النظام السوري يتهم واشنطن بالسعي لتجنيد أبناء العشائر

10 اغسطس 2021
دوريات تابعة لواشنطن تقوم بجولات في المنطقة بهدف إقناع أبناء العشائر العربية (Getty)
+ الخط -

اتهم إعلام النظام السوري القوات الأميركية في محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية، بالعمل على تجنيد أبناء العشائر في ميليشيا مسلحة جديدة تعمل بأوامر واشنطن.

ونقلت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام عن "شيوخ ووجهاء من العشائر العربية" في القامشلي والحسكة أن دوريات تابعة لواشنطن تقوم بجولات في المنطقة بهدف إقناع أبناء العشائر العربية بالانتساب إلى المليشيا.

وقالت الصحيفة إن واشنطن "تعمل على تقديم مغريات مالية سعياً وراء الدفع بشبان تلك المناطق للانتساب لهذه المليشيا"، وأضافت أن "ما يجري في الوقت الحالي هو عملية جمع للأسماء، ولم يعلن حتى اللحظة رسمياً عن تشكيل هذه المليشيات".

ونقلت أن المخطط الأميركي الجديد يتمثل بـ"السعي لتشكيل فصيل عربي مسلح يتبع لها بشكل مباشر في المناطق العربية، وتكون له خصوصيته"، والهدف من وراء ذلك هو "محاولة ضرب مشروع المقاومة الشعبية والسعي لكسب المكون العربي في تلك المناطق".

ونقلت "الوطن" عن شيخ عشيرة طي التابع للنظام محمد الفارس الطائي قوله إن القوات الأميركية "تسعى لاستغلال الأوضاع الاقتصادية الصعبة الناجمة أصلاً عن إرهابه الاقتصادي، وإغراء الشباب بالمال لاستمالتهم لتشكيل المليشيات".

وقال الطائي إن التشكيل الجديد، الذي يسعى "الاحتلال الأميركي للإعلان عنه قريباً، لن يكون مليشيا واحدة، وإنما أكثر من مليشيا، وسيتم نشرها في الحسكة ودير الزور ومنطقة البادية".

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن كل القوى المسيطرة في شمال وشرق سورية تسعى إلى استمالة أبناء العشائر العربية، من أجل تجنيدها في مليشيات تعمل لصالح القوى الإقليمية والدولية، وتأتي المحاولة الأميركية الأخيرة بحجة حماية حقول النفط ومحاربة تنظيم "داعش".

وكان كل من النظام السوري و"قسد" قد عمل وبشكل مستمر على ملاحقة أبناء العشائر العربية وتجنيدهم قسرا ضمن قواته، الأمر الذي دفع بالشبان إلى الهرب نحو مناطق سيطرة المعارضة السورية المسلحة أو إلى خارج سورية.

تركيا تقصف "قسد"
في غضون ذلك، جدد الجيش التركي، اليوم الثلاثاء، قصفه على مواقع لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في ريف حلب السورية.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن الجيش التركي قصف اليوم مواقع لـ"قسد" في ناحية شرا بمنطقة عفرين، شمال غربي محافظة حلب. وأضافت المصادر أن معظم القصف تركز على قريتي علقمة ومرعناز وبلدتي مياسة وبرج القاص. ولم يتبين حجم الأضرار الناتجة عن القصف.

ومن جانب آخر، تحدثت المصادر عن حدوث توتر بين "قسد" والنظام جراء اعتقال الأولى اثنين من عناصر النظام في قرية الصعوة بريف دير الزور الغربي. وذكرت المصادر أن العنصرين من الفرقة الرابعة ودخلا مناطق سيطرة "قسد" لقضاء إجازة، حيث جرى اعتقالهما.

خلاف على التجارة يصيب مسؤولاً في النظام

إلى ذلك، أصيب نائب محافظ حلب التابع للنظام السوري بجروح جراء هجوم من مجهولين مساء أمس الاثنين، فيما رجح إعلام النظام السوري أن الهجوم ناجم عن اقتتال عشائري تسبب به نجل النائب في المدينة. فيما قالت مصادر محلية مطلعة لـ"العربي الجديد" إن الهجوم وقع على خلفية صراع على التجارة والنفوذ في المنطقة.

وقالت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام السوري إن نائب محافظ حلب أحمد ياسين أصيب بطلق ناري جراء استهدافه من قبل مجهولين يرجح أنهم من خلفية عشائرية، وذلك على خلفية شجار نشب بين ابنه وشبان من إحدى العائلات قبل عدة أيام.

وبحسب الصحيفة، فإن مجهولين أطلقوا أعيرة نارية صوب أحمد ياسين أثناء خروجه من بيته بحي الحمدانية، وأصيب بقدمه إصابة بالغة دخل إثرها إلى مشفى الشهباء التخصصي في حي حلب الجديدة لتلقي العلاج الإسعافي، كما أدخل إلى غرفة العمليات لإجراء الأعمال الجراحية في قدمه.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوى الأمن التابعة للنظام السوري استنفرت في حلب بهدف إلقاء القبض على المهاجمين، إلا أنه لم يتم التعرف على أي منهم. فيما هناك شكوك بأن الهجوم جاء على خلفية انتقامية من نجل ياسين الذي دخل في شجار مع أبناء إحدى العائلات في المدينة.

وقالت المصادر إن اثنين من أولاد نائب المحافظ أقدما قبل ثلاثة أيام على طعن شخص من عائلة "عفر" في منطقة الموكامبو وسط حلب، بعد خلاف بينهم على أموال ومواد تجارية، وجرى اعتقالهما من قبل شرطة النظام.

وذكرت المصادر أن عائلة "عفر" من العائلات البارزة في حلب، ومعظم أبنائها مجندون في صفوف مليشيات "الدفاع الوطني"، ويرجح أنهم كانوا وراء الهجوم على نائب المحافظ، وأنهم تقصدوا إيذاءه وعدم قتله من خلال إطلاق النار على قدميه، ومن المرجح أن إصابته سببت له إعاقة دائمة.

وأوضحت المصادر أن هناك خلافات بين أبناء نائب المحافظ وأبناء عائلة عفر على التجارة في المدينة، حيث يتقاسمون العمل في الدخان المهرب ومواد الخردة، مثل الحديد والنحاس، ويتقاسمون العمل فيها مع ضباط النظام والقياديين في المليشيات المدعومة من إيران.

وتعيش مدينة حلب الخاضعة للنظام حالة من الفلتان الأمني وفوضى السلاح، وشهدت سابقا العديد من الاشتباكات بين العناصر والقياديين في الدفاع الوطني التابع للنظام والمليشيات الأخرى، حيث يجرى التنافس بينهم على فرض الإتاوات على التجار والسكان، وبخاصة في الأسواق المشهورة.

المساهمون