النظام السوري يصعّد في درعا ويعطل مفاوضات الحل

05 اغسطس 2021
يصر النظام على اقتحام درعا البلد(محمد أبازيد/فرانس برس)
+ الخط -

واصلت قوات النظام السوري، في الساعات الماضية، الضغط العسكري على الأهالي في محافظة درعا جنوبي البلاد، مع تعثر المفاوضات بين الجانبين.

وذكر الناشط أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، أنّ قصفاً مدفعياً وصاروخياً استهدف بلدات ناحتة وزيزون والعجمي وبلدات أخرى بريف درعا الغربي من مواقع قوات النظام المتمركزة في كتيبة المدفعية 285 بجانب البانوراما، إضافة إلى قصف مماثل طاول بلدتي مليحة العطش وبصر الحرير شرقي درعا، مصدره قوات النظام المتمركزة في "اللواء 12" بمدينة ازرع.

وكانت قوات النظام، قد قصفت، ليل أمس الأربعاء، أحياء درعا البلد، واستقدمت تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة، بالتزامن مع اشتباكات على أطراف الأحياء المحاصرة.

في المقابل، استهدف مجهولون بالرصاص سيارة عسكرية لقوات النظام على طريق السويداء - ازرع، ما أسفر عن مقتل وجرح جميع العناصر الذين يستقلونها، وفق موقع "تجمع أحرار حوران".


ويأتي ذلك مع التعثر المتواصل للمفاوضات بين لجنة التفاوض المحلية وممثلي النظام، بشأن التوصل إلى اتفاق يوقف الحملة العسكرية على درعا البلد والمحافظة، وذلك بسبب إصرار النظام، ولا سيما الضابطين حسام لوقا رئيس اللجنة الأمنية ولؤي العلي مسؤول الأمن العسكري، على اقتحام المنطقة وتنفيذ مطالب النظام كاملة.

وفي تسجيل صوتي تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ذكر الشيخ فيصل أبازيد أحد وجهاء درعا البلد، أنّ وفداً من المنطقة الغربية زار درعا البلد واجتمع بأعيانها، حيث طرح آلية للحل قدموه لممثلي النظام في درعا المحطة، لكن رئيس اللجنة الأمنية التابعة للنظام حسام لوقا رفض هذا الحل.

وأوضح أبازيد أنّ النظام "متمسك بموقفه المتمثل في اقتحام درعا البلد، وتفتيش جميع المنازل وجمع كل السلاح، واعتقال المطلوبين، بغية جعل هذا السيناريو نموذجاً يجري تعميمه على كل محافظة درعا".

وطلب أبازيد من الأهالي "الاستعداد للأسوأ والتمسك بوحدة الصف"، مؤكداً أن أهالي درعا يقبلون بأي حل "يحفظ الأمن والكرامة"، مجدداً القول إنّ الخيار الآخر في حال تعذر الحل "هو التهجير بغية حقن الدماء من الطرفين".

ورأى ناشطون أنّ إصرار النظام على اقتحام درعا البلد والسيطرة عليها بالقوة برغم انتفاء الأسباب التي ادعاها في البداية مثل الوصول إلى مطلوبين محددين، يعود إلى رغبته في السيطرة على الجامع العمري في درعا البلد.

ويعود بناء الجامع العمري إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ويعد من أقدم الجوامع القائمة حتى الآن، وذلك بالنظر إلى رمزية هذا الجامع الذي انطلقت منه الاحتجاجات ضد النظام في 18 مارس/ آذار عام 2011، خاصة أن الجامع استمر بعد ذلك كمركز للاحتجاجات ضد النظام، وانطلقت منه التظاهرات المعارضة لانتخابات الرئاسة الأخيرة.

ولفت الناشط محمد الشلبي، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى التهديدات التي أطلقها مسؤول الأمن العسكري التابع للنظام في الجنوب السوري العميد لؤي العلي، قبل أيام، بهدم الجامع العمري "حجراً على حجر" وفق الرسالة التي نقلها عن العلي عن طريق أشخاص محسوبين على النظام، إلى أهالي درعا البلد.

ورأى أنّ "النظام يتطلع إلى رفع علمه فوق الجامع إيذاناً بخضوعه للنظام، وتدمير مكانته كرمز للمعارضة، ليكون ذلك تالياً خطوة مهمة على طريق إخماد جذوة المعارضة في مجمل محافظة درعا".

وتعرض الجامع العمري للقصف من جانب قوات النظام أدى إلى تدمير مئذنته التاريخية وخراب واسع بداخله في إبريل/ نيسان 2014، إضافة إلى اقتحامات متكررة لقوات النظام مع حصاره لمدة عامين ومنع الصلاة فيه بين الحين والآخر.

دولياً، شجبت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الأربعاء، هجوم النظام السوري على محافظة درعا ووصفته بـ"الوحشي".

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن: "ندين هجوم نظام بشار الأسد على درعا، وندعو لإنهاء فوري للعنف الذي قتل المدنيين وتسبب بتشريد الآلاف الذين يعانون نقص الغذاء والدواء". وأضاف في تغريدة على "توتير": "نجدد دعوتنا لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء سورية وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254".

من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى ضرورة حماية المدنيين في محافظة درعا التي تتعرض لهجمات النظام السوري.

وذكر بيان صادر عن مكتب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس الأربعاء، أنّ جنوب غربي سورية يشهد "أسوأ وأخطر أعمال عنف منذ عام 2018"، لافتاً إلى وجود "خطر جسيم من حدوث تصعيد في درعا".

غارات روسية على إدلب
على صعيد آخر، شن الطيران الحربي الروسي، صباح اليوم الخميس، غارات جديدة على محيط قرية البارة بمنطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب شمال غربي سورية، قرب النقطة العسكرية التركية في المنطقة.

كذلك، استهدفت قوات النظام السوري بلدات المنطقة بالمدفعية والصواريخ. وطاول القصف محيط بلدة تقاد بريف حلب الغربي، في حين استهدفت فصائل المعارضة بالمدفعية تجمعات قوات النظام في بلدة جورين بريف حماة الغربي.

وفي شرق سورية، ذكرت شبكة "فرات بوست" المحلية، أنّ الحرس الثوري الإيراني بدأ في تأهيل مطار الحمدان الزراعي بريف البوكمال تحضيراً لاستخدامه كقاعدة جوية للطائرات المسيّرة. كما أجرت المليشيات الإيرانية في البوكمال وريفها تدريبات عسكرية شملت منصات الصواريخ وإخلاء المقرات.


من جهة أخرى، أصيب عنصران من قوات النظام، جراء قصف تركي على قرية بعبوش في ريف تل تمر بمحافظة الحسكة شمال شرقي سورية، والتي تنتشر فيها نقاط عسكرية لقوات النظام، وفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان".