النظام يسمح لسكان قريتين في ريف اللاذقية بالعودة إلى منازلهم بعد خمس سنوات من حرمانهم

07 اغسطس 2021
النظام لا يزال يمنع حتى اليوم سكان عشرات القرى في ريف اللاذقية من العودة (فرانس برس)
+ الخط -

سمح النظام السوري لسكان قريتين في جبل الأكراد، شمالي اللاذقية، بالعودة إلى منازلهم، وذلك رغم سيطرته على المنطقة منذ أكثر من خمسة أعوام.

وقال الناشط الإعلامي في ريف اللاذقية أبو يوسف جبلاوي لـ"العربي الجديد" إن النظام لا يزال يمنع حتى اليوم سكان عشرات القرى في ريف اللاذقية من العودة إلى قراهم، بحجة العامل الأمني، رغم أن هذه القرى تبعد عشرات الكيلومترات عن جبهات القتال، كما أنها لم تشهد عمليات حربية وقصف منذ سيطرة النظام عليها في بداية العام 2016 بدعم روسي.

وأضاف أن النظام سمح قبل أيام بعودة سكان قريتي "وادي شيخان" و"الغنيمة" التابعتين لناحية سلمى، مركز جبل الأكراد، بعد أن تكفلت بطريركية الروم الأرثوذكس بترميم منازل العائدين.

وأشار جبلاوي إلى أن قرار السماح بالعودة اقتصر فقط على هاتين القريتين، فيما لا تزال عشرات القرى الأخرى، ومن بينها سكان بلدتي ربيعة وسلمى، أكبرى بلدات جبلي الأكراد والتركمان، بانتظار مثل هذا القرار.

وسبق أن سمحت حكومة النظام السوري في فبراير/شباط الماضي لسكان ست قرى بالعودة إليها، مع وعود بالسماح تدريجياً لباقي سكان المناطق بالعودة إلى منازلهم وأرزاقهم.

ويتطلب السماح بالعودة إلى هذه القرى الحصول على ترخيص أمني، كما أن قرار السماح يشمل فقط من كان يقيم في اللاذقية، وفق جبلاوي الذي يشير إلى أن معظم سكان هذه القرى في الأصل هم نازحون يقيمون في مناطق سيطرة المعارضة على الحدود السورية – التركية.

وشهد ريف اللاذقية الشمالي أولى العمليات الحربية الروسية في سورية في نهاية العام 2015، إذ خسرت قوات المعارضة حينها معظم مناطق سيطرتها في المنطقة لصالح قوات النظام خلال بضعة أشهر، وسمح هذا التدخل لقوات النظام بالوصول إلى الحدود السورية – التركية ومناطق غرب إدلب.

عقوبة جماعية:

وحول أسباب إصرار النظام على منع سكان ريف اللاذقية من العودة إلى منازلهم، قال إبراهيم، وهو من سكان قرية ربيعة ويقيم في مدينة اللاذقية، إنه تمكن من زيارة قريته عدة مرات بعد سيطرة النظام عليها، لكن لا يسمح له البقاء فيها أو إعادة ترميم منزله.

وأكد إبراهيم (اشترط عدم ذكر اسمه الكامل لدواع أمنية) أن عدداً كبيراً من الأسر التي تعيش بالإيجار في مدينة اللاذقية يرغبون بالعودة إلى قراهم والعناية بأراضيهم الزراعية، لكن حكومة النظام لم تسمح لهم حتى اليوم بالعودة والاستقرار رغم مرور أكثر من خمس سنوات على سيطرة قوات النظام على المنطقة وعودة الهدوء للمنطقة.

واعتبر إبراهيم، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن منع عودة السكان إلى قراهم نوع من "العقوبة الجماعية" لسكان تلك القرى، التي كانت من أوائل المناطق التي خرجت عن سيطرة قوات النظام في العام 2012.

ويضم جبلا الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية عشرات القرى، خضع قسم كبير منها لسيطرة قوات المعارضة منذ عام 2012، وتوسعت مناطق سيطرتها حينها إلى مدينة الحفة على مشارف اللاذقية، وتعرضت هذه القرى خلال السنوات الماضية في قسم كبير منها للدمار جراء قصف قوات النظام المدفعي والصاروخي، ونزح معظم سكانها عنها، قبل أن تسيطر على معظمها قوات النظام وروسيا في نهاية العام 2015، فيما لا تزال حتى الآن بعض القرى بحوزة قوات المعارضة وأبرزها كبانة.

المساهمون