النظام يجدد خرق اتفاق إدلب وهدوء حذر بين "الوطني" و"قسد"

13 يونيو 2022
يحاول نظام الأسد أن يكسب تنازلات سياسية وعسكرية واقتصادية من مليشيات "قسد" (Getty)
+ الخط -

جددت قوات النظام السوري، صباح اليوم الإثنين، قصفها المدفعي والصاروخي على مناطق في إدلب شمال غربي البلاد، تزامناً مع رفع الجاهزية القتالية على مختلف خطوط التماس في المنطقة، فيما تشهد مناطق التماس بين "قوات سورية الديمقراطية" و"الجيش الوطني" شمالاً هدوءاً شبه تام.

وقال الناشط مصطفى محمد، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام جددت صباح اليوم عمليات القصف على مناطق متفرقة في محاور جبل الزاوية جنوبي إدلب، قابلتها قوات المعارضة بقصف أهداف للنظام لم يتبين حجم الأضرار الناتجة عنه، فيما يستمر طيران الاستطلاع بالتحليق بشكل مكثف فوق المنطقة.

وأوضح الناشط أن القصف طاول، بشكل رئيس، قرى وبلدات البارة والفطيرة وفليفل وسفوهن وبينين والرويحة في جبل الزاوية.

وشهدت خطوط التماس في إدلب وشمال غربي البلاد خلال الأسبوع الماضي تفاوتاً في وتيرة التصعيد من قوات النظام السوري ضد المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة و"هيئة تحرير الشام"، وسط أنباء عن رفع النظام الجاهزية القصوى لقواته في خطوط التماس مع إدلب، ما يثير تساؤلات حول احتمالية قيام النظام بعمل عسكري في المنطقة حال لجوء تركيا لعملية عسكرية جديدة ضد "قسد" في شمالي سورية عموماً.

وقالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام بعد إرسالها تعزيزات خلال الأسبوعين الماضيين إلى جبهات جبل الزاوية وريف حلب الغربي؛ منعت أخيراً الإجازات وزادت من وتيرة الاستنفار ورفعت جاهزيتها الدفاعية والهجومية، لكن الأمور في هذه الجبهات لا تزال ضمن الحدود الطبيعية لعمليات التصعيد المعتادة.

وتأتي خطوات النظام التصعيدية تزامناً مع إرساله قوات إلى خطوط التماس بين مناطق النفوذ التركي و"قوات سورية الديمقراطية"، مما قد يوسع من دائرة المواجهة حال شن تركيا عملية عسكرية ضد "قسد"، قد تكون المليشيات الإيرانية أيضاً أحد أطرافها هذه المرة.

ونقلت وسائل إعلام النظام السوري وموقع "روسيا اليوم" عن نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في حميميم أوليغ جورافليف، قوله إن "وحدات الجيش العربي السوري تعيد تجميع قواتها في منطقة خفض التصعيد بإدلب وشمالي سورية في الاتجاهات المهددة، في ظل مواصلة النظام التركي تهديداته بشن عدوان جديد على شمالي البلاد".

وقال الباحث السوري وائل علوان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن احتمالية شن النظام عملية عسكرية في إدلب ضعيفة، كون هذه المنطقة خاضعة للتفاهمات الروسية التركية، وأي عملية عسكرية تركية ضد "قسد" لن تكون خارج هذه التفاهمات، وخاصة "اتفاق سوتشي" الذي يمنح تركيا حق الدخول 30 كلم شمالي سورية.

وأوضح "علوان" أن التصريحات الروسية التي صدرت أخيراً، والتي تعطي تركيا الحق في مخاوفها الأمنية توضح أن أي عملية عسكرية تركية لن تكون خارج هذه التفاهمات. وبالتالي فإن النظام يحاول اليوم أن يكسب تنازلات سياسية وعسكرية واقتصادية من مليشيات "قسد"، بالحصول على مزيد من المناطق من خلال إرسال التعزيزات إلى خطوط التماس مع المعارضة و"قسد" في تل رفعت ومنبج.

ويرى الباحث أن الخروقات لوقف إطلاق النار في إدلب لم تتوقف، ويمكن أن يلجأ النظام إلى التصعيد في بعض الجبهات في سهل الغاب وريف إدلب والساحل، لكن على مستوى ضيق، لأن الظروف خاصة الاقتصادية لدى النظام غير مهيأة لعمل عسكري كبير يمكّن النظام من قضم مناطق جديدة.

وفي محاور التماس بين "قسد" ومناطق النفوذ التركي، أكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن الهدوء يسود بشكل شبه تام جميع المحاور، منذ عصر أمس، ولم تسجّل حالات قصف متبادل أو إطلاق نار.

وكانت مصادر قد أفادت أمس "العربي الجديد" بمقتل وإصابة عناصر من "قسد" جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة لها، في محيط قرية البحرة بناحية الهول شرق الحسكة. وجاء ذلك بعيد ساعات من تسيير الجيش الأميركي دورية عسكرية في مناطق سيطرة "قسد" بناحية القامشلي شمال شرقي البلاد.

المساهمون