قالت وزارة الخارجية في النظام السوري إنّ الضربات الجوية الأردنية داخل الأراضي السورية أودت بحياة عدد من المدنيين، مدعيةً أن التصعيد في الجوانب السياسية والعسكرية والإعلامية لا ينسجم مع ما اتُّفِق عليه مع الأردن.
وأضافت خارجية النظام السوري في بيان، اليوم الثلاثاء، أن "الضربات الجوية التي نفذها الأردن ذهب ضحيتها عدد من المدنيين من الأطفال والنساء وغيرهم من الجرحى والمصابين"، مشيرة إلى أنه "لا مبرر لمثل هذه العمليات العسكرية التي يشنّها الأردن داخل الأراضي السورية" وأن "التصعيد السياسي والإعلامي والعسكري لا ينسجم مع ما اتُّفِق عليه مع الأردن".
وأوضحت خارجية النظام السوري أنّ "الأردن تجاهل رسائل وزيري الخارجية والدفاع من أجل ضبط الحدود السورية الأردنية"، مشيرة إلى أنّ "سورية عانت منذ عام 2011 من تدفق عشرات الآلاف من الإرهابيين انطلاقاً من دول الجوار، ومنها الأردن" على حد تعبيرها.
الأردن يطالب الحكومة السورية بخطوات عملية
من جهته، أكد الأردن أنّ تهريب المخدرات والسلاح عبر الحدود السورية إلى الأردن خطر يهدد الأمن الوطني، وأن الأردن سيستمر في التصدي لهذا الخطر، ولكل من يقف وراءه.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين، سفيان القضاة، في بيان، اليوم الثلاثاء، إن الأردن زود الحكومة السورية، خلال اجتماعات اللجنة المشتركة التي كان قد شكّلها البلدان، بأسماء المهربين والجهات التي تقف وراءهم، وبأماكن تصنيع المخدرات وتخزينها وخطوط تهريبها، التي تقع ضمن سيطرة الحكومة السورية، "إلا أن أي إجراء حقيقي لتحييد هذا الخطر لم يُتَّخَذ"، لافتاً إلى أن محاولات التهريب شهدت "ارتفاعاً خطيراً في عددها".
وأضاف أن "عمليات تهريب المخدرات والسلاح من سورية إلى الأردن، التي أدت إلى استشهاد وإصابة عدد من نشامى قواتنا المسلحة تمثل تهديداً مباشراً لأمن الأردن الذي سيظل يتصدى له بكل حزم حتى دحره بالكامل".
وأكد القضاة استعداد الأردن للمضيّ في "التنسيق مع الحكومة السورية لوقف عمليات التهريب، ومحاسبة منفذيها وداعميها، ويتوقع من الأشقاء في سورية إجراءات وخطوات عملية وفاعلة وسريعة ومؤثرة ضدهم"، رافضاً أي إيحاءات بأنّ الحدود الأردنية كانت يوماً "مصدراً لتهديد أمن سورية، أو معبراً للإرهابيين الذين كان الأردن أول من تصدى لهم، بل كان دوماً وسيبقى صمام أمان ودعم وإسناد لسورية الشقيقة ولشعبها الكريم في درعا والسويداء المجاورتين وفي كل أنحاء سورية".
وشدد على أنّ الأردن قادر على حماية حدوده وأمنه من "عصابات تهريب المخدرات والسلاح وسيدحرهم وسينهي ما يمثلون من خطر بجهود بواسل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية".
وأعلن الجيش الأردني، بداية الشهر الحالي، وضع خطط لبناء سياج إلكتروني لمنع كل أشكال التسلل والتهريب على الحدود السورية، وذلك في أعقاب مواجهات بين القوات المسلحة الأردنية والمهربين في الجنوب السوري.
مبادرة "رجال الكرامة"
ونفذ سلاح الجو الأردني، يوم الخميس الفائت، غارتين جويتين على الأراضي السورية، استهدفتا منزلاً يعود لعمر سلمان طلب، ومنزلاً آخر يعود لتركي الحلبي، ومن المعتقد أنهما يعملان في مجال المخدرات، وأدى القصف إلى مقتل عشرة أشخاص، بينهم مدنيون، وهم: عمر سلمان طلب ووالدته وعمته، في الغارة الأولى، ونزيه الحلبي وزوجته وتركي الحلبي وزوجته واثنتان من بناته ووالدته، في بلدة عرمان جنوبيّ محافظة السويداء، جنوبيّ سورية.
ويثير القصف الأردني مخاوف أهالي محافظة السويداء السورية، لأنه سبّب مقتل العديد من المدنيين، بينهم أطفال. وكانت حركة "رجال الكرامة" في محافظة السويداء قد أصدرت، يوم السبت الفائت، بياناً يتضمن مبادرة مقدمة للجانب الأردني حول ملف مكافحة المخدرات في محافظة السويداء، التي تتعرض قراها الجنوبية منذ أكثر من شهر لغارات جوية أردنية تستهدف تجمعات مدنية ذهب على إثرها مواطنون أبرياء.
وتقوم المبادرة التي طرحتها الحركة على تسليم لائحة المتورطين بالتجارة والصناعة وتهريب المخدرات من السويداء ليصار إلى ملاحقتهم، بدل قصف منازل المواطنين وسقوط أبرياء، وقالت الحركة في بيانها إن الغارات الأردنية، التي طاولت القرى الجنوبية، أُزهقت فيها أرواح مدنيين أبرياء، بينهم أطفال ونساء وسبّبت دماراً كبيراً في ممتلكات المدنيين وأرزاقهم، بذريعة مكافحة المخدرات.