لا تحمل نتائج الانتخابات المحلية البريطانية، المعلنة حتى لحظة كتابة هذا التقرير، أي مفاجأة؛ إلا أن الحقيقة التي سيُواجه بها حزب المحافظين الحاكم خلال الأيام القادمة ليست سهلة، وقد خسر مبدئياً ثلث مقاعده في المجالس المحلية.
وتشير التوقعات إلى احتمال تعرض المحافظين لخسارة "كارثية" تضاف إلى خسارتهم المدوية عام 1995 عندما خسروا ألفي مقعد مقابل فوز حزب العمال بأكثر من 48 بالمائة من الأصوات.
في المقابل، حصل حزب العمال المعارض اليوم على أغلبية مطلقة في ميدواي، وهو انتصار "تاريخي" للمرة الأولى منذ عام 1997، إضافة إلى أغلبية مبدئية في رشمور، تجاوزت الأغلبية التي حصل عليها عام 1995. إلا أن الأصوات التي حصل عليها حتى الآن في باقي المناطق قد لا تشير إلى جاهزية الحزب المعارض للفوز في الانتخابات العامة المقبلة.
واعتبر رئيس الحكومة وزعيم حزب المحافظين ريشي سوناك أن النتائج "مخّيبة للآمال" إلا أن الوقت ما يزال مبكّراً لإطلاق حكم نهائي، مشيراً إلى أن لا مؤشرات حقيقية بعد على فوز حزب العمال المعارض "لأننا لا نمتلك سوى ربع النتائج حتى اللحظة".
من جهته، قلّل رئيس حزب المحافظين غريغ هاندز من شأن النتائج الأولية، معتبراً أن حزب العمال المعارض لم يحقق "اختراقاً شاملاً"، على الرغم من حصوله على 113 مقعداً إضافياً وخسارة المحافظين 198 مقعداً.
وتعليقاً على النتائج الأولية، اعتبر حزب العمال أن المكاسب التي حقّقها حتى هذه اللحظة كفيلة بفوزه في الانتخابات العامة المقبلة المقررة بعد عام ونصف على أبعد تقدير.
وقالت منسّقة الحملة الوطنية للحزب شبانة محمود إن "الانتشار الجغرافي للنتائج يظهر أن الحزب في طريقه لتحقيق الانتصارات في جميع أنحاء البلاد"، كما ذهبت في تفاؤلها إلى أبعد من ذلك، حيث اعتبرت أن ما يحققه الحزب من "اختراقات هائلة" في بعض الدوائر الانتخابية يمنحه "أكثر بكثير مما يحتاجه" لخوض الانتخابات العامة القادمة والفوز بها، مضيفة أن "الخسارة" التي مني بها الحزب الحاكم حتى اللحظة تؤكد أن "المشكلة لا تكمن في شخص زعيمه" بل في الحزب نفسه.
يُذكر أن النتائج النهائية لم تحسم بعد، إلا أن المؤكد حتى اللحظة هو سيطرة "حزب العمال" المعارض على الأهداف الرئيسية التي كان يسعى إليها وهي مجالس بلايموث وستوك أون ترينت وميدواي، بينما سيطر الحزب الليبرالي الديمقراطي على وندسور وميدنهيد، ما وصفه زعيم الحزب إد ديفي بـ"الإنجاز"، في حين لا تشير الأرقام والتوقعات إلى قدرة حزب المحافظين على "قلب الطاولة" وتغيير المعادلة الحالية على الرغم من أن الآمال كانت معلقة على القدرات القيادية للزعيم الجديد سوناك وعلى محاولاته استعادة مكانة الحزب وثقة الناخبين به.