استمع إلى الملخص
- **استعدادات المرشحين**: هاريس تدربت مكثفاً وكونت فريق خبراء، بينما يعتمد ترامب على التكيف الفوري. استطلاعات الرأي تظهر تقدم ترامب بفارق نقطة وطنياً، وتعادل أو تقدم طفيف لهاريس في الولايات المتأرجحة.
- **أهمية المناظرة**: الانتخابات المقبلة في نوفمبر هي الأقصر في التاريخ الحديث. تسعى حملة هاريس لإظهار ترامب كمتطرف، بينما يربط ترامب هاريس بسجل بايدن الاقتصادي. الولايات المتأرجحة بـ93 صوتاً ستحسم السباق.
يترقب الناخبون الأميركيون المناظرة الرئاسية الأميركية المقررة فجر غد الأربعاء (اليوم الثلاثاء بالتوقيت الأميركي المحلي)، بين المرشحين، الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية كامالا هاريس، بعد إعلان ترشحهما رسمياً. وسبق أن أُجريت مناظرة أولى في 27 يونيو/حزيران الماضي، بين الرئيس الحالي جو بايدن وترامب، لكنها أدت إلى تنحّي بايدن واستبداله بهاريس بعد أداء وصف بـ"الكارثي" حتى من مسؤولين وقيادات بالحزب الديمقراطي. وأفادت أحدث استطلاعات الرأي بأن 28% من الناخبين المحتملين في حاجة إلى معلومات إضافية عن المرشحة الديمقراطية، مقابل 9% فقط عدّوا أنفسهم في حاجة إلى معلومات إضافية عن ترامب، مما أضفى أهمية خاصة لمناظرة اليوم.
تفاصيل المناظرة الرئاسية الأميركية
والمناظرة الرئاسية الأميركية مقررة في مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا، وهي ولاية متأرجحة شهدت إحدى بلداتها وهي بلدة بتلر محاولة اغتيال ترامب في تجمّع انتخابي في 14 يوليو/تموز الماضي. ومن المقرر بث المناظرة على قناة إيه بي سي الإخبارية. ومن قواعد المناظرة الرئاسية الأميركية منح كل مرشح دقيقتين للإجابة عن السؤال، ودقيقتين لتفنيد حجج المنافس، مع كتم صوت الميكروفون لدى كل مرشح خلال حديث منافسه. ويدير المناظرة اثنان من المشرفين هما ديفيد مور ولينزي ديفيس. وشهدت الأيام الماضية جدالاً وخلافاً، بفعل طلب هاريس إبقاء الميكروفونات مفتوحة طوال الوقت، لكنها وافقت بعد ذلك على قاعدة كتم الصوت.
اعتبر ترامب أنه سيكون مستعداً بمجرد وصوله إلى مكان المناظرة
ووفقاً لوكالة أسوشييتد برس، عكفت هاريس على التدرب على المناظرة، للتركيز على تحسين إجاباتها، وعملت مع مستشاريها على التحضير للمناظرة، بهدف التفاعل مع الناخبين في الولايات المتأرجحة (بنسلفانيا، ويسكونسن، ميشيغن، أريزونا، كارولينا الشمالية، نيفادا، جورجيا). وتضمنت الاستعدادات تجميع فريق من الخبراء والمستشارين لمناقشة قضايا المناظرة، ومناقشة أهم الأفكار والرسائل السياسية مع عقد جلسات لتحسين توصيل الرسالة. وأبدت هاريس استعدادها لمواجهة ما أسمته بـ"الإهانات والحقائق المشوهة التي سيقدمها ترامب"، وأن تركيز حملتها هو على الطبقة الوسطى وفرص مستقبل أفضل للبلاد. وقالت: "علينا أن نكون مستعدين لئلا يقول الحقيقة، وأنه يميل للدفاع عن نفسه وليس عن الشعب الأميركي، وأعتقد أن ذلك سيظهر خلال المناظرة".
من جانبه، اعتبر ترامب في تصريحات، أنه "سيكون مستعداً بمجرد وصوله إلى مكان المناظرة". وعلّق عليها قائلاً: "بإمكانك أن تدخل إلى المناظرة بأي استراتيجية تريد، وعليك فقط أن تتكيف مع ما يحدث أثناء المناظرة". وأظهر أحدث استطلاعات الرأي على المستوى الوطني للولايات المتحدة، الذي نُشر أول من أمس الأحد، وأجرته صحيفة نيويورك تايمز وكلية سيينا، تقدم ترامب على هاريس، بفارق نقطة واحدة، بنسبة 48% في مقابل 47%، ضمن هامش خطأ في الاستطلاع بلغ 3 نقاط مئوية (إيجاباً أو سلباً)، وهو قريب إلى حد كبير من استطلاع سابق للمؤسستين في أواخر يوليو الماضي بعد تنحي بايدن.
وأظهرت عدة استطلاعات أخرى بين الاستطلاعين الماضيين لـ"نيويورك تايمز"، و"سيينا"، تقدم هاريس بفارق أربع نقاط. واعتبرت "نيويورك تايمز" في تقريرها أنه "ربما مرّ ترامب بشهر صعب بعد تنحي الرئيس بايدن، ومع موجة الإثارة التي جلبتها هاريس للديمقراطيين، لكن الاستطلاع يشير إلى أن دعمه لا يزال قوياً بشكل ملحوظ". وتعادلت هاريس مع ترامب أو تقدمت بفارق ضئيل عليه، في الولايات السبع المتأرجحة، وفقاً لمتوسطات استطلاعات الرأي في صحيفة نيويورك تايمز. وأظهرت هذه النتائج أن الانتخابات المقبلة شديدة التذبذب، مما زاد من أهمية المناظرة الرئاسية الأميركية كبيرة لدى الطرفين.
هاريس: علينا أن نكون مستعدين لئلا يقول ترامب الحقيقة
الانتخابات الأقصر في التاريخ
وقبل أقل من شهرين على موعد الانتخابات في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، الموُصوفة بأنها "الأقصر في التاريخ الأميركي الحديث"، إذ لم يكن لدى المرشحين سوى فرصة ضئيلة لتغيير رأي الناخبين، خصوصاً أن هاريس غير معروفة للكثيرين، في وقت إن الآراء حول ترامب ثابتة إلى حد كبير، وذلك وسط رغبة فريق نائبة الرئيس في إظهار ترامب بمظهر المتطرف، بما يمكن من البناء على المناظرة الرئاسية الأميركية لاستهداف الناخبين الذين لم يحددوا مرشحهم بعد في الولايات المتأرجحة. ولم يلتقِ ترامب وهاريس وجهاً لوجه سابقاً، بعدما رفض الرئيس السابق حضور حفل تنصيب بايدن وهاريس، بصفتها نائبته، في 20 يناير/كانون الثاني 2021. واعتبر أنه تم تزوير الانتخابات الأميركية لعام 2020. والمناظرة الرئاسية الأميركية اليوم، قد تكون الوحيدة، ما لم يتفق المرشحان على إجراء مناظرة ثانية قبل استحقاق الخامس من نوفمبر المقبل.
وأشار تقرير لـ"نيويورك تايمز"، إلى أن مستشاري ترامب أبدوا خشيتهم من عجزه على منع نفسه من "ازدرائه العميق" لهاريس، لاعتقاده أنها "غبية". وذكر التقرير أن المستشارين أدركوا تماماً المخاطر المترتبة على ظهور ترامب بشكل عدواني مفرط. ومن المتوقع أن يضع ترامب هاريس في موقف الدفاع بالربط بينها وبين سجلّ بايدن في الاقتصاد، والإشارة إلى تناقض مواقفها وتصريحاتها. ومن المتوقع تضمّن المناظرة الرئاسية الأميركية عدداً من القضايا، مثل قضية الحظر على التكسير الهيدروليكي. وتضمّ الولايات المتأرجحة التي يستهدفها المرشحان، 93 صوتاً في المجمع الانتخابي البالغ 538 صوتاً، موزعة كالتالي: أريزونا 11 صوتاً، جورجيا 16، ميشيغن 15، نيفادا 6، كارولينا الشمالية 16، بنسلفانيا 19، ويسكونسن 10. ويحتاج أحد المرشحين إلى 270 صوتاً من أصوات هذا المجمع للفوز بالرئاسة، وتشير استطلاعات الرأي الى أن الديمقراطيين قد يحصلون على 226 صوتاً، بينما قد يحصل الجمهوريون على 219 صوتاً، مع تبقى 93 صوتاً تمثل الولايات المتأرجحة هي التي ستحسم سباق الرئاسة.