حذر البيت الـبيض، الأربعاء، جميع الاطراف من أي تصعيد في الشرق الاوسط بعد انفجارات ليومين في لبنان طاولت أجهزة اتصال لعناصر في حزب الله، ونسبت إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين: "ما زلنا لا نريد أن نرى أي تصعيد من أي نوع. ولا نعتقد على الإطلاق أن الطريقة لحل الأزمة الحالية تكمن في عمليات عسكرية إضافية".
تتوالى ردود الأفعال الدولية على الموجة الثانية من تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكي التي شهدها لبنان، اليوم الأربعاء والتي يقف وراءها الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى استشهاد 14 شخصاً وأكثر من 450 جريحاً في حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة اللبنانية. وتأتي هذه التفجيرات بعد يوم واحد من تفجيرات البيجر في لبنان، التي أدت إلى استشهاد 12 شخصاً، كذلك أصيب ما يقرب من ثلاثة آلاف آخرين، من بينهم مقاتلون في حزب الله وسفير إيران لدى بيروت.
العربي الجديد يتابع ردود الفعل الدولية أولاً بأول..
أدان القيادي في حركة حماس، عزت الرشق، بشدَّة تجدّد واستمرار العدوان الإسرائيلي "ضدَّ الشعب اللبناني الشقيق، واستهداف المواطنين المدنيين، بتفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية في مختلف الأراضي اللبنانية، ما أدّى إلى وقوع العديد من الضحايا والجرحى". وقال الرشق: "تتحمل حكومة الاحتلال الفاشية كامل المسؤولية عن تداعيات هذا العدوان المستمر على لبنان، وما سبقه وما يتزامن معه من عدوان غاشم على قطاع غزة والضفة الغربية".
وأضاف أن "هذا الاعتداء الصهيوني الإرهابي اعتداء صارخٌ على الأرض والشعب اللبناني الشقيق، واعتداء سافر على السيادة اللبنانية، يكشف حقيقة هذا الكيان المنتهك لكل المواثيق والأعراف الدولية، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية قانونية لوضع حدّ لهذا الإرهاب الصهيوني، الذي بات يهدّد أمن واستقرار المنطقة". مردفاً: "نشد على يد لبنان الشقيق، وعلى يد أبطال المقاومة الإسلامية في حزب الله، الذين يواصلون وقفتهم المشرفة مع شعبنا وقضيتنا الفلسطينية".
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، عن قلقه عقب انفجار أجهزة اتصالات في لبنان وسورية الثلاثاء والأربعاء، داعياً جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس لمنع انتشار التوتر.
وطالب غوتيريس في بيان نقلته "الأناضول" الأطراف المعنية باحترام قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 (المتعلق بحل النزاع اللبناني الإسرائيلي)، مؤكداً ضرورة إنهاء الصراعات لضمان الاستقرار. وأشار إلى أن الأمم المتحدة ستدعم أي جهود دبلوماسية وسياسية تهدف إلى إنهاء العنف في المنطقة.
وفي وقت سابق الأربعاء، دعا غوتيريس إلى عدم تحويل "الأجهزة المخصصة للاستخدام المدني" إلى أسلحة، وأن يكون ذلك قاعدة للحكومات في جميع أنحاء العالم.
قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني في منشور على منصة إكس، اليوم الأربعاء، إن إيران تستنكر الهجمات التي وقعت أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء في لبنان، والتي كان من بينها تفجير أجهزة اتصالات، وعرضت تقديم المساعدة إلى المصابين. وقالت مهاجراني: "إرهاب النظام الصهيوني يثير البغض والاشمئزاز. تستنكر إيران بشدة التفجيرات الإجرامية لأجهزة الاتصال أمس واليوم، التي تسببت في مقتل وإصابة مئات المدنيين اللبنانيين".
وقال وزير الصحة الإيراني محمد رضا ظفرقندي إن فريقاً من أطباء العيون والعاملين بالتمريض الإيرانيين توجه إلى لبنان اليوم الأربعاء، ومن المقرر نقل العديد من الجرحى اللبنانيين إلى عدة مستشفيات في طهران.
تلقى رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي عبّر عن تضامنه الكامل مع لبنان في الظروف الصعبة التي يمر بها، مشدداً على أنه يجري كل الاتصالات لوقف العدوان على لبنان. وشدد الرئيس التركي بحسب بيان صادر عن مكتب ميقاتي، مساء اليوم الأربعاء، على أنه أعطى توجيهاته بتقديم كل مساعدة إلى لبنان لتجاوز المحنة التي يمر بها. وشكر ميقاتي للرئيس أردوغان محبته للبنان ووقوفه المستمر إلى جانب الشعب اللبناني، ولا سيما في الظروف الصعبة.
يعتزم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقد جلسة طارئة بعد ظهر الجمعة المقبلة، لمناقشة تفجيرات لبنان. وذكر مراسل "الأناضول" أن سلوفينيا، رئيسة الدورة الحالية لمجلس الأمن، أعلنت في بيان الأربعاء، أنها وافقت على طلب تقدمت به الجزائر من أجل عقد اجتماع طارئ.
ومن المقرر أن تُعقد جلسة مجلس الأمن الطارئة، الجمعة، عند الساعة 15.00 بتوقيت نيويورك (GMT-4). وقالت وزارة الخارجية الجزائرية إن الجزائر دعت بطلب من لبنان، إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن لدراسة التطورات الخطيرة في لبنان، وبخاصة الهجمات السيبرانية واسعة النطاق.