ "التنكيل الحقيقي بالشعب هو محاولات مغالطته وإيهامه بحلول غير واقعية لم يتحقق منها سوى ارتفاع نسب الفقر والبطالة والتضخم وانفلات غير مسبوق في الأسعار، خاصة في شهر رمضان، في غياب واضح لأي بوادر انفراج عبر حوار وطني يلمّ شمل التونسيين ويخفض من منسوب الأزمة السياسية المعقّدة، ويفتح المجال لانفراج اقتصادي واجتماعي ضروري".

ورفض الرئيس التونسي قيس سعيّد، الخميس، إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي قائلاً إنه يرفض "الإملاءات"، محذراً من أنه لن يجازف بتهديد السلم الأهلي في البلاد.

وتوصلت تونس التي تعاني أزمة مالية هي الأسوأ وتقول مؤسسات تصنيف ائتماني إنها تهدد بتخلف البلاد عن سداد ديونها؛ العام الماضي، إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع صندوق النقد حول قرض بقيمة 1.9 مليار دولار.

ومع ذلك، تعثر التوصل إلى اتفاق نهائي منذ عدة أشهر، وسط دعوات دولية لتونس لبدء إصلاحات فورية تشمل خفض دعم سلع غذائية ودعم الطاقة وإعادة هيكلة الشركات العامة وخفض فاتورة الأجور العامة.

ورداً على أسئلة صحافيين بشأن البديل عن إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي، قال سعيّد: "التونسيون يجب أن يعتمدوا على أنفسهم".

المساهمون