قصفت قوات النظام السوري، صباح اليوم الأحد، مناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي، بينما تمكنت فصائل المعارضة من إسقاط طائرة مسيرة شرقي المحافظة. وفي جنوبي البلاد، تتواصل عمليات التسوية التي تجريها قوات النظام لتنتقل إلى بلدتي ازرع والشيخ مسكين، في حين تتصاعد عمليات الاغتيال في المحافظة، ما يثير تساؤلات عن جدوى التسويات.
وذكر الناشط محمد المصطفى لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام استهدفت بالمدفعية قرى سفوهن وكفر عويد والفطيرة جنوبي إدلب، إضافة إلى بلدة كنصفرة التي توجد فيها نقطة عسكرية تركية.
من جهتها، تمكنت الفصائل العاملة في إدلب من إسقاط طائرة استطلاع محلية الصنع على محور قرية داديخ شرقي إدلب، فيما قتل أمس عنصر وأصيب آخرون من قوات النظام، قنصاً برصاص الفصائل على محور الحدادة بريف اللاذقية الشمالي، إضافة الى مقتل عنصر آخر في ريف إدلب.
في الأثناء زعمت وزارة الدفاع الروسية أن الفصائل المسلحة المنتشرة في منطقة خفض التصعيد بإدلب كانت مسؤولة عن سبعة خروقات لوقف إطلاق النار خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وذكر اللواء البحري فاديم كوليت نائب مدير مركز التنسيق الروسي في حميميم في بيان له أنه "تم رصد 7 اعتداءات من المناطق التي تنتشر فيها التنظيمات المنضوية تحت زعامة تنظيم جبهة النصرة، اثنان منها في إدلب وثلاثة في اللاذقية وهجوم في كل من حلب وحماة".
قتلى من "قسد"
في شرق البلاد، أقرت مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بمقتل ثلاثة من مقاتليها بعد تعرضهم لضربة جوية بواسطة طائرة مسيرة تركية قرب مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب.
وذكر بيان صادر عن "قسد" أن المقاتلين تعرضوا للهجوم خلال عودتهم من عين العرب بعد تلقيهم للعلاج. وكانت مصادر مطلعة قد ذكرت لـ"العربي الجديد" أن سبعة من عناصر "قسد" قتلوا في الغارة التركية، بينهم اثنان على الأقل من القادة العسكريين، وذلك خلال توجّههم من منطقة عين عيسى نحو مدينة عين العرب، خلال جولةٍ تفقديّة على النقاط العسكرية المنتشرة على الطريق. ونشرت صفحات إعلام محلية صوراً لعربة كانوا على متنها تظهر احتراقها بشكل كامل.
وتعتبر عملية الاغتيال هذه هي الثانية خلال أيام قليلة، حيث استهدفت طائرة مسيّرة تركية سيارة عسكرية لـ"قسد" الأربعاء الماضي في مدينة عين العرب، ما أدى إلى مقتل قياديين من "قسد".
إلى ذلك، اغتال مسلحون مجهولون أمس أحد وجهاء عشائر قبيلة البقارة وأصابوا شقيقه بجراح في ريف دير الزور الغربي، وذلك بعد يوم من احتجاجات شعبية ضد النظام وروسيا في المنطقة.
وذكر الناشط أبو عمر البوكمالي لـ"العربي الجديد" أن الشيخ حميد الأسعد البدر قتل برصاص مسلحين مجهولين كانوا يستقلون دراجة نارية في بلدة جزرة البوحميد غرب دير الزور الخاضعة لسيطرة "قسد"، مشيراً إلى أن الهجوم أسفر كذلك عن إصابة شقيقه محمد بجروح.
ويعدّ البدر من وجهاء عشيرة البوصالح التابعة لعشيرة البقارة وكان يعرف بمواقفه المناوئة للنظام السوري و"قسد".
وتأتي عملية الاغتيال عقب يوم واحد فقط من حراك شعبي مناهض للروس وقوات النظام في بلدتي الجنينة والحصان بمشاركة واسعة من أبناء عشيرة البقارة.
درعا: تسويات واغتيالات
جنوبي البلاد، ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري أنه بدأت صباح اليوم الأحد عملية "تسوية أوضاع المسلحين والمطلوبين والفارين من الخدمة العسكرية من أبناء مدينة ازرع وبلدة الشيخ مسكين وعدد من قرى منطقة اللجاة بريف درعا الشمالي".
وأضافت أن ذلك تزامن مع عمليات تمشيط تقوم بها قوات النظام في مدينة الحراك ومحيطها بريف درعا الشمالي الشرقي بعد استكمال عمليات التسوية فيها.
وكانت قوات النظام استكملت في 19 الشهر الجاري عمليات تسوية أوضاع المطلوبين والمطلوبين للخدمة العسكرية من أبناء مدينة الحراك.
وبالتزامن مع عمليات التسوية، شهدت محافظة درعا عودة نشطة للاغتيالات مجهولة الفاعلين، وسط شكوك من الأهالي بوقوف النظام وأجهزته الأمنية خلفها بهدف تصفية حسابات مع معارضي النظام. واغتيل مساء أمس حسين العقرباوي في بلدة المزيريب في الريف الغربي من محافظة درعا، حسب موقع "درعا 24"، وذلك بعد استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين. وينحدر العقرباوي من مخيم درعا، ويسكن في بلدة المزيريب منذ سنوات، ويعمل ضمن مجموعة تابعة للفصائل المحلية، خضعت للتسوية منذ عام 2018، كان يقودها حسن عجاج الذي تم اغتياله أيضاً نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي.
كما قتل أمس عدنان أحمد العميان المتحدر من بلدة تل شهاب غربي درعا، والبالغ من العمر 60 عاماً، على الطريق الواصل بين تل شهاب وطبريا، حيث تعرض لإطلاق نار مباشر هناك. وبحسب مصدر محلي، فإن القتيل مدني لا ينتمي لأي جهة عسكرية، ويعمل في مجال الزراعة.
كما توفي الشاب بسام تيسير الكرشان من بلدة حيط في الريف الغربي من محافظة درعا تحت التعذيب أثناء احتجازه في المفرزة العسكرية في بلدة سحم الجولان، على خلفية اتهامه بعملية سرقة. وذكر موقع "درعا 24" أن ذوي الكرشان استلموا جثته اليوم، وتظهر عليها آثار تعذيب شديدة أودت بحياة الشاب.
وفي الآونة الأخيرة أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام عمليات تسوية لمعظم مدن وبلدات المحافظة، وسحبت أعداداً كبيرة من الأسلحة الفردية، بعضها لمجموعات تتبع لـ"اللواء الثامن" التابع لـ"الفيلق الخامس" المدعوم من قبل روسيا، بحجة إيقاف عمليات الاغتيال التي لم تهدأ منذ 2018.
ويقول ناشطون إن عمليات التسوية التي يجريها النظام في المحافظة لم تضع حداً لعمليات الاغتيال، لأن معظمها يتم تنفيذها بواسطة مجموعات محلية تتلقى أوامرها بشكل مباشر من فرع الأمن العسكري في درعا. وفسر مصدر محلي تحدث لموقع "تجمع أحرار حوران" انخفاض وتيرة عمليات الاغتيال خلال فترة حصار أحياء درعا البلد التي امتدت من نهاية يونيو/ حزيران حتى سبتمبر/ أيلول الماضي بأن مصدري أوامر الاغتيالات كانوا منشغلين في إنهاء ملف المنطقة، ولم يكن لديهم الوقت الكافي لتصفية الشخصيات المدرجة في قوائهم.