النظام السوري يلوح بورقة "داعش" في السويداء

10 مايو 2024
عناصر من "قسد" في محافظة دير الزور، 24 مارس 2019 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- النظام السوري يعلن عن دهم خلية "داعش" في السويداء، مع مقتل عضو والقبض على آخر، وسط تقارير متضاربة تنفي الحدث وتشير إلى تفبرك الأخبار.
- الأحداث تعكس محاولة النظام السوري لتعزيز صورته كحامي للأقليات ومستقر الأمن، في ظل التظاهرات المطالبة بإسقاطه واستغلال خطر "داعش" لتحويل العصبية المحلية.
- المجلس الوطني الكردي يتهم قوات سوريا الديمقراطية بخطف أعضاء فرقة فلكلورية، معتبراً ذلك جزءاً من حملة ترهيب ضد النشاط الفني والثقافي الكردي، وسط دعوات للضغط الدولي لإيقاف الانتهاكات.

أعلن النظام السوري اليوم الجمعة، أن قوات أمنية في محافظة السويداء جنوب سورية دهمت مقر خلية لتنظيم "داعش"، حاولت تنفيذ عملية ضد المدنيين في أحد أحياء مدينة السويداء. وقال التلفزيون الرسمي التابع للنظام السوري إنّ أحد أفراد الخلية قتل خلال محاولته تفجير نفسه بحزام ناسف كان يرتديه، إضافة إلى إلقاء القبض على آخر بحوزته حزام ناسف أيضاً، وتمت مصادرة بنادق آلية وذخيرة بحسب المصدر.

من جهته، نفى مراسل "العربي الجديد" في السويداء هذه الأنباء، وقال إنها مفبركة ولم تحصل أي مداهمة أو اشتباك في مدينة السويداء. ونقل موقع "الراصد" عن قيادي في فصيل محلي قوله إنّ مجموعات عسكرية تابعة لقوات النظام السوري وصفها بالضخمة دخلت، فجر الأحد الماضي، إلى محيط مطار خلخلة في السويداء، فيما ذهب قسم كبير إلى البادية الشرقية محذراً من سيناريو يخطط له النظام يتضمن ما وصفها بـ"تمثيلية" جديدة قد تحصل في السويداء.

وحول أهداف النظام السوري من الإعلان عن وجود خلايا لتنظيم "داعش" في المحافظة، قال سليمان فخر، وهو صحافي من السويداء، في حديثه إلى "العربي الجديد"، إنّ النظام تاريخياً يعتبر أن صورته حامياً للأقليات من أقوى أسباب وجوده وأكثرها شرعية، وبالتالي من الطبيعي أن يحاول خلق خطر على هذه المجموعات من أجل إظهار نفسه حامياً وحيداً.

وأضاف أن "السقوط الشعبي للنظام في السويداء، وما يظهر اليوم من عصبية محلية ضده، يجعله يفكر في تحويل هذه العصبية ضد فئة أخرى وبالتالي تظهر شماعة (داعش) أقوى الوسائل وأكثرها فائدة له، وحتى أولئك الذين لا يعتبرون أن النظام هو وراء تحركات (داعش)، لا يستطيعون إنكار أنه يستخدم التنظيم ورقة ابتزاز، وقد فعل هذا رئيس النظام بشار الأسد بشكل علني بعد الهجوم على الريف الشرقي عام 2018، حيث حمل الأهالي مسؤولية الهجوم باعتبارهم لا يرسلون أبناءهم للخدمة الإلزامية. وتشهد السويداء منذ أكثر من عام تظاهرات شعبية تطالب بإسقاط النظام السوري برئاسة بشار الأسد، وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالحل السياسي.

وفي السياق ذاته، اتهم المجلس الوطني الكردي في سورية، قوات سوريا الديمقراطية (قسد) باختطاف ثلاثة من أعضاء فرقة فلكلورية في مدينة عامودا بريف الحسكة أقصى شمال شرق سورية. وقال المجلس في بيان له، يوم الخميس، إنّ "قسد" وفي خطوة تصعيدية اختطفت مجدل حاج قاسم، مسؤول فرقة خوناف الفلكلورية في مدينة عامودا لدى عودته إلى قريته كرنكو، كما اعتقلت سعد كاوا كونرش وصالح بكاري وهما عضوان في الفرقة ذاتها وهما دون الـ18 من العمر.

وأضاف البيان أن مسلحي "قسد" سبق أن اعتقلوا عضو فرقة خناف الممثل المسرحي ناصر جارو، في 21 نيسان/ إبريل الماضي، إضافة لاعتقال أربعة آخرين من أعضاء المجلس الوطني منذ أكثر من شهرين ولا يزال مصيرهم مجهولاً. واعتبر المجلس الوطني الكردي أن حملة الاعتقالات و"الممارسات الترهيبية" بحق أعضاء ومشرفي الفرقة الفلكلورية الكردية تأتي بهدف "ترهيبهم ومنعهم من ممارسة نشاطهم الفني والثقافي في سبيل الحفاظ على تراث وفلكلور المنطقة".

وطالب المجلس الوطني بإطلاق سراح من اعتقلوا من الفرقة وكل معتقلي المجلس الكردي، ودعا كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية ودول التحالف وفي مقدمِها الولايات المتحدة الأميركية لممارسة ضغوطات جدية على "قسد" لإيقاف هذه الانتهاكات.

وفي حديث إلى "العربي الجديد"، قال عضو من حزب اليكيتي الكردستاني في سورية (من أحزاب المجلس الوطني الكردي) فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، إنّ ما تقوم به الإدارة الذاتية في شمال شرق سورية ومن خلفها كوادر حزب العمال الكردستاني، يدخل في نطاق "انتهاك حقوق الإنسان"، مضيفاً أن خطف ثلاثة كوادر من فرقة فنية مسرحية كردية اثنان منهم قاصران، جاء بسبب انتقادهم في عمل مسرحي، بمناسبة عيد النوروز الذي يحتفل فيه الأكراد، تصرفات الإدارة وما يعيشه أهالي المنطقة.

دلالات